وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء _ ابنا _ أصدرت طلاب "جامعة المصطفی (ص) العالمية المفنوحة" بياناً حول الإساءة للنبي الله محمد صلی الله علیه وآله وسلم وإستنكرت فیه بشده هذا العمل العدائي للإسلام والمسلمين.
وفي مايلي نص هذا البيان:
بسم الله الرحمن الرحیم
"يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون"؛ (سورة الصف المبارکة/ الآیة 8)صدق الله العلي العظيم.في كلّ مرّة تعبّر أمريكا للعالم كلّه عن إفلاسها وتخبّطها، وتثبت أنّها الشيطان الأكبر.
من جديد ومن خلال سلسلة الانتهاكات والاعتداءات المتنامية على مقدّساتنا تستعرض المسوخ قبحها وبشاعتها بعد أن أهانت القرآن وأحرقته.
وها هي تستكمل مسلسل إساءاتها لرسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم وإلى الإنسانية قاطبة، حيث أساءت إلى سيد الكائنات والخلائق؛ لأنّها لم تعد تُطيق وهج نوره الذي أبى الله إلاّ أن يتمّه ولو كره الكافرون.
أمريكا التي انسلخت عن الإنسانية تتنفس الفساد في الأرض وتبثّه في كل مكان بكلّ ما تمتلك من جهد، وأينما حلّت تزرع الموت والدمار، والرذيلة والفاحشة، والانحطاط والانحلال، وتشعل نار الحقد والفتن بسعي دؤوب؛ ترمي الإجهاز على أمّة المصطفى (أرواحنا فداه)، لكن مساعيها دائماً موؤودة؛ نتيجة للسرّ الذي أودعه الله هذه الأمّة التي يرى فيها الخير والأهلية للشهادة على الأمم.
أمريكا باتت قلقة، فقد أخذ حال هذه الأمة ـ رغم السلبيات والكبوات ـ يؤرقها حقّاً، فهي كلّما سقتها موتاً أزهرت حياة.
إنّ الصحوة الإسلامية أصبحت مرعبة لها فعلاً، وأخذ تألق الإسلام والقرآن المتزايد في العالم يغيضها هي وربيبتها إسرائيل.
أمريكا يتخبّطها الشيطان من المس، والدليل بدعها التي تنم عن خيال شاذ، وهذه الإساءة للحقّ كلّه التي لا تأتي إلاّ من الباطل كلّه.
إنّ الإهانة التي وجّهها هذا الفيلم للبشرية جمعاء ممثلة بصفوة البشر، لا تقف عند شخص الرسول الأكرم صلّی الله علیه وآله وسلّم فحسب، بل تتعداه إلى كلّ ما هو مقدّس وإلى كل الأنبياء فهو سيّدهم، بل إنّها تسيء إلى الذات الإلهية المقدّسة بالسخرية من المبعوث الذي جاءت بشارته على لسان جميع الإنبياء علیهم السلام؛ وکذلک الإهانات المؤلمة إلی النبی الأعظم صلّی الله علیه وآله وسلّم فی فرنسا.
ولكوننا طلبة ننحدر من مختلف البلاد العربية والإسلامية، من مشارق الأرض ومغاربها، وكلّ مكان وصله نور الحق محمد صلّی الله علیه وآله وسلّم الذي تعجز الألسن عن وصف فضله؛ حيث ننتسب إلى جامعة المصطفى صلّی الله علیه وآله وسلّم المفتوحة خير الأنام ونحمل عشق رسول الله في قلوبنا؛ ولكي نكون مصداقاً للمفهوم الذي يُطلق علينا، فإنّنا نرى أنّه حريّ بنا أن نقول كلمتنا ـ نحن أيضاً ـ ونسجّل براءتنا من الباطل كلّه ونجدّد العهد مع الحقّ كلّه بأن نفتديه بأرواحنا.
كما ويجب أن يكون رأينا صريحاً واضحاً ومعلناً بأنّنا يد واحدة ضد الاستكبار العالمي ونردّد أيضاً كلمة الإمام الخميني (قدس سره) إمامنا: "أمريكا لا تستطيع أن ترتكب أية حماقة".
إنّنا نحن بنات وأبناء "جامعة المصطفى(ص) العالمیة" نقاطع ونحرّم "غوغل" و"اليوتيوب" وكلّ من قام بالترويج للفيلم المسيئ، كما نُعلن أنّ باب الفتن بيننا وبين أتباع الدين المسيحي مسدود، وأنّ إذكاء روح الكراهية والبغضاء بيننا وبينهم حماقة وخطوة مفلسة مثل أصحابها، كما ونعلن أنّنا نرفض أمريكا السيّئة الصيت، المجرّدة من الأخلاق والقيم، القاصرة عن استيعاب الآخر، إنّها غير المرحب بها دائما وأبداً؛ لأنّ الحقّ والباطل لا يمكن أن يتصالحا.
إنّ أمريكا التي لديها ماض وحاضر بالصوت والصورة في ترويع البشر وقتل كل أشكال الحياة، تدوس على الكرامات وتعمل في الليل والنهار من أجل أن يحلّ النموذج الشاذ القبيح محل الأصالة والجمال، إنّها تريد استنزافنا على مدى أجيال، كما أن الصهيونية العالمية تتصدرها أمريكا تريد أن تهوي بمقدّساتنا الإسلامية في نظر الأجيال الشابة وتطفئ شعورهم بالغيرة على دينهم، وتريد أن تحرفنا عن أهدافنا؛ لكن هيهات، إنّ عملها المقزز سيسبقها إلى مزابل التاريخ.
إنّ إصدار البيانات والنزول إلى الشارع للتظاهر السلمي وإن اعتبره البعض شكلياً وغير فاعل، إلاّ أنّنا نعتبره مظهراً من مظاهر الحياة التي نتفاعل فيها ونردّد كلمة واحدة بوجه أمريكا الفجور، التي فسقت عن نواميس الكون؛ ليتحدّ العالم كلّه ضدّها ويصوغ واقعاً جديداً يُحْكم تعاطيه معها لوضع حد لشطحاتها ویحجر عليها؛ لأنّها فقدت صوابها ـ وإن لم تمتلكه يوماً من الأيام ـ وأضحت تشكل خطراً حقيقياً على أمن شعوب الأرض كلّها.
فإنّ الرفض، والممانعة، والمقارعة، والمقاومة، وعدم الرضوخ وعدم استساغة الذل، هي المفاهيم التي ستطبع مستقبلنا مع روّاد الباطل، فالله لا يكتب الذلّ للإنسان المسلم.
هذا ما يجب أن تعيه الشعوب والحكومات، وليكون ما حدث نقطة تحوّل في علاقاتها مع أرباب الاستبداد؛ لأنّها في الواقع لم ولن تكرّس سوى مزيداً من الارتهان والخسران على كافّة الأصعدة، ومن اعتقد أنّ الخير في نواصي أمريكا والغرب فهو واهم؛ لأنّها حتّى لو أرادت أن تفعل الخير لا تستطيع؛ لأنّها ببساطة الشيطان نفسه والشرّ المستطيل.
ونتأسى في قوله تعالى: "إنّ الّذين يؤذون اللّه و رسوله لعنهم اللّه في الدنیا والآخرة و أعدّ لهم عذابًا مّهينًا" سورة الأحزاب المبارکة/ الآیة 57.
والسلام على أمّة لا إله إلا الله محمّد رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم.
طلاّب جامعة المصطفی ـ صلّی الله علیه وآله وسلّم ـ المفتوحة
...............
انتهی/212