ابنا: إنها أول بشائر تنفيذ التعهدات التي قدمها تقرير الحكومة الرسمي في جنيف. التعهدات التي قطعتها السلطة على نفسها أمام العالم بأن تكفل حرية الرأي وأن تسمح بالاعتصامات والمسيرات السلمية.
بدأت البشائر في العاصمة المنامة منذ ليلة الجمعة 20 سبتمبر، واستمرت حتى عصر يوم الجمعة 21 سبتمبر حيث المسيرة التي دعا لها شباب الائتلاف ثورة 14 فبراير تحت عنوان "جمعة الصمود".
ففي ليلة الجمعة، تعاملت قوات الأمن مع خروج مجموعة صغيرة من المحتجين بمعاقبة المنطقة بكاملها. ينقل شهود عيان أن فرق قوات الأمن كانت تقطع فريق المخارقة بعد تفرق المتظاهرين، وكان يقوم عدد منهم بالاصطفاف بشكل عرضي، وتوجيه قاذفات الغاز نحو الأعلى، ثم يقومون بالطلق الجماعي فوق أسطح البيوت بطريقة هستيرية وانتقامية، قبل أن تغادر الفرقة لتحضر بعد قليل فرقة أخرى وتقوم بالعمل نفسه. وكان ذلك بعد الساعة الحادية عشر ليلاً.
أما يوم الجمعة، فقد بدأ إغلاق المنافذ المؤدية إلى المنامة عند الساعة الواحدة ظهراً، وذلك لمنع المسيرة التي دعا إليها شباب الائتلاف. أعداد كبيرة من الشباب تواجدوا منذ الصباح الباكر في المنامة.
ورغم خصوصية وضع المنامة وانتشار المخبرين الآسيويين فيها بشكل كبير وملفت في كل مكان، إلا أن بعض البيوت فتحت أبوابها لاستقبال المشاركين.
قبل الساعة الرابعة بدأت أولى المسيرات بالقرب من مسجد "الخواجة". تم قمعها على الفور بالغازات الخانقة. كما بدأت على الفور حملة من المداهمات للبيوت التي فرّ إليها الشباب. في فريق المخارقة نقل شهود عيان عن مداهمة رجال الأمن لأحد البيوت المقابلة لمسجد "مؤمن". اقتحموه. لكن ليست هناك أخبار مؤكدة عن عدد من تم اعتقالهم داخل البيت، يتراوح العدد المعلن عنه بين 10-16 شاباً. تكررت المداهمات للبيوت التي تصل إخباريات باختباء الشباب فيها. المخبرون الذين كان معظمهم من الآسيويين انتشروا في الشوارع. يمكن تمييزهم من كثرة تلفتاتهم وتحدثهم طوال الوقت في الهاتف مع الاستمرار في النظر إلى كل الجهات.
انتشرت فرق قوات الأمن الراجلة في كل مكان في المنامة، يصل عدد أعضاء الفرقة الواحدة قرابة الـ20، كما انتشرت فرق راجلة نسائية من قوات الأمن أيضاً.
من جهة أخرى انتشر المحتجون في أرجاء المنامة: عند باب البحرين وداخل السوق وقرب مسجد الخواجة وخلف مسجد مؤمن وفي منطقة "الحورة"، و"رأس رمان"، "سنككي"، "الحمام"، "الفاضل"، "النعيم"، فيما بقي شارع "باب البحرين" محاصراً بقرابة 10 من أجياب الأمن وكوسترات. شمل القمع كل مكان تم تواجد محتجين فيه. وصل القمع لداخل سوق المنامة. شهد الباعة والمارة من الآسيويين اختناقات واسعة.
الحضور النسائي كعادته كان كبيراً. مسيرات نسائية خرجت من منافذ مختلفة بالقرب من مسجد الخواجة قريباً من مدخل السوق. تم قمعها على الفور. تنقل إحدى الشهود أنها سمعت ضابطاً يأمر الشرطة النسائية بضرب أية فتاة ترتدي علم البحرين.
وكان ملحوظاً بشكل كبير استخدام المواد الحارقة ورشها على وجوه الفتيات تحديداً. تكشف الصور التي نقلتها وكالات الأنباء عن اعتقال عدد من الفتيات، يظهرن في الصور غير قادرات على فتح أعينهن جراء المادة الحارقة التي تم رشها على وجوههن، فيما يتم اقتيادهن من قبل الشرطة النسائية وهن غير قادرات على الرؤية لمراكز الشرطة. بين هؤلاء الناشطة الحقوقية «معصومة السيد» وأكثر من فتاة أخرى غير معروفة.
كما أظهر فيديو مصور اقتياد الشرطة النسائية لامرأة خمسينية، كانت تسير رافعة رأسها رغم التعب الذي كان بادياً عليها، وأظهر الفيديو عدد من الفتيات كن يحاولن إقناع الأمن بترك المرأة الخمسينية عندما تم اطلاق القنابل الصوتية عليهم من مسافة قصيرة.
أيضاً، تم اعتقال عدد من الشباب المشاركين، بينهم الناشط «محمد التل» الذي تم ضربه والتنكيل به قبل اعتقاله، كما تعرض العضو القيادي في جمعية "أمل" «هشام الصباغ» إلى الضرب المبرح على أيدي قوات الأمن قبل إخلاء سبيله، وتم تهديد الناشط نادر عبد الإمام بالاعتقال في حال لم يغادر منطقة الاحتجاج.
القنابل الصوتية تسببت في إصابة فتاة في رقبتها، ونقل عنها الناشط «نادر عبد الإمام» أنها نقلت وهي تنزف. فيما تعرضت فتاة أخرى لإصابة بخراطيش الشوزن في الرأس وصفت بالخطيرة. وأظهرت إحدى الصور إحدى النساء وقد أصيبت بطلقة الشوزن في عينها.
استمر الكر والفر بين قوات الأمن ومجاميع المحتجين حتى قرابة وقت صلاة المغرب، تم محاصرة المنطقة الواقعة قرب مسجد الخواجة بالكامل، قبل أن تهدأ المواجهات تدريجياً.
................
انتهی/212