وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : براثا
الثلاثاء

١٧ يوليو ٢٠١٢

٧:٣٠:٠٠ م
329817

شهر رمضان في الاحاديث والقران الكريم

عن الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام) أنه قَالَ: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ، فَغُرَّةُ الشُّهُورِ شَهْرُ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَهُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ، وَقَلْبُ شَهْرِ رَمَضَانَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، وَنُزِّلَ الْقُرْآنُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَاسْتَقْبِلِ الشَّهْرَ بِالْقُرْآنِ...

وكالة أهل البيت (ع)‌ للأنباء‌ _‌ ابنا _‌

بسم الله الرحمن الرحيم

(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

صدق الله العلي العظيم.

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين (عليه السلام): لا تَقُولُوا رَمَضَانَ، وَ لَكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضَانَ، فَإِنَّكُمْ لا تَدْرُونَ مَا رَمَضَانُ.وهو شهر الله و شهر الصيام و هو سيد الشهور و أفضلها ، و هو شهر الصبر و شهر المواساة، و هو شهر نزول القرآن و ربيعه، و هو شهر نزول سائر الكتب السماية. ولايجوزذكر كلمة (رمضان) بمفردها دون ذكر شهر، و ذلك لأن (رمضان) إسم من أسماء الله عَزَّ و جَلَّ.

فعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السَّلام)، قَالَ: لا تَقُولُوا هَذَا رَمَضَانُ، وَ لا ذَهَبَ رَمَضَانُ، وَ لا جَاءَ رَمَضَانُ، فَإِنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، لا يَجِي‏ءُ وَ لا يَذْهَبُ، وَ إِنَّمَا يَجِي‏ءُ وَ يَذْهَبُ الزَّائِلُ، وَ لَكِنْ قُولُوا شَهْرُ رَمَضَانَ، فَإِنَّ الشَّهْرَ مُضَافٌ إِلَى الاسْمِ، وَ الاسْمُ اسْمُ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ، وَ هُوَ الشَّهْرُ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ جَعَلَهُ مَثَلًا وَ عِيداً.

قال العلامة الطريحي: رمضان اسم للشهر، قيل سمي بذلك لأن وضعه وافق الرَمَض بالتحريك، وهو شدة وقع الشمس على الرمل وغيره، و جَمْعُهُ رمضانات وأرمضاء.

عن الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السَّلام) أنه قال: ... شَهْرُ رَمَضَانَ لَا يُشْبِهُهُ شَيْ‏ءٌ مِنَ الشُّهُورِ، لَهُ حَقٌّ وَ حُرْمَةٌ، أَكْثِرْ مِنَ الصَّلَاةِ مَا اسْتَطَعْتَ.

وعَنه (عليه السلام) أنه قَالَ: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ، فَغُرَّةُ الشُّهُورِ شَهْرُ اللَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَهُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ، وَقَلْبُ شَهْرِ رَمَضَانَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، وَنُزِّلَ الْقُرْآنُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَاسْتَقْبِلِ الشَّهْرَ بِالْقُرْآنِ.

ورُوِيَ ايضا عنه (عليه السَّلام) أنه قال: نَزَلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، ثُمَّ نَزَلَ فِي طُولِ عِشْرِينَ سَنَةً، ـ ثُمَّ قَالَ ـ قَالَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه و آله): نَزَلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الانْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَانَ عَشَرَ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَأُنْزِلَ الْقُرْآنُ فِي ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.

قال الله عَزَّ و جَلَّ: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ .

وقال عَزَّ مِنْ قائل: حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ.

ويروي عن النّبي (صلى الله عليه و آله و سلم) انّه كان إذا رأى هلال شهر رجب قال:

اَللّـهُمَّ بارِكْ لَنا في رَجَب وَ شَعْبانَ، وبَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ، و اَعِنّا عَلَى الصِّيامِ وَ الْقِيامِ وَ حِفْظِ اللِّسانِ ، وَغَضِّ الْبَصَرِ، وَ لا تَجْعَلْ حَظَّنا مِنْهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ.

و رُوي أن الإمام الصّادق (عليه السَّلام) كان يدعو في آخر ليلة من شعبان و أوّل ليلة من رمضان، ويقول:

اَللّـهُمَّ اِنَّ هذَا الشَّهْرَ الْمُبارَكَ الَّذي اُنْزِلَ فيهِ الْقُرآنُ وَجُعِلَ هُدىً لِلنّاسِ وَبَيِّناتِ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ قَدْ حَضَرَ فَسَلِّمْنا فيهِ وَسَلَّمْهُ لَنا وَ تَسَلِّمْهُ مِنّا في يُسْر مِنْكَ وعافِيَة، يا مَنْ اَخَذَ الْقَليلَ، وَشَكَرَ الْكَثيرَ، اِقْبَل مِنِّى الْيَسيرَ، اَللّـهُمَّ اِنّي اَساَلُكَ اَنْ تَجْعَلَ لي إلى كُلِّ خَيْر سَبيلاً، وَمِنْ كُلِّ ما لا تُحِبُّ مانِعاً، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ...

وقال (عليه السلام): إذا رأيت هلال شهر رمضان، فلا تشر إليه بالأصابع، ولكن استقبل القبلة، وارفع يديك إلى السماء، وخاطب الهلال تقول:

ربي وربك الله ربّ العالمين.. اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والمسارعة إلى ما تحبّ وترضى.

اللهم!.. بارك لنا في شهرنا هذا، وارزقنا عونه وخيره، واصرف عنا ضرّه وشرّه، وبلاءه وفتنته.

وروي عن الصّادق (عليه السلام) انّه قال: مَنْ لَم يُغفَر لَه في شَهر رَمَضان لَم يُغفَر لَهُ إلى قابِل، اِلاّ أن يَشهَدَ عَرَفَةَ.

ويقول أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السَّلام): عَلَيْكُمْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِكَثْرَةِ الاسْتِغْفَارِ وَ الدُّعَاءِ، فَأَمَّا الدُّعَاءُ فَيَدْفَعُ عَنْكُمُ الْبَلَاءَ، وَأَمَّا الِاسْتِغْفَارُ فَتُمْحَى بِهِ ذُنُوبُكُمْ.

والامام الصادق (عليه السلام) قال فيه: "اِذا أصبحت صائماً فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك وجميع جوارحك".

وقال أيضاً: "اِن الصيام ليس من الطعام والشراب وحدهما، فاِذا صمتم فاحفظوا السنتكم عن الكذب، وغضّوا أبصاركم عمّا حَرَّمَ الله، ولا تنازعوا، ولا تحاسدا، ولا تغتابوا ولا تسابّوا، ولا تشاتموا، ولا تظلموا.‏..‏ واجتنبوا قول الزور، والكذب والخصومة، وظنّ السوء، والغيبة، والنميمة، وكونوا مشرفين على الاَخرة، منتظرين لاَيامكم، منتظرين لما وعدكم الله، متزوّدين للقاء الله، وعليكم السكينة والوقار، والخشوع والخضوع، وذلّ ‏العبيد الخيف من مولاها خائفين راجين".‏

وعن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ):

إن الجنة لتنجد وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا كان أول ليلة منه هبت ريح من تحت العرش يقال لها: المثيرة، تصفق ورق أشجار الجنان وحلق المصاريع، فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه، وتبرزن الحور العين حتى يقفن بين شرف الجنة، فينادين: هل من خاطب إلى الله عزوجل فيزوجه؟ ثم يقلن: يا رضوان ما هذه الليلة؟ فيجيبهن بالتلبية، ثم يقول: يا خيرات حسان! هذه أول ليلة من شهر رمضان، قد فتحت أبواب الجنان للصائمين من امة محمد (صلى الله عليه وآله).

قال: ويقول له عزوجل: يا رضوان! إفتح ابواب الجنان، يا مالك! أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من امة محمد، يا جبرائيل! أهبط إلى الأرض فصفد مردة الشياطين، وعلقهم بأغلال، ثم اقذف بهم في لجج البحار حتى لا يفسدوا على امة حبيبي صيامهم.

قال: ويقول الله تبارك وتعالى في كل ليلة من شهر رمضان ثلاث مرات: هل من سائل فأعطيه سؤله؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ من يقرض الملئ غير المعدم والوفي غير الظالم؟ قال: وان لله تعالى في آخر كل يوم من شهر رمضان عن الافطار ألف ألف عتيق من النار، فإذا كانت ليلة الجمعة ويوم الجمعة، أعتق في كل ساعة منهما ألف ألف عتيق من النار، وكلهم قد استوجبوا العذاب، فإذا كان في آخر يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بعدد ما أعتق من أول الشهر إلى آخره. فإذا كانت ليلة القدر أمر الله عزوجل جبرئيل (عليه السلام)، فهبط في كتيبة من الملائكة إلى الأرض، ومعه لواء أخضر، فيركز اللواء على ظهر الكعبة، وله ستمأة جناح، منها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر، فينشرهما تلك الليلة، فيتجاوزان المشرق والمغرب، ويبث جبرئيل الملائكة في هذه الليلة، فيسلمون على كل قائم وقاعد، ومصل وذاكر، ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر. فإذا طلع الفجر نادى جبرئيل (عليه السلام): يا معشر الملائكة! الرحيل الرحيل، فيقولون: يا جبرائيل! فماذا صنع الله تعالى في حوائج المؤمنين من امة محمد؟ فيقول: ان الله تعالى نظر إليهم في هذه الليلة فعفا عنهم وغفر لهم إلا أربعة. قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وهؤلاء الأربعة: مدمن الخمر، والعاق لوالديه، والقاطع الرحم، والمشاحن.

فإذا كانت ليلة الفطر، وهي تسمى ليلة الجوائز، أعطى الله العاملين أجرهم بغير حساب، فإذا كانت غداة يوم الفطر بعث الله الملائكة في كل البلاد، فيهبطون إلى الأرض ويقفون على أفواه السكك، فيقولون: يا امة محمد أخرجوا إلى رب كريم، يعطي الجزيل ويغفر العظيم، فإذا برزوا إلى مصلاهم قال الله عزوجل للملائكة: ملائكتي! ما جزاء الأجير إذا عمل عمله؟ قال: فتقول الملائكة: الهنا وسيدنا جزاؤه أن توفي أجره.

قال: فيقول الله عزوجل: فاني أشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم عن صيامهم شهر رمضان وقيامهم فيه رضاى ومغفرتي، ويقول: يا عبادي! سلوني فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم في جمعكم لآخرتكم ودنياكم إلا أعطيتكم، وعزتي لأسترن عليكم عوراتكم ما راقبتموني، وعزتي لآجرتكم ولا أفضحكم بين يدي أصحاب الخلود، إنصرفوا مغفورا لكم، قد أرضيتموني ورضيت عنكم. قال: فتفرح الملائكة وتستبشر ويهنئ بعضها بعضا بما يعطي الله هذه الأمة إذا أفطروا.

وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : من صلّى في شهر رمضان في كلّ ليلةٍ ركعتين: يقرأ في كلّ ركعةٍ بفاتحة الكتاب مرة، والتوحيد (قل هو الله أحد) ثلاث مرات - إن شاء صلاهما في أول ليل، وإن شاء في آخر ليل - والذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ الله عزّ وجلّ يبعث بكلّ ركعةٍ مائة ألف ملك يكتبون له الحسنات، ويمحون عنه السيئات، ويرفعون له الدرجات، وأعطاه ثواب من أعتق سبعين رقبةً.

وهذه خطبة الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) في استقبال شهر رمضان الكريم: