وفقا لتقرير وكالة أهل البيت(ع) للأنباء - ابنا - فقد أوضح عضو الهيئة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت(ع) أن هدف معسكر الاستعمار من الإساءة إلى شخصية النبي الأكرم(ص) هو إثارة العواطف الدينية لجميع المؤمنين في العالم وإشعال حرب دينية.
وأكد «حجة الإسلام والمسلمين السيد مرتضى مرتضى العاملي» على أن الاختلاف الديني هو أهم أنواع الاختلاف وأضاف: "أعتقد أن أصل المسألة يرجع إلى أن أمريكا وأتباعها أشعلوا حربا جديدة وهي الحرب الدينية وإثارة المشاعر الدينية، ولا فرق عندهم بين أن تشتعل هذه الحرب بين السنة والشيعة، أو بين المسلمين والمسيحيين، بل وحتى بين السنة فيما بينهم، أو الشيعة كذلك. وفي قضية الفلم الأخير رأينا أنهم حاولوا إشعال نار الفتنة بين المسلمين والأقباط في مصر".وأشار إلى أنه لحسن الحظ لم ينجح المستكبرون إلى الآن في إشعال الحرب بين المسيحيين والمسلمين وأضاف: "يسعى الأمريكان والموالون لهم إلى إيجاد الفرقة بين دول المنطقة وتقسيمها إلى دويلات صغيرة ضعيفة، لكي تصبح إسرائيل أقوى دولة في المنطقة ويتوفر لها الأمن والاستقرار. ونراهم يتخذون أي خطوة في سبيل تحقيق هذا الهدف، ولا يهمهم الأضرار التي ستلحق بمسيحيي الشرق الأوسط بسبب هذه السياسة".
وأجاب هذا العالم البارز في حديثه مع مراسل وكالة (ابنا) عن ادعاء حكام أمريكا بالدفاع عن حرية التعبير: "كل العقلاء متفقون على أنه لا يوجد شيء اسمه الحرية المطلقة؛ بل الحرية تقف عندما تتعارض مع حرية الآخرين. ومن جهة أخرى لا يمكن القبول بالحرية التي تسيء إلى الأفراد، والقوميات، والمجتمعات، وهذا من أحكام العقل. وثالثا: إن العالم الغربي وأمريكا عندما يرى ضرورة في مورد ما فإنه يقف أمام الحرية، وحرية التعبير".
وأشار السيد مرتضى العاملي إلى موارد لمنع حرية التعبير في الولايات المتحدة الأمريكية قائلا: " إذا كان هؤلاء صادقون في دفاعهم عن حرية التعبير فإن منع بث القنوات الفضائية يعتبر مخالفا لحرية التعبير فلماذا يلاحقون من يتابع قناة المنار في أمريكا؟ ولماذا وضعوا قانونا يجرّم معاداة السامية (وهم يقصدون الصهيونية)؟ فهؤلاء لا يعملون بقانون الحرية، بل يروجون له ما دام يصب في مصلحتهم".وأشار رئيس مؤسسة أهل البيت(ع) في أفريقيا إلى أن السبيل العملي لمواجهة هذه الإساءة هو في أن يؤدي المسلمون مسؤلياتهم وقال: "تقع علينا مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وربما يقول البعض بأن هذه التظاهرات والاحتجاجات لا نفع فيها، لكن لا يحق لنا التهاون في أداء تكاليفنا الشرعية والاجتماعية بسبب ذلك".وأشار إلى أن التظاهرات هي حق عقلي وعرفي وقانوني للمسلمين، وقال: "لكن لا يجوز التعدي على الآخرين بقتل الأبرياء والانتقام منهم، لكن إذا أخطأ البعض فلا ينبغي أن يسكت الآخرون، بل على جميع المسلمين التظاهر السلمي والاستمرار في الضغط على الحكومات لتتخذ المواقف اللازمة".وأشار حجة الإسلام والمسلمين السيد مرتضى مرتضى العاملي إلى أن عرض هذه القضية على المنظمات الدولية يعتبر خطوة أخرى يمكن اتخاذها في هذا المجال من أجل إصدار قانون يمنع الإساءة إلى الأديان، لأن مثل هذا العمل يؤدي إلى الفساد الاجتماعي، وربما يؤدي إلى إشعال الحرب والنزاعات وخلق الأحقاد، مما يضر بالإنسانية".وفي ختام حواره مع وكالة (ابنا) أبدى سماحته الأمل في أن تقوم الشعوب والحكومات بمسؤولياتها بما يؤدي إلى أن يعم السلام والأمن، وأن يعود الناس إلى الفطرة والعقلانية.................انتهى/114