وفقاً لما أفادته وکالة أهل البیت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ استضافت عاصمة الجمهورية الاسلامية في ايران يوم السبت 13 تشرين الاول/ اكتوبر 2012 المؤتمر الدولي الثالث لـ "عشرة الغدير" وذلك تكريماً لعشرة الإمامة وواقعة الغدير التاريخية ليمهد لاحتفالات عشرة الإمامة (من عید الأضحی إلی عید الله الأکبر عید الغدیر).
أقیم هذا المؤتمر في "جامعة الإمام الصادق(ع)" بفضل "المجمع العالمي لأهل البیت(ع)"، وشارك فیه العلماء وشخصيات علمية ودينية من أکثر من 30 دولة، کما ألقی المفکرون من مختلف بلدان العالم کلماتهم وقرأوا مقالاتهم حول شعار المؤتمر: دور الإمامة في الصحوة الإسلامية.
وفیما یلي كلمـة «الأستاذ نبيـه بـري» رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس حركة أمل التي قرأها «الدكتور الحاج خليل حمدان» عضو هيئة الرئاسة لحركة أمل وممثل بري الخاص في المؤتمر الدولي لعشرة الغدیر:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علـى أشرف الخلق وأعز المرسلين سيدنا ونبينا محمـد وعلى آلـه الطيبين الطاهرين.
الاخوة والأخوات!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشرفني ويسعدني في رحاب الغديـر أن أتحدث اليكم بإسم أخي دولـة رئيس مجلس النواب اللبناني رئيس حركة أمـل الأخ الأستاذ نبيـه بـري حاملاً أسمى التحيات لقائد الثورة الاسلامية الايرانية الامام القائد السيد علي الخامنئي ولفخامـة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور محمود أحمدي نجاد ولكم ولكافة الشعب الايراني الأبي ومباركاً لكم عيدكم الأغر عيد الغدير الذي فيه التمام والكمال لأجل الانسانية جمعاء ، وأود أن أشكر المجمع العالمي لأهل البيت بشخص أمينه العام سماحة العلامـة الحجـة الشيخ محمد حسن أختري على توجيه الدعوة الكريمـة وعلى عنايته بهذه المناسبة الجليلة سيما وأننا في ثقافتنا وفكرنـا الحركي نعي تمامـاً معنى هذه المناسبة التي تشكل معياراًَ سلوكياً لإنقاذ البشريـة جمعـاء عبر تسليط الضوء على الدور الريادي والقيادي للقادة المسؤولين وهو الخيار الذي غرسه فينا الامام المغيب القائد السيد موسى الصدر أعاده الله وأخويه .
واليوم نحن أمام عنوان مؤتمركم دور الامامة في الصحوة الاسلاميـة وفي رحاب الغدير تحتشد المعاني وتتزاحم الأفكار وقد يعتري المرء شح أمام الايجاز والاختصار امامة وصحوة رسالة وأمانة ، كمال المشهد وتمام نعمه وأمـة تنظر لغد واعد ، ولكن قد تغني التجارب عن مزيد الكلام ثورة اسلاميـة منتصرة في ايران بقيادة الامـام الراحل السيد روح الله الموسوي الخميني ومستمرة برعايـة وعناية مرشد الثورة الاسلامية الامام القائـد السيد علي الخامنئي، ومقاومـة في لبنان وفلسطين أكدت حقنا في استعادة أرضنا وحررت شعبنا وباتت مثالاً وصدى لقول الامام علي عليه السلام : " الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين " ولم يكن علي (ع) رجل الشيعة فقط، هو في العقيدة والانتماء والحياة والاستشهاد في المحراب، رجل الإسلام، وهو في إطلالته الانسانية، وفي معاناته الانسانية ، رجل العالم ورجل الانسانية كلها، أوليس التخلي عن القدس الشريف بمثابـة التخلي عن الدين بتعبير الامام الصدر ؟
أيها الحضور الكريم!
ينعقد مؤتمركم هذا والأمة بكاملها تعيش ظروفاً صعبـة ومعقدة وعلى مفترق خطير لذلك أمامنا مهمة تشخيص الوضع المأزوم بكل مسؤوليـة لايجـاد العلاج والملائم لدرء المخاطر القادمـة ونحن جميعاً في عين العاصفة بإستهداف مفاصل بإضعاف مناعـة الوحدة وسلم أولويتنا ببعثرة هذه الأولويـات ليصبح الهامشي أساسياً والأساسي والمقدس نسياً منسياً،كل ذلك لم يأت عبثـاً بـل ضمن خطط مدروسة ومدفوعـة التكاليف وبشكل مغـر من قبـل المستكبرين لاستقطاب الضعفـاء والجبنـاء الذين أغرتهم الصفـراء والذين لعق على ألسنتهم.
لقد دأب الاعـداء وفي غرف سوداء يخططون مراهنين على التحكم بسلوك الأنظمة والشعوب وهي مخططات معلنـة على الملأ من الفوضى الخلاقـة الى الحرب الناعمة ومن الحصار العسكري الى الحصار الاقتصادي ومن قصف المدن والقرى عبر الجيوش الأصيلة التابعة للمعتدين المستكبرين الى قصفها بقوى بديلة تتبرع بسفك الدماء وانتهاك الحرمات عبر فضائيات تعمل على تزوير الحقائق وتشويه الوقائع.
أليس قصف العقول أخطـر من قصف المدافع ؟ أليس بمحـو الذاكرة سيودي بالمهم والمقدس في وطننا وان نسيان فلسطين وتغييب القدس الشريف أشد خطورة من احتلالها .
في كل يوم يقوم العدو الصهيوني بإعتداء جديد على المسجد الأقصى والحرم الابراهيمي وكنيسة القيامة، وفي كل يوم نشهد ضموراً في ردات الفعل حتى الاعلامي منها مما يغري العدو في التمادي بالإعتداء أكثر فأكثر، ألم يسمع العالم بتحويـل حائط البراق الى حائط المبكى؟ وماذا عن الحفريات تحت المسجد الأقصى وتحويل معابد المسلمين والمسيحيين الى مراكز دينية للصهاينـة؟ هل هذه هي الأمـة النائمـة التي سمتها «غولدامائير» بعد حريق المسجد.
.
السيدات والسادة!
إن فاعلية قرص مدمج يوزع في جامعاتنا ومدارسنا والمراكز الرسمية والأهلية يفوق في تأثيره وتدميره أي سلاح وهكذا فباستطاعة الأعداء أن يفعلوا بدولار واحد ما عجزوا عن فعله بألوف الدولارات ليكون التحدي بقصف العقول ومحو الذاكـرة والتحكم بالسلوك أكثر فاعليـة ليقتل الناس بالإختناق الفكري بدل مجازر تفوح منها رائحة الدمـاء أو أن تصبح الجريمـة صناعة محلية لحساب الآخر.
إنه العصر الاسرائيلـي الذي عبر عنـه الامـام السيد موسى الصدر أعاده الله وهو السرطان الذي عبر عنه الامام الخميني قدس سره.
أجل ما أحوجنا الى صح