وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الخميس

٢ أغسطس ٢٠١٢

٧:٣٠:٠٠ م
334134

في ذكری‌ ميلاد الإمام الحسن المجتبی (ع)‌

وُلِد الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الخامس عشر من شهر رمضان من السنة الثالثة ـ كما هو المشهور ـ أو الثانية من الهجرة النبوية الشريفة. ولمّا حملت به فاطمة الزهراء (عليها السلام) جاءت أم الفضل زوجة العباس إلى رسول الله (صلى الله وعليه وآله) وقالت: "يا رسول الله! رأيت في المنام كأن عضواً من أعضائك قد سقط في حجري فقال (صلى الله وعليه وآله): "خيراً رأيت، تلد فاطمة غلاماً فتكفلينه وترضعينه "، فولدت فاطمة الحسن (عليه السلام)، فدفعه النبي إليها فرضعته بلبن قثم بن العباس".

وكالة أهل البيت (ع) للأنباء _ ابنا _‌

الحديث عن الامام الحسن بن على بن أبي طالب عليهما السلام ، هو الحديث عن سر الروح في آفاقها الواسعة الصافية النقية المنفتحة على الله عزوجل ، وعمق الانسانية المتحركة بالخير والحق والعدل كله.. ومعنى الحكمة في مواجهة حركة الواقع في سلبياته وايجابياته، وشمولية العطاء في رعاية المحرومين من حوله، وسموّ الأخلاق الّتي تحتضن كل مشاعر الناس بكل اللهفة الحانية في مشاعرها، وتتحرك في مواقع العصمة في سلوكه في نفسه ومع ربه ومع الناس ومع الحياة.

اسمه وكنيته والقابه

الاسم: الحسن.

الكنيـة: أبومحمد ويقال ايضا: ابوالقاسم.

الالقاب: المجتبى، كريم أهل البيت، السيد، التقي، الـطــيب، الـزكي، الســـبط الأول، الـولـي، الأمين، الحجة، البرّ، الأثير، الزاهد، الوزير و...

ولادته الشريفة

في ليلة النصف من رمضان، كان بيت الرسالة يستقبل وليده الحبيب، وقد كان ينتظره طويلا.. واستقبله كما تستقبل الزهرة النضرة قطرة شفافة من الندى بعد العطش الطويل. والوليـــد يتشابه كثيراً وجدَّه الرسول العظيم، ولكنّ جدَّه لم يكن شاهَد ميلاده حتى تُحمل إليه البشرى.... فقد كان في رحلة سوف يرجع منها قريباً. وكان أفراد الأسرة ينتظرون باشتياق، ولا يتحفون الوليد بسنن الولادة، حتى إذا جاء الرسول صلى الله عليه وآله أسرع إلى بيت فاطمة عليها السلام على عادته في كل مرة عندما كان يدخل المدينة بعد رحلة. وعندما أتاه نبأ الوليد غَمَره الْبُشر، ثم استدعاه. حتى إذا تناوله أخذ يشمّه ويقبّله ويؤذِّن له ويُقيم، ويأمر بخرقة بيضاء يلف بها الوليد، بعدما ينهى عن الثوب الأصفر. ثم ينتظر السماء هل فيها للوليد شيء جديد، فينزل الوحي، يقول: إن اسم ابن هارون - خليفة موسى عليه السلام كان شبَّراً.. وعلي منك بمنزلة هارون من موسى فسمِّه حَسَناً، ذلك أن شُبَّراً يرادف الحسن في العربية.

وسار في المدينة اسم الحسن، كما يسير عبق الورد. وجاء المبشرون يزفون أحر آيات التهاني إلى النبي صلى الله عليه وآله، ذلك أن الحسـن عليه السلام كان الولد البكر لبيت الرسالة، يتعلق به أمل الرسول وأصحابه الكرام. فهو مجدد أمر النبي الذي سوف يكون القدوة والأسوة للصالحين من المسلمين.. إنه امتداد رسالة النبي من بعده. وفي الغد يأمر الرسول صلى الله عليه وآله بكبش، يعق عنه، فلما يأتون به يجيء بنفسه ليقرأ الدعاء بالمناسبة فيقول: بسم اللـه الرحمن الرحيم اللـهم عظمُها بعظمــــــه، ولحمُها بلحمه، ودمُها بدمه، وشعرُها بشعره، اللـهمَّ اجعلها وقاءً لمحمد وآلـــه. ثم يأمر بأن يوزع اللحم على الفقراء والمساكين، لتكون سنّة جارية من بعده، تَذبح كلّ أسرة ثريَّة كبشاً بكل مناسبة متاحة، لتكون الثروة موزعة بين الناس، لا دَولة بين الأغنياء منهم. ثم يأخذه الرسول ذات يوم وقد حضرت عنده لبابة - أم الفضل - زوجة العباس بن عبد المطلب عمِّ النبيِّ فيقول لها: رأيتِ رؤيا، في أمري.. فتقول: نعم يا رسول اللـه...

فيقول صلى الله عليه وآله: قُصِّيها.

فتقول: رأيت كأن قطعة من جسمك وقع في حضني.

فناولها الرسول صلى الله عليه وآله الرضيع الكريم، وهو يبتسم ويقول: نعم هذا تأويل رؤياك.

إنه بضعة مني. وهكذا أصبحت أم الفضل مرضعة الحسن عليه السلام.

.. ويشب الوليد في كنف الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، وتحت ظلال الوصي عليه السلام، وفي رعاية الزهراء عليها السلام، ليأخذ من نبع الرسالة كلّ معانيها، ومن ظلال الولاية كلّ قِيَمِها ومن رعاية العصمة كلّ فضائلها ومكارمها. ولايزال النبي والوصي والزهراء عليهم جميعاً صلوات اللـه يُوْلُونه العناية البالغة التي تنمي مؤهلاته.

مراحل حياة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام

تولّى الإمام الحسن السبط عليه السلام منصب الإمامة والقيادة بعد استشهاد أبيه المرتضى عليه السلام في الواحد والعشرين من رمضان سنة 40 هجرية وهو في السابعة والثلاثين من عمره المبارك.

وقد عاش خلال هذه المرحلة مع جدّه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ما يزيد على سبع سنوات ومع أبيه المرتضى عليه السلام فترة حياته وإمامته البالغة ثلاثين سنة تقريباً. وعاصر خلالها كلاًّ من الخلفاء الثلاثة وشارك بشكل فاعل في ادارة دولة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

...............

انتهی/212