وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : المنار
الجمعة

٢٨ سبتمبر ٢٠١٢

٨:٣٠:٠٠ م
352003

في رثاء «مايا ناصر»: كدنا نقتل سوياً...

...مايا ناصر لم يكن صحافيا عاديا، كما هو حال الفريق العامل في مكتب قناة العالم في دمشق والذين عشت معهم أيام مكوثي في دمشق وذهبت معهم إلى مناطق الحرب ومنها السيدة زينب (ع) و"الحجر الاسود" و"التضامن". هم جنود في المعركة يواجهون الموت لإيصال حقيقة ما يجري على أرض الواقع في سوريا بعد أن ملأتها فضائيات "مسيلمة" كذبا ونفاقا...

ابنا: لم أكن أعرف مراسل قناة (برس تي في) ومصور قناة "العالم" في دمشق  الشهيد «مايا ناصر» قبل أسبوعين من الآن لكن القدر شاء أن أتعرف عليه خلال زيارتي الأخيرة للعاصمة السورية دمشق.

وشاء أيضا القدر أن نواجه الموت سويا أثناء عودتنا من جبهة القتال في الحجر الأسود حيث كنا برفقة الحرس الجمهوري وكان الزميل الشهيد يقوم بمهمة التصوير الجريء والمتقدم على عادته.

مايا ناصر لم يكن صحافيا عاديا، كما هو حال الفريق العامل في مكتب قناة العالم في دمشق والذين عشت معهم أيام مكوثي في دمشق وذهبت معهم إلى مناطق الحرب ومنها السيدة زينب (ع) و"الحجر الاسود" و"التضامن". هم جنود في المعركة يواجهون الموت لإيصال حقيقة ما يجري على أرض الواقع في سوريا بعد أن ملأتها فضائيات "مسيلمة" كذبا ونفاقا.

روى لي الشهيد أنه بعد إعلان الجزيرة عن سقوط قلعة حلب اضطر مع الزميل «حسين مرتضى» للذهاب إلى القلعة تحت القنص والرصاص لتكذيب خبر سقوطها وقاموا ببث حي ومباشر من داخل القلعة. هذا العمل تكرر في كل مرة كانت فيه القنوات المنخرطة في الحرب ضد سوريا تبث فيها أخبار كاذبة كنا نسرع إلى منطقة الحدث لنجري بثا حيا يكذب ما يصنع من أخبار غير دقيقة ومغرضة.

الصحافي الشهيد اثناء تغطية التطوراتيوم السبت 15 أيلول ذهبت مع الزميل حسين مرتضى والشهيد مايا ناصر إلى مناطق القتال في ريف دمشق. أثناء عودتنا من الحجر الأسود تعرضت سيارتنا لكمين مسلح عند شارع الثلاثين بين مخيم اليرموك ويلدا. نزلنا من السيارة للاحتماء بدبابة للجيش العربي السوري. وحده مايا حمل الكاميرا متقدما لتصوير الكمين وبرفقته حسين مرتضى، أصيب الزميل حسين إصابات طفيفة.

في اليوم التالي كان مايا يتكلم هاتفيا مع والده الذي طلب منه مغادرة دمشق الى حمص لكن مايا قال أنا هنا بأمان بينما الطريق إلى حمص محفوف بالمخاطر..

بعد هذا الاتصال بعشرة أيام كان جثمان مايا ناصر ينقل إلى حمص..

 يزف إلى والديه شهيدا مع الشهداء والصالحين..

طوبى للشهداء..

................

انتهی/212