وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : CDHRAP
الثلاثاء

٢٤ يوليو ٢٠١٢

٧:٣٠:٠٠ م
331595

المظاهرات تهز المملكة السعودية

...في الوقت الراهن، يمسك الملك «عبد الله بن عبد العزيز» بزمام السلطة. في مايقارب الثامنة والثمانين من العمر، وصحته سيئة. «سلمان بن عبد العزيز» هو ولي العهد. هو الآخر يعاني من مشاكل صحية. سكتة قلبية تركته طريح الفراش لأسابيع. هاؤلاء وآخرين من العائلة المالكة يحكمون بدكتاتورية.

ابنا: في 12 فبراير 1945 «فرانكلين روزفلت» التقى بالملك السعودي على متن بارجة "يو اس اس كوينسي". عقب ذلك علاقة دامت مايقارب السبعة عقود.

لقد ضمنت أمريكا الحصول على ماتسمية وزارة الخارجية الأمريكية "مصدرا مبهرا من القوة الإستراتيجية، وأحد أعظم المكاسب المادية في تاريخ العالم".

هذا يوضح كثيرا من هوس واشنطن بالتحكم بالمنطقة الشرق الأوسط. يوجد في هذه المنطقة ثلثي مخزون العالم المثبت من النفط وكمية كبيرة من الغاز.

لا عجب إذا أن تدعم أمريكا مايعتبره الكثير من المراقبون أشد الأنظمة قمعية في العالم. إرهاب الدولة هي سياسة يعمل بها. الحرية ممنوعة. السلطة هي في يد آل سعود فقط.

في الوقت الراهن، يمسك الملك «عبد الله بن عبد العزيز» بزمام السلطة. في مايقارب الثامنة والثمانين من العمر، وصحته سيئة. «سلمان بن عبد العزيز» هو ولي العهد. هو الآخر يعاني من مشاكل صحية. سكتة قلبية تركته طريح الفراش لأسابيع. هاؤلاء وآخرين من العائلة المالكة يحكمون بدكتاتورية.

الديمواقراطية ممنوعة بشدة. دستور الدولة لا يعطي للمواطنين العاديين والمقيمين الآخرين أية حقوق. وبشكل خاص، تهمش وتصادر أراء النساء.

الأحزاب السياسية والإنتخابات الوطنية ممنوعة. يعين الملك مجلس الوزراء. يشمل ذلك رئيس مجلس الوزراء، ونائبا أولا ونائبا ثانيا، 20 وزيرا، عدة مستشارين، ورؤساء كبرى المنظمات المستقلة.

تنقسم المملكة إلى 13 منطقة. يعين الملك أمراء هذه المناطق، وهم إما أمراء أو من أقارب العائلة المالكة. في 1993، أصبحت ولايات الوزاء محدودة بأربع سنين. في 1997، تم توسيع مجلس الشورى من 60 إلى 90 عضوا.

الإعلام تحت السيطرة الحكومية. أغلب مواقع الإنترنت محجوبة. الإسلام هو الدين الرسمي –والوحيد-. مراقبة الآخرين ممنوعة.

كل من يعارض (أو يستقل برأيه) فهو معرض للإعتقال والإحتجاز التعسفي. المعرضون بشكل خاص لهذا الأمر هم النقاد السياسيون، المدونون، الأكاديميون، الأجانب، والناشطون لحقوق الإنسان.

الصحفي السعودي «خالد الحربي» ذكر أن الإيرادات (من النفط) تزيد على 400 مليار دولار. هذا يتفاوت على حسب أسعار النفط. في ذات الوقت، المواطن السعودي يحصل على دخل يقارب 400 دولار. يقول الحربي أن 60% من السكان يعيشون في فقر.

الأرقام التي يذكر مجلس الشورى تزعم أن 22% في فقر (مايقارب 3 ملايين شخص). إذا شملت الأرقام المقيمين فإن توقعات الحربي قريبة من الواقع.

هناك هوة كبيرة في الثروة بين الأغنياء والفقراء. يعتمد توزيع الدخل على الكيفية التي يختارها أعضاء العائلة المالكة. يحصلون هم والنخبة الحاضية على الامتيازات على حصة الأسد من هذه الثروة. غالبية السعوديين في حاجة. المقيمين (غالبيتهم عمالة) وضعهم أسوأ بكثير.

البطالة عالية. الأرقام الحكومية تحيطها بقناع. الشباب يمثلون ثلثي السكان في بلد يحوي 26 مليون إنسان. مايقارب 40% ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و 24 سنة ليس لديهم عمل. حتى السعوديون المتعلمون (والحاصلون على شهادات تعليمية عالية) متأثرون بذلك. ينطبق ذلك على غالبية النساء.

مايقارب 80% من القوى العاملة هم غير مواطنون. غالبيتهم مهاجرون من المناطق المجاورة. دون ما يحمي حقوقهم، يعملون للحصول على أجور تقارب أجور العبيد. المواطنون السعوديون هم خارج المعادلة.

غالبية السعوديين من السنة. الأقلية السنية مهمشة ومضطهدة. يؤدي هذا إلى توتر إجتماعي عميق. نواحي المنطقة الشرقية متأثرة بشكل خاص. مايقارب 90% من إحتياطات النفط تقع في المنطقة الشرقية.

إنتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان تحدث بشكل شائع. يشمل ذلك الظلم الشديد، الأعتقالات التعسفية، الحبس الإنفرادي، التعذيب والإيذاء الجسدي، الجلد والإعدام على العلن، الوهابية السنية المتطرفة، الفساد، إنعدام الشفافية، العنف تجاه المرأة، الإتجار بالبشر والإنعدام الكامل للحرية.

اجتماع بين الفقر، الإمتيازات الملكية، و الاستبداد سيكون وقودا. بدأت المظاهرات. بدأت بشكل أولي في القطيف. ثم انتشرت إلى مناطق أخرى في البلد.

في مارس الماضي، مظاهرات على مستوى كبير تلت إعتقال توفيق العامر. سبب الإعتقال كان دعوته إلى الملكية الدستورية. ردت قوات الأمن على هذه الدعوة بشكل وحشي.

في حينه، علق المحلل السياسي «محمد المسعري» في تصريحه لبرس تي في أن "الجهد المقابل" سيرد على قمع الدولة. مازال هناك أناس مستعدون ليدافعو عن كرامتهم بالسلاح. المتوقع أن يخرج المزيد إلى الطرقات. وأضاف أن مهاجمة النساء هو غبي بشكل خاص. وتوقع أن يكون لذلك الأمر "تداعيات وخيمة".

المظاهرات والأعتصامات والتجمع في الأماكن العامة ممنوع بشكل مطلق. لكن المزيد من السعوديين يعبرون عن غضبهم على أية حال (سواء رضيت الحكومة أم لم ترض). 9 يوليو أعطى سببا آخر. «نمر النمر»، شيخ شيعي بارز، أعتقل بعد أن أطلق عليه النار وأصيف في ساقه.

كان مطلوبا لأنه حرض على الفتنة. واجهته الشرطة. الإعلام الحكومي صرح بقوله: "حيث حاول المذكور ومن معه مقاومة رجال الأمن ومبادرته لهم بإطلاق النار والاصطدام بإحدى الدوريات الأمنية أثناء محاولته الهرب، فقد تم التعامل معه بما يقتضيه الموقف والرد عليه بالمثل، والقبض عليه بعد إصابته في فخذه صرح بذلك «منصور التركي» المتحدث بإسم وزارة الداخلية.

وكان هو من أجج مظاهرات قرية العوامية. شارك فيها الآلاف وواجهتهم قوات الأمن. تلى ذلك العديد من الإعتقالات والإصابات.

هذا وذكر أخ النمر أن أخاه كان مطلوبا بسبب آرائه السياسية. كان من المؤيدين لشؤون الشيعة وتكلم بشكل بارز. لقد طالب بحقوق نسيت منذ زمن. لذا تم استهدافه. أعتقل مرتين من قبل، في 2004 و 2006.

في يناير 2008، تكلم بشكل عام مطالبا بجبهة المعارضة الرشيدة. يمثل النمر أراء يدعمها عدد متزايد من السعوديين. لذلك، فإنه وأمثاله يهددون القاعدة المطبقة منذ زمن.

بشكل متزايد، تمثل عائلة أل سعود بيتا من الورق. أعضاء العائلة المالكة وواشنطن قلقون. ولديهم مايجعل قلهم في محله.

بعد أن إندلعت تظاهرات شتاء 2011 في البحرين، بدأت مظاهرات شبيهة في المنطقة الشرقية في السعودية. تمت مواجهتهم بـ"قبضة من حديد". رغم ذلك يستمرون وينتشرون.

تأثرت بذلك المدينة المنورة، كما تأثرت جدة، عرعر وأبها. مظاهرات كبيرة اندلعت في العاصمة، الرياض.

صار ذلك يحدث بشكل متكرر. يقومون بترديد شعارات مناهظة للنظام. السعوديون الذين يعانون من البطالة يطالبون بفرصة العمل. الناس في أنحاء المملكة يطالبون بالحرية السياسية، العدل الإجتماعي، إطلاق السجناء السياسيين، وإنهاء حكم آل سعود.

الشكاوى الممتدة إلى الماضي طويلا هي لب الموضوع هنا. النظام نفسه مستهدف. أوغاد الإعلام الغربي بشكل عام يكبتون مايحدث في السعودية. الإعلام الأمريكي يتجاهل ذلك. في 10 يوليو، مقال نادر في نيويورك تايمز حمل العنوان: "حشود غاضبة في جنازة في السعودية" وقال في ثناياه أن الآلاف شهدو جنازة متظاهر من المنطقة الشرقية. "هذا سبب محوري للغضب على الملكية السنية المحافضة بشكل صارم وعلى الشكاوي ضد سياسة رسمية مترسخة من التمييز".

ويستمر عدم الاستقرار. اعتقال المعترضين يعطي الموضوع وقودا أكثر. كما يفعل ذلك أيضا "النداءات المتزايدة للحرية السياسية والحقوق المدنية". المصادر السعودية الرسمية تقلل أهمية مايحدث. لقد ترك مقال "نيويورك تايمز" الكثير دون تفسير. تم عرض صورة ثابتة، وتم حذف السياق.

.................

انتهی/212