ابنا: ايران الإسلامية وقفت منذ إنتصار ثورتها الى جانب العرب ودعمت القضية الفلسطينية واتخذت موقفاً حاسماً من الكيان الصهيوني بسبب قمعه للشعب الفلسطيني ، وأعلنت عن معارضتها لسياسات الولايات المتحدة المتحيزة لإسرائيل ضد الفلسطينيين، ولم تطرح مطلقا أية مواقف طائفية أو مذهبية ، بل بالعكس فقد دعا الامام الخميني رحمة الله عليه الايرانيين الى الصلاة خلف أئمة الجمعة والجماعة من غير مذهب أهل البيت خلال مراسم الحج والعمرة، وذلك من أجل رص الصفوف ونبذ الطائفية والمذهبية البغيضة.
لم تطرح ايران منذ انطلاق ثورتها الاسلامية أي توجه لتكون القوة الاولي أو الاعظم في الشرق الاوسط ولتضع العرب تحت حمايتها كما يزعم أحد الكتاب العرب، بل دعت ايران العرب الى التعاون والتكاتف معها للوقوف في مواجهة الاطماع الامريكية والاسرائيلية في المنطقة، فهي لم تطرح في يوم من الايام أي شعار طائفي او مذهبي ولم تشر من قريب أو بعيد الى التوجهات المذهبية والطائفية مطلقا، اذ ان الامام الخميني كان يؤكد باستمرار على الاخوة الاسلامية بين جميع الطوائف والمذاهب الاسلامية ، ولم يتفوه يوما بكلمة تنم عن توجه عرقي أو طائفي أو مذهبي.
فالذي بدأ الهجوم على ايران في بداية الثورة واحتل اراضيها ووصفها بالعنصرية والطائفية والمذهبية، كان صدام حسين ومن وقفوا الى جانبة من بعض الحكام العرب والامريكان والغربيين ودعموه بالمال والسلاح ، وإن الذي أطلق تصريحات نارية تفوح منها رائحة العنصرية والمذهبية والطائفية ضد ايران كان العديد من الزعماء العرب الذين شكلوا مجلس التعاون بأمر من الولايات المتحدة لمواجهة الثورة الاسلامية، بل للقضاء عليها واعادة الملكية الشاهنشاهية اليها .
فالمناخ المذهبي الذي يسود المنطقة حاليا لم يكن لايران أي دور فيه، بل ان من يدعمون الارهاب حاليا ومن يقدمون المال والسلاح والرجال لتنظيم القاعدة والانتحاريين الجهلة المتشددين والمتعصبين والذين يقتلون العشرات من الاشخاص يوميا في عمليات التفجير الانتحارية التي تستهدف الرجال والنساء والاطفال والشيوخ الابرياء من طائفة معينة في هذا البلد او ذاك، هم الذين كرسوا المناخ المذهبي في المنطقة وهم الذين يعملون ويخططون لشن حروب مذهبية أو طائفية ويتهمون ايران بان لها دورا فيها، وهم الذين يعتبرون ايران عدوا واسرائيل صديقا وحليفا لهم.
فايران دعت في الماضي وتدعو الان كافة أبناء الطوائف والمذاهب الى الابتعاد عن التوجهات الطائفية والمذهبية، والاعتصام بحبل الله، لانها تدرك جيدا ان إثارة النعرات الطائفية والمذهبية ليست في صالح دول وشعوب المنطقة، بل ان اسرائيل واعداء شعوب المنطقة هم الذين سيستفيدون في النهاية، وان الشعوب ستكون الخاسر الاكبر منها، ولدينا أمثلة كثيرة تنقلها كتب التاريخ عن التناحر المذهبي والطائفي طوال قرون مضت، كانت محصلته إثارة الاحقاد والعداوات بين طوائف المسلمين وتشتت وتفرق الامة الاسلامية وسيطرة الاجانب على مقدرات شعوب المنطقة .
إن على الكتاب والصحفيين العرب والمسلمين تجنب الولوج في قضايا تثير النعرات الطائفية والمذهبية، كما إن عليهم الامتناع عن توجيه التهم لهذا الجانب أوذاك خدمة لاجندات معروفة للجميع، لا تريد الخير للمسلمين الذين يواجهون الان تحديات كبرى، إن على هؤلاء الكتاب والصحفيين أن يكونوا دعاة خير ومحبة وأن يعملوا من أجل تقريب وجهات النظر بين طوائف المسلمين لا أن يثيروا الاحقاد والضغائن بين أبناء الامة الاسلامية.
.........................
انتهی/182