ابنا: أصدر المرجع الديني «سماحة آية الله ناصر مكارم الشيرازي» بياناً بمناسبة ذكرى هدم قبور الأئمة الميامين (ع) في البقيع، مؤكداً على أن الوهابية لم تقتصر على هدم تلك القبور وحسب، بل دمرت بجهلها التراث الإسلامي برمته.
وفي ما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
الثامن من شوال ذكرى أليمة جدا للعالم الإسلامي وخاصة أتباع مدرسة أهل البيت (ع)؛ لأننا نعلم أن الوهابية، تلك الحركة الجاهلة والمتطرفة، قامت قبل حوالي 80 عاماً بجريمة كبرى هي هدم قبور الأئمة الكرام (ع) في البقيع ومحو آثارها. صحيح أن المقام الرفيع لهؤلاء الأكارم لم تخدشه تلك الأيادي الآثمة، وأن ليس لخفافيش الليل إطفاء نور الشمس، لكنّ هذا العمل ينمّ عن حماقة هذه الفرقة الضالة ووهن عقائدها وانحرافها عن الأصول الإسلامية والأسس الدينية.
ولم تقتصر هذه الفرقة على هدم قبور الأئمة الأطهار (ع)، بل أقدمت ضمن حركة جاهلية على تدمير كل ما يعود إلى النبي الأكرم (ص) والقرون الأولى من تراث إسلامي في أرض الحجاز. هذا في الوقت الذي تنفق الدول أموالاً طائلة في كل عام لترميم آثارها التاريخية، الدينية منها وغير الدينية، ثم تدعو سكان العالم الى زيارتها والاطلاع عليها، متباهين بذلك ومفتخرين؛ لأن هذه الآثار تعكس حضارة الشعوب وثقافتها العريقة.
وثمة نقطة هامة لطالما أغفلها المسلمون أو مروا عليها مرور الكرام، وهي أن هذا التراث ليس ملكاً للسعودية أو الوهابية المتسلطة على تلك المنطقة، وإنما تعود إلى العالم الإسلامي برمته؛ لأنها تراثه على مرّ العصور، فلا ينبغي للمسلمين أن يسمحوا لثلة جاهلة تمثل أقلية في العالم الإسلامي بطمس هذا التراث التاريخي النفيس للنبي المصطفى (ص) وأهل بيته الميامين (ع) وصحابته، وبالتالي حرمان المسلمين من تلك المعالم الزاهية.
ومن المؤسف أنهم لا زالوا يدمرون كل أثر تاريخي أينما وجدوه، ما يدعو الى طأطأة المسلمين لرؤوسهم. ألا ينبغي أن يعرب علماء العالم الإسلامي عن اعتراضهم بأن هذه المعالم الإسلامية ليست حكراً على الوهابية؟ ألا يجب أن يلزموهم بإعادة بناء تلك الآثار المدمرة وتشييد أبنية فاخرة أحسن مما كانت عليه سابقاً؟
ثم لو أفتى علماء الوهابية يوماً ما بأن الطواف حول الكعبة وتقبيل الحجر الأسود نحو من الشرك، وعزموا على هدم بيت الله، هل يبقى علماء الإسلام صمتهم هذا...؟.
...............
انتهی/212