ابنا: الطفلة الستراوية ذات الثلاث سنوات كانت قد خرجت من بيتها لتلتقي رفيقاتها ورفاقها الصغار ليلهوا ويلعبوا ويمرحوا فرحاً بعيداً عن السياسة والظلم والطغيان والفرعنة والقمع الدموي الذي يعيشه شعبها منذ أكثر من ستة عشر شهراً بدعم من قوات الاحتلال السعودي واذا بها ترى نفسها في ساحة معركة طاحنة بين الحق والباطل وبين الظالم والمظلوم والطاغية والاعزل والظلام والنور وبين الفرعون وشعبا يريد أن يعيش بكرامة وعدالة ومساواة وحرية وديمقراطية.
لعل كثافة الغازات السامة المستخدمة من قبل القوات الخليفية قد أذهلت الطفلة الصغيرة لكنها لم ولن تربكها أو تخيفها فقد تعودت على رؤية هذا المنظر وهي لم تكمل بعد ربيعها الثاني ، فقررت دخول معترك الجهاد والنضال والكفاح ضد فرعونية "حمد" وآل خليفة ومن يدعمهم من أبناء عمومتهم آل سعود الدمويين الذين عاثوا في الأرض فساداً شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً وما استمرار اراقة دماء الابرياء في العراق طيلة سنوات وسوريا اليوم إلا نموذجاً من وحشيتهم وحقدهم على المسلمين.
أملت الطفلة الستراوية أن تتمكن بفعلتها هذه ايقاظ الضمير العالمي من سباته الطويل المسيس ليفيق ويتحرك باتجاه دعم أخوانها وأخواتها وأهلها وأبناء جلدتها وشعبها الأبي والحر الصامد الذين لا ذنب لهم سوى المطالبة بحقوقهم المغتصبة شأنهم شأن كل مجتمع حضاري في العالم ، ذلك الضمير الذي لا توقظه سوى رائحة البترول ولا تدفعه نحو التكلم وأتخاذ القرار سوى دولارات الحكام الرجعيين والطغاة في منطقتنا العربية فتكون التصريحات لصالح العملاء وتكم الأفواه دون ذلك.
أرادت طفلة "سترة" الشجاعة أن تستصرخ الرأي العام العالمي لانقاذ رفيقاتها ورفاقها الصغار في البحرين وفي كل بقعة من بقاع العالم خاصة العربي من ساحات الصراع واستثنائهم من الاجرام المستديم ضدهم هنا وهناك في البحرين واليمن والعراق وسوريا وفلسطين ومصر والسودان وغزة وباكستان وافغانستان ، وأن يحل الكبار خلافاتهم بأساليب مدنية وحضارية عبر الحوار والتفاهم البناء وحرية الرأي والتعبير وليس بالسلاح والقمع والدموية والاعتقال والتعذيب.
لقد طالبت الطفلة الستراوية بفعلتها هذه المجتمع الدولي العمل على أرغام سلطات آل خليفة الفرعونية على اطلاق سراح عشرات الأطفال البحرينيين المعتقلين بتهمة المشاركة في المسيرات السلمية للتعبير عن الرأي والذين يرزحون في زنزانات التعذيب النفسي والجسدي ويتعرضون للضرب المبرح والتجويع والتحرش الجنسي والاغتصاب من قبل رجال الأمن البحريني وشرطته القمعية.
العمل البطولي لهذه الطفلة البحرينية يذكر الطغاة قبل غيرهم من أن عليهم الاذعان لمطاليب الشعوب الحقة وإلا فأن دماء الأطفال ستلهب النار في قصورهم وستزلزل عروشهم ويسقطون تحت أقدام شعوبهم ولم يبق لهم أدنى ذكر في التأريخ رغم ما يفعلونه من اجرام وقمع ودموية ، كما حل بفرعون مصر وطاغية ليبيا ودكتاتور تونس عندما التحق الاطفال هناك بركب الثوار والمجاهدين واختلطت دماءهم بدماء الكبار .
وكما فعلت دماء أطفال "قانا" بالجيش الصهيوني المعتدي حيث هزم مقهوراً ومرعوباً ومتزلزلاً في جنح ظلام الليل الدامس من جنوب لبنان ، أو ما فعلته دماء أطفال الحجارة في فلسطين المحتلة بقوات الاحتلال الصهيوني وزيادة عزلة كيانه اللقيط دولياً والتهاب الداخل الصهيوني وتشرذمه ، أو ما فعلته دماء أطفال العراق الابرياء في المحتل الأميركي والارهاب السعودي– العربي الطائفي ليهزم هو الآخر من بلاد الرافدين مقهوراً مغلوباً على أمره .
فدماء أطفال البحرين الابرياء الذين سقطوا ويسقطون يومياً برصاص "شوزن" الحقد الخليفي وهرواتهم الطائفية وغازاتهم السامة المحرمة دولياً أو في زنزانات التعذيب الدموي ستعجل دون شك الى سقوط آل خليفة ومن ينصرهم ويدعمهم محلياً أو عربياً أو دولياً و..اذا الأطفال يوماً أرادوا الحياة فلا بد أن تزول عروش الطغاة
.....................
انتهی/182