ابنا: أكد «آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم» خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق في "الدراز"، أن إساءات الغرب للاسلام ورسوله (ص) والكتاب العزيز تكررت وتكثرت ولكن إساءة كالإساءة هذه المرة لشخص الرسول (ص) قد تكون أنها لم تُوجد، لافتا إلى أن الصورة تمزق قلب المسلم وتؤلم ضميره وتطلق حالة الغيظ. وشدد على أن الاسلام يُجّل المسيح (ع) عن كل دناءة وينزهه ولا يمكن أن تمر كلمة على لسان مسلم تمس المسيح أو أي نبي من الأنبياء (ع)، مؤكدا أن موافقة الغرب على إهانة الأديان تعني أنه يتبنى قضايا العنف والارهاب في أقسى صورها، فـلا وسيلة لتعميم حالة الإرهاب والعنف أسهل من هذه الوسيلة والسياسة الغربية لا تسكت عنها فحسب بل تدافع عنها، وقال: قلب المسلم يتفجر غضباً على هذه الإهانات ولا يُتوقع منه ذلك لأن سكوته يعني رضاه واشتراكه في الجريمة. وأشار قاسم إلى أنه إذا كانت الإساءة هي بهدف الاستخفاف من المسلمين فليكن هذا الاستخفاف بحق حكومات لا تحمل من الإسلام إلا اسمه، مشددا على أن الأمة الإسلامية مصرة على العزة والكرامة ولا يتقدم عليها أي متقدم في الاعتزاز بالدين، ودعا إلى أن تدّوي صرخات الإنكار لهذه الجريمة وأيما وجد مسلم في الأرض عليه إن يظهر هذا الانكار ومن المطلوب أن يشارك الأخوة المسيحيين في استنكار ذلك. وقال: لا ندعو لأن يذهب رد الفعل إلى العدوانية وأخذ البريء بالجاني ولكن لا بد أن يأخذ رد الفعل صورة جدية وحالة مؤثرة واسعة تشمل الأمة كلها، مذكّرا بأن الحكومات المسلمة تبقى هي المسؤول الأكبر والقادر على الرد من غير مواجهات مسلحة، مستدركاً بالقول: كل شيء بيد أكثر هذه الحكومات إنما من أجل حماية الكرسي وليس من أجل حماية المقدسات. من جهة أخرى، تطرق آية الله قاسم إلى التحذير الذي وصل إلى جمعية "الوفاق" فحذّر من أنه لا يقف عليها وحدها بل يتعداها إلى الشعب وهم هنا بمئات الألوف، متسائلاً: هل التخيير هنا بين الرضى بالذل والازدراء أو الرحيل عن هذه الأرض؟ وتابع "عليك إذا فكرت أن تطالب بكرامته وحقك وحريتك أن تبحث عن كوكب أخر تذهب إليه، ولا كوكب يصلح للحياة لحد الأن غير الأرض، وهذا ما يعني أنك أن ترضى بالذل أو تموت" وذكر آية الله قاسم أن السلطة تقول للمواطن: تأدب كما أرى لك وكما أشتهي لك واخضع وذل وإلا فارحل، لافتا إلى أن ذلك كلام لا يُقال لضيف أو وافد فكيف يُقال لجماهير الشعب الذين ينحدرون منذ القدم في هذه الأرض، مستغربا كيف تخاطب سياسة محلية أبناء شعبها بهذه الكلمة الهازئة المستخفة به والمستعلية عليه. من ناحية أخرى، رأى آية الله قاسم أن نجاح التربية والتعليم يعتمد على عوامل عدة من سلامة القصد والمنهج وحسن الإدارة وعدالة التقييم وإتقان المعلم وجد الطالب، مشيرا إلى أن كل ذلك مرتبط بالعدل السياسي، موضحا أن أمن الطالب لا يحققه عسكرة المدارس والجامعات وإنما يحققه عدل يدخل الطمأنينة على نفسه. ودعا كل الطلبة إلى الجد والاجتهاد من أجل نهضة عامة وشاملة والتمسك بشريعة الدين وقيمه لخلق أجواء تربوية نضيفة في كل الجامعات والمعاهد تنأى بالطلبة والطالبات عن المنزلقات، مشددا على ضرورة أن يكون العام الدراسي عام ترميم للعلاقات وللأخوة الانسانية والإسلامية والوطنية بين كل الطلبة. وختم آية الله قاسم بالقول: مطلوب أن لا تلقي الأجواء السلبية على العلاقات بين الطلبة لتكون العلاقات الإيجابية جزءاً من الحل ولا تكون العلاقات السلية والمتوترة جزءاً من المشكلة.
...............
انتهی/212