ابنا: تعرّض مدير حوزة الإمام الباقر (ع) للدراسات الإسلامية في البحرين «سماحة الشيخ محمد جواد الشهابي» مساء الأحد 9 من شهر رمضان 1433 هـ الموافق 29 يوليو 2012م، إلى ملاحقة مباغِتة من مرتزقة النظام البحريني أثناء خروجه من منطقة سكناه بـ"الدراز" متوجهًّا للمشاركة في مجلس خطابة بقرية "كرانة"، إذ تم إيقافه ومحاصرته عنوة على الشارع العام بعد دوار الدراز بقليل، ثم طلب منه ملثمون بلباس مدني نزع عمامته، ولما رفض انتزعوها بالقوة وقذفوها، كما انهالوا عليه بالسب والشتم وكيل العبارات النابية المهينة له ولطائفته.
وتعليقًا على الحادثة الغريبة التي تأتي بعد يومين فقط من اعتداء مماثل على مدير حوزة "الغدير" «سماحة الشيخ إبراهيم الصفا» قال الشيخ الشهابي: "كنت خارجًا من الدراز ليلة الإثنين متوجهًا للخطابة في كرانة، وفجأة رأيت سيارتين مدنيتين لونهما أسود (من نوع يوكن) تلاحقاني وتطلبان مني التوقف، ثم تقدّم إلى جانبي جيب شرطة وأخذ السائق يلوّح لي ويصرخ ويسب طالبًا مني التوقف على جنب الشارع، ثم اعترض طريقي من الأمام ما اضطرني للخروج والتوقف على طرف الشارع، ومضى جيب الشرطة بعد أن اطمأن بأن السيارتين المدنيتين تحاصراني جيدًُا من دون أن يبدو للمارة ما يحدث لي".
وأضاف الشهابي "نزل من السيارتين 3 ملثمين بلباس مدني، وأخذوا يتناوبون على شتمي وإهانتي وإهانة الطائفة التي أنتمي إليها بأبشع الكلمات، ثم طلبوا مني نزع العمامة فرفضت، فقام أحدهم بجرّها ومحاولة إدخالها في رقبتي، فانفتلت العمامة وقام بسحبها ومحاولة رميها على الأرض فتلقفتها بيدي، ولم يكتفِ الملثمون بذلك بل شدوني من صدري، ثم سمعت أحدهم يقول للآخر: (خلّص عليه)، لكنه رفع يده ليضربني ثم توقف وقال: (إذا أشوف عليك مرّه ثانيه هالتاير أراويك)، بعد ذلك قاموا بتفتيش سيارتي وطلبوا هاتفي ثم رموه وانصرفوا".
وعن سبب توقيفه المفاجئ أوضح الشهابي "لم أعرف تحديدًا ما هو الهدف من توقيفي، فإن الملثمين لم يسألوني كثيرًا ولم يتركوا لي المجال لقول كلمة واحدة، فقط قال لي أحدهم أنني ذاهب للتحريض، وكل الوقت أمضوه في السب والإهانة وتوجيه الشتائم التي أتنزه عن ذكرها"، مضيفًا "ما أثار استغرابي هو سيارة الأمن (الجيب) التي مضت مباشرة بعد إجباري على التوقف، وكأنها جاءت للتغطية على الحادثة وتسهيل الأمور للدورية المدنية فقط، من أجل إتمام جريمتها".
وبشأن ردة فعله بعد ما جرى ذكر مدير حوزة الإمام الباقر (ع) للدراسات الإسلامية "لم يحز في نفسي الإساءة إليّ بقدر ما آلمني الإساءة إلى المذهب والطائفة من قبل مرتزقة السلطة التي تدّعي احترامها للأديان وأنها راعية الوحدة الوطنية، تخيلت نفسي وكأني لست في بحرين العلم والعلماء التي تحتضن العمامة وتخرّج العلماء الذين كانوا ومازالوا ركنًا أساسيّاً في كيان هذا البلد المسلم".
وأعرب الشيخ الشهابي عن رفضه التام للتركيز على قضيته الشخصية، وقال: "لا ينبغي أن ننسى رغم ما حدث المؤمنين الذين يحملون أرواحهم على كفوفهم ليلًا نهارًا ويتعرضون لأبشع صور الانتهاكات والاعتداءات، هؤلاء هم من يستحقون الاهتمام الأكبر منا، وهذا ما أوضحته لرئيس المجلس العلمائي «سماحة السيد مجيد المشعل» عندما اتصل بي مشكورًا من أجل التضامن والاستنكار لمثل هذه الاعتداءات".
وأشار إلى أن "المحاولات المتكررة من قبل النظام لإهانة العلماء يراد منها الحط من قدسية العمامة التي تملك حضورًا وجدانيًا في نفوس أبناء الشعب بسبب مواقفها المشرّفة والصامدة المتضامنة مع الناس في همومهم ومطالبهم، وهذا ما لا ترضى به السلطة، ولكن لتعلم أنها بهذا الاستهداف المتزايد إنما تعزّز الالتفاف الشعبي أكثر حول العلماء والرموز، كما أنها تحفّز العلماء على تحمّل المزيد من المسؤوليات تجاه أبناء وطنهم المنتهكة حقوقهم".
وختم بالقول: "خجول جدًا من المؤمنين ووقفتهم الواسعة والمشرّفة وتضامنهم معي، وأخصّ بالذكر كبار العلماء الذين كانوا خلال اليومين الماضيين على اتصال دائم للاطمئنان على سلامتي، وكذلك الكثير من المواطنين الشرفاء من كل الفئات الذين أعربوا عن استنكارهم لما تعرضت له".
يشار إلى أن مرتزقة النظام في البحرين، وفي موقف مشابه ضمن مسلسل الانتهاكات الآخذ في التوسع، قامت باعتراض مدير حوزة الغدير بـ"سترة" «سماحة الشيخ ابراهيم الصفا» ليلة الجمعة ٦ شهر رمضان ١٤٣٣ هـ الموافق ٢٧ يوليو ٢٠١٢م الساعة ١١:٤٥ مساء اثناء عودته من محاضرة له في قرية "عالي"، ووجهت له سيلا من الإهانات والكلمات الجارحة، كما أجبرته على نزع عمامته في الطريق واعتبرت لبسه للعمامة علناً "جرأة منه".
وكان رئيس المجلس الإسلامي العلمائي سماحة السيد مجيد المشعل، اتصل بسماحة الشيخ الصفا، للاطمئنان عليه، وقال: "يعلم النظام جيدًا ما تمثله العمامة في ضمير شعب البحرين المسلم الواعي، ويدرك خطورة التعدي على حرمة العلماء، ولكن يبدو أنه ماض في سياسة الاستفزاز والإمعان في تأجيج الوضع وخلط الأوراق هربًا من تنفيذ مطالب الشعب المحقة، التي قدم ومازال العلماء والرموز والشعب المزيد من التضحيات في سبيل تحقيقها. ولكن هيهات هيهات فالشعب بجميع مكوناته يقف صفًّا واحدًا مدافعًا عن حقوقه مضحّيًا لأجلها، ولن تزيده هذه الاستفزازات إلا إصرارًا وصمودا".
والشيخ محمد جواد الشهابي له حضور اجتماعي بارز على مستوى البحرين ودول الخليج الفارسي، كما يحظى بمكانة خاصة عند كبار العلماء، إذ إنه بالإضافة إلى كونه مديرًا لحوزة الإمام الباقر (ع) للدراسات الإسلامية، فهو خطيب حسيني وله نشاط فقهي واسع، وكذلك يرأس عدّة لجان فاعلة منها لجنة الدفاع عن المساجد المهدّمة إبان فترة ما تسمى بـ "السلامة الوطنية" في البحرين، وهي لجنة تابعة للمجلس الإسلامي العلمائي، ويرأس كذلك لجنة الهدي التي تعنى بالاستفادة من لحوم الأضاحي في موسم الحج وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين في البحرين.
...............
انتهی/212