ابنا: أشار «المرجع الديني سماحة آية الله ناصر مكارم الشيرازي» في سلسلة محاضراته الرمضانية في تفسير القرآن الكريم الى قوله تعالى: «يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيكمْ إِذْ جَاءتْكمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا إِذْ جَاؤُوكم مِّن فَوْقِكمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا» (الأحزاب: 9- 10)، لافتاً الى أن القرآن بحث الأبعاد المختلفة لغزوة الأحزاب في 17 آية قرآنية.
وأكد سماحته الى بعض خصائص هذه الحرب، مبيناً وجه تسميتها بالأحزاب، قائلاً: في هذه الغزوة اتحدت جميع القبائل والأحزاب المخالفة للإسلام وفتحت جبهة عريضة للقضاء على الإسلام، الأمر الذي استدعى نصرة الملائكة للنبي الأكرم (ص).
وتابع سماحته القول: واجهت الجمهورية الاسلامية في ايران ما يشبه هذه الحرب الشاملة حينما وقفت قوى الاستكبار العالمي، وعلى رأسها أمريكا وانجلترا و(إسرائيل)، خلف صدام للقضاء على الثورة الاسلامية في ايران.
وأوضح سماحته وجوه الشبه بين حرب الأحزاب والحرب المفروضة على إيران، فقال: غزوة الأحزاب قادها فريق من بني إسرائيل، وكذلك كانت ثلة من بني إسرائيل قد خططت للحرب المفروضة على إيران أيضاً، وبلطف الله تعالى فشل الأعداء في الحصول على نتيجة من تينك الحربين.
ولفت سماحته الى وجود حرب أحزاب جديدة في عصرنا الحالي، قائلاً: ألا تعدّ الحرب التي يشنها الأعداء على سوريا حرب أحزاب جديدة؟ نعم، لقد اتحدت أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني الغاصب والسعودية وقطر وغيرها لشن حرب على سوريا، وشرعوا بإراقة الدماء في شهر رمضان الكريم أيضاً.
وشدد سماحته على لزوم القيام بإصلاحات أساسية في سوريا، مستنكراً الأعمال الإجرامية التي ترتكبها المجاميع المسلحة، مردفاً: سيرد كيد الأحزاب الى نحورهم في هذه الحرب أيضاً بمشيئة الله تعالى، وندعو الله أن ينجي هذا البلد من شر الأعداء.
الى ذلك، هنأ سماحته المسلمين والشيعة على وجه الخصوص في ذكرى ميلاد كريم أهل البيت الإمام الحسن المجتبى (ع)، مسلطاً الضوء على جانب من فضائله ومناقبه، قائلاً: علينا أن نتأسى بالسيرة العطرة لهذاا لإمام الهمام، لا سيما أنه كان معروفاً بالحلم والصبر.
وأكد سماحته على أن السخاء وكثرة العبادة من الخصال الأخرى للحسن السبط (ع)، مضيفاً: كان شديد الخشية من الله حتى ترتعد فرائصه حين العبادة أيضاً؛ ومن هنا نأمل أن يوفقنا الله الى الاقتداء بالسيرة والسلوك الحسني.
...............
انتهی/212