وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الخميس

٨ نوفمبر ٢٠١٢

٨:٣٠:٠٠ م
363440

«آية الله عيسی قاسم» في خطبة صلاة الجمعة:

"التفجيرات" مدانة من أي جهة ولا بد من لجنة تحقيق محايدة بشأنها

«آية الله عيسی قاسم» في خطبة صلاة الجمعة: يبقى الإصلاح مطلب الحقِ والعدل، والضرورة التي لا تستقيم بدونها الحياة، والحاجة الملحة لاستقرار المجتمع، والشعار الذي لا يمكن أن يقبر والنداء الذي لا يمكن أن يموت.

ابنا: قال «آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم» في خطبة صلاة الجمعة اليوم (09/11/2012) في جامع "الإمام الصادق (ع)" بـ "الدراز" إن "التفجيرات الأخيرة، تفجيرات مزعجة ظالمة مؤلمة، تأتي في وسط تصريحات موازية لا يعرف منها إلا أنها في اتجاه التصعيد"، مشيراً إلى أن ذلك يأتي في ظل دعوات للاصلاح المنقذ.

وأكد أن التفجيرات مدانة من أي جهة كانت، ولا قبول على الاطلاق بها، مبيناً أن التفجيرات الأخيرة المستهدف فيها عمال آسيويون يخدمون هذا البلد، وقد وصفتهم وزارة الداخلية بأنهم ممن لا ناقة لهم ولا جمل، وحقاً ذلك، وهو ما يؤكد على أهمية وجود لجنة محايدة تحقق في ذلك.

وفي ما يلي نص هذا الخطبة:

التفجيرات الأخيرة:

أولاً: تفجيرات مزعجة ظالمة مؤلمة تأتي في وسطٍ تتصاعد فيه تصريحات وإجراءات موازية لا تشعر منها إلا أنها في اتجاه التصعيد، يجري هذا في الوقت الذي تعلو فيه أصوات من الداخل والخارج مناديةٌ بالإصلاح المنقذ وتطويق الأزمة والتخلص منها.

ثانياً: أي تفجير يكون قد وقع أو يمكن أن يقع –أبعد الله ذلك- من أي جهةٍ كان مرفوض ومدان، وهو استخفاف صارخٌ بحرمة الإنسان ولا مكان له من حرمة الدماء ومصلحة الوطن وسد أبواب الفتنة والخروج من الأزمة، ولا قبول على الإطلاق لأي أسلوب من أساليب العنف والعدوان.

ثالثاً: حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود ويرتفع الغموض الذي يكتنف هذه الحوادث وتعرف الجهةُ الدانية فتدان بعينها لا بد من لجنة تحقيق مستقلةٍ محايدةٍ تمام الحياد تنظر فيها وتعطي الرأي الموضوعي بشأنها والذي ينتهي بها البحث النزيهُ المحايد.

رابعاً: رأيي الثابت المتكرِر والذي أجزم بأنه رأي الأخوة العلماء:

أنه لا استهداف أبداً للأنفس أو الممتلكات الخاصة أو العامة وأن العدوانية في هذا الجانب من أكبر الكبائر وأنكر المنكرات.

رأينا لا عنف من أيِ طرفٍ اتجاه طرفٍ آخر، لا عنف من الحكومة، لا عنف من الشعب، لا عنف من أيِ طرفٍ ضدَّ مواطنٍ أو مقيمٍ أو ضيفٍ على هذا البلد، لا عنف ضدَ أيِ جنسيةٍ من الجنسيات ضد كبيرٍ أو صغير[1].

ولا أظن بأحد من أبناء الشعب ممن يأخذ برأي العلماء يمكن أن يعتدي على نفسٍ أو مالٍ عامٍّ أو خاص، أمس أو اليوم أو غدا.

خامساً: التفجيرات الأخيرة المستهدف فيها عمال أبرياء آسيويون يخدمون هذا البلد، وهم مستضعفون وصفتهم الداخلية بأنهم لا ناقة لهم ولا جمل، وحقاً إنهم لا ناقة لهم ولا جمل.

واستهدافهم جريمة منكرة وظلمٌ صارخ، مدان ديناً وعقلاً وضميرا، ولا تبرِره إلَّا أهداف سياسية دنيئة ساقطة ليس عندها حساب لدينٍ ولا ضميرٍ ولا مصلحة وطن.

ومثل هذا الحادث يؤكِّد على الحاجة إلى لجنة تحقيقٍ محايدة، وأن ذلك ضرورة من ضرورات الوضع الأمني العامّ.

سادساً: بيِن جدا أن مثل هذه الجريمة لجرِ الساحة في اتجاه العنف والأخذ بها إلى المجهول، وعلى الشعب ألا يستجيب لهذه التطلعات الشيطانية التي تضاعف من مأساة هذا الوطن وتغرقه في ويلاتٍ أشدَّ وأفتك.

ولقد أصابت الجمعيات السياسية الست في إعلانها الإدانة للعنف بكل أشكاله ومصادره وأطرافه، والتزامها باحترام الحقوق الأساسية للأفراد والقوى المجتمعية، وبالدعوة إلى ثقافة اللَّا عنف وانتهاج السبل السلمية والحضارية في المطالبة بالحقوق، واحترام حرمات الأأنفس والأعراض والأموال، ويأتي هذا الإعلان منها تأكيداً على المنهج السلميّ الذي التزمته في معارضتها.

سحب الجنسية:

أعلن سحب الجنسية من عددٍ من المواطنين الشرفاء الذين عرِف من عددٍ منهم رأيهم السياسي المعارض لرأي الحكومة، ونشاطهم السلميُّ في هذا الاتجاه، ومن هؤلاء: «آية الله الشيخ حسين نجاتي»، و«آية الله الشيخ محمَد سند»، و«سماحة السيِد علوي البلادي»، والنائبان السابقان «جواد فيروز» و«جلال فيروز».

ومعارضة الرأي إنما تكون بالرأي، ومقارعة الحجة إنما تكون بالحجة، ولا يعرف أن الرأي السياسيَّ المعارض له عقوبة بسحب الجنسية أو ما هو أقل من ذلك بدرجات، وهذا ما تقوله كل المنظمَات الحقوقية ومواثيق حقوق الإنسان.

واللجوء إلى القوة وغلق أبواب الإصلاح وسد الطرق المفضية إليه لم يقدم حلَّاً لمشكلة من مشاكل الأوطان على الإطلاق.

ويبقى الحل كل الحلِ في الإصلاح، والخير كل الخيرِ في التعجيل به لا في إهماله وتسويفه.

يبقى الإصلاح مطلب الحقِ والعدل، والضرورة التي لا تستقيم بدونها الحياة، والحاجة الملحة لاستقرار المجتمع، والشعار الذي لا يمكن أن يقبر والنداء الذي لا يمكن أن يموت.

-----------------

[1] هتاف جموع المصلِّين: "معكم معكم يا علماء".

...............

انتهی/212