وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الجمعة

١٥ يونيو ٢٠١٢

٧:٣٠:٠٠ م
322651

الائمة الأثنی عشر (ع) دراسة تحلیلیة في المنهج(6)

الإمام السجاد (ع) وتجربة التحرك الروحي في الأمة

من مؤلفات الاستاذ راشد الراشد، باحث اسلامي وقيادي في تيار العمل الإسلامي البحريني.

أنتهت مقاليد زعامة الأمة الإسلامية إلی الإمام علي بن الحسين (ع) بعد حادثة الطف المأساوية، واستلم الدور القيادي للأمة الإسلامية بعد أن شهد المعركة بكل تفاصيلها مباشرة وهو يدرك تماماً طبيعة الأوضاع التي قادت إلی أن يختار والده الإمام الحسين (ع) تقديم نفسه شهيداً في عملية فدائية مروّعة.

وكان لحادثة الطف تلك أثر بالغ في مسيرة الأوضاع السياسة التي تلتها إذ حرّكت في الأمة ضميرها وأعادتها إلی رشدها الطبيعي في الدفاع عن رسالة الإسلام أمام مسيرة الإنحراف التي يقودها الحزب الأموي.

جاء في كتاب تاريخ الإسلام(1): «كان لمقتل الحسين (ع) في أرض كربلاء التي أصبحت ملطّلخة بدمائه ودماء أهل بيته أثر بعيد في إذكاء نار التشيع في نفوس الشيعة وتوحيد صفوفهم، وكانوا قبل ذلك متفرقي الكلمة مشتتي الأهواء إذ كان التشيع قبل مقتله رأياً سياسياً نظرياً لم يصل إلی قلوب الشيعة قلما قبل الإمام الحسين (ع) أمتزج التشيع بدماءهم وتغلغل في أعماق قلوبهم وأصبح عقيدة راسخة في نفوسهم».

ويتفق جميع المؤرّخين الذين تناولوا سيرة الأئمة الأثنی عشر (ع) علی أن الثورات والإنتفاضات تفجرّت بعد العام الهجري الذي أستشهد فيه الإمام الحسين (ع) كلها من نتاجات تلك النهضة التي فجرّها وأستشهد من أجلها الإمام (ع) وأراد أن يحرّك وعي الأمة تجاهها.

ولكي تتضح معالم التحرك عند الإمام علي بن الحسين (ع) لابد من الوقوف قليلاً أمام نتائج ثورة والده (ع) وآثارها الإجتماعية والسياسية والفكرية في الأمة، لأنها تمثل الواقع الذي بدأ فيه ممارسة دوره القيادي في الأمة والذي علی ضوءه كان منهاجه في التحرّك والعمل.

رغم أنّ النتيجة المادية لمعركة عاشوراء تفصح عن هزيمة عسكرية صارخة لصالح يزيد بن معاوية(2)، لكن هناك بما لايدع مجالاً للشك الإنتصار الحضاري البعيد المدی الذي ظفرت به نهضة الإمام (ع) من خلال عاشوراء، حيث لا تزال تفاعلاتها تتواصل علی مرّ التاريخ وجيلاً بعد آخر.

وما يهمنا هو الإشارة إلی أبرز الآثار الإيجابية التي خلفتها معركة عاشوراء في الأمة والتي يمكن إيجازها بصورة موجزة فيما يلي:

أولاً: وضعت المأساة الأمة في صورة أحداثها الدراماتيكية المأساوية التي حدثت أمام حقيقة وواقع إدعاءات الحزب الأموي بالدين وخلافة الرسول (ص) في الحاكمية، حيث لم يبق من مجمل تفاصيل الواقعة الدموية، وعمليات التصفية والإبادة الجماعية التي شملت حتی الرّضع من أصحاب الإمام الحسين (ع)، سوی ما يؤكد مدی إبعاد الحزب الأموي ورجالاته عن كل ما يمت إلی الدين بصلة، وهذا مما ولد لدی عامة المسلمين شعوراً بالإثم علی تقصيرهم في نصرة الشرعية المتمثلة في قيادة الإمام الحسين (ع) ومن وراءه المسلمون الخلص الذين إستشهدوا معه في يوم عاشوراء. وقد وجدنا كيف أن هذا الشعور مهدّ الأرضية لقيام ثورات وإنتفاضات متتالية، إستطاعت فيما بعد إسقاط الحكم الأموي.

ثانياً: بثت معركة عاشوراء مفاهيم جديدة وغرستها في الأمة بصورة لم تكن تستوعب إلّا من خلال عمل مشابه لما قام به الإمام الحسين (ع) من قبيل الثورة علی الذات من أجل القيم. وجعل القيم في المحور الذي ينبغي أن تدور عليه كافة التطلعات الإنسانية، كما أنها أعطت للإسلام العظيم بعداً آخراً، كاد أن يصبح في قائمة المجهولات، وهو بعد التحدي والإصرار علی مقاومة الباطل والإنحراف، وتعميق روح المسئولية في نفس الإنسان المسلم الذي بدأت حالة التراخي والخلود إلی الدعة والراحة أن تصبح من سماته وخصائصه المتميزة. وكذلك فإنها أعطت للإنسان المسلم النموذج الأفضل للدفاع عن الحقوق والمبادیء والقيم إذا ما تعرضت للخطر وأصبحت في موضع يهددها بالإنحراف.

وهكذا تحركت الأمة في السنوات التالية من شهادة الإمام الحسين (ع) وأصحابه من طلائع الأمة الإسلامية.

يقول الدكتور حسن إبراهيم(3): «إشتد شعور العداء بعد مقتل الحسين (ع) وتفاقم سخط سائر المسلمين وحنقهم علی بني أمية وولاتهم وفي عهد مروان بن الحكم غلا مرجل هذا العداء وتحرّكوا بالكوفة سنة 65 هـ فتلاقوا وندموا علی ما فرطوا في حق الحسين (ع) وخذلانهم إياه وعدم إغاثتهم له حتی قتل بينهم، وتابوا عما فعلوا فسموا التوابين، ثم تحالفوا علی بذل نفوسهم وأموالهم في الأخذ بثأره ومقاتلة قتلته وإقرار الحق في نصابه، وقد دعوا الناس للأخذ بثأره ونظموا القصائد في رثائه والتحريض علی القتال».

ولم تكن قضية التوابين وحدها من إفرازات النهضة الحسينية بل جرت وتلاحقت ثورات آخری بذات الأهداف والشعارات التي رفعها التوابون بتفاوت نسبي في طريقة الأداء. وهنا نثبت ما جاء في كتاب سيرة الأئمة الأثنی عشر (ع)(4) بإختصار عن بعض هذه الثورات:

أما بعد ثورة الحسين (ع) فقد إنبعثت الروح النضالية في الأمة وباتت الجماهير تترقب زعيماً يقودها وكلما وجد القائد وجدت الثورة علی حكم الأمويين. ونلاحظ هذه الروح الثورية، في كل الثورات التي حملت شعار الثأر لدم الحسين (ع) والتي جاءت صدی لثورته (ع) ونجمل هنا ذكر الثورات وهي:

1_ ثورة التوابين:

إندلعت في الكوفة، وكانت ردّ فعل مباشر لقتل الحسين (ع)، إنطلقت من شعورها بالإثم لتركهم نصرة الحسين (ع)، بعد أن أستدعوه بكتبهم إلی الكوفة ورأوا أن يغسلوا عارهم بالإنتقام من قتلة الحسين (ع) وكانت سنة 65 للهجرة.

2_ ثورة المدينة:

وهي ثورة تختلف في دوافعها عن ثورة التوابين فهي لم تستهدف الإنتقام، بل إستهفدفت تقويض سلطان الأمويين وقدرهم ألف رجل، ولكن الثورة قمعت بجيش من الشام بوحشية متناهية.

3_ ثورة المختار الثقفي:

ثار المختار بن إبي عبيدة الثقفي سنة 66هـ في العراق طالباً ثار الحسين (ع)، وقد تتبع المختار قتلة الحسين وآله في كربلاء وقتلهم، فقتل منهم في يوم واحد مائتي وثمانين رجلاً.

4_ ثورة مطرف بن المغيرة:

وفي سنة 77هـ ثار مطرف بن المغيرة بن شعبة علی الحجاج بن يوسف، وخلع عبد الملك بن مروان.

5_ ثورة إبن الأشعث:

وفي سنة 81هـ ثار عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث علی الحجاج، وخلع عبد الملك بن مروان، وقد إستمرّت إلی سنة  83هـ وأحرزت إنتصارات عسكرية، ثم قضی عليها الحجاج بجيوش سورية.

6_ ثورة زيد بن علي بن الحسين:

وفي سنة 122هـ ثار زيد في الكوفة ولكن سرعان ما أخمد أوار ثورته الجيش الشامي الذي كان مرابطاً في العراق.

* * *

في ظل هذه الجواء عاش الإمام السجاد (ع) لتواصل الأمة الإسلامية تحت ظل قيادته الرشيدة مسيرتها في البناء الحضاري للأمة، وظل يراقب عن كثب النتائج التي الت إليها واقعة كربلاء الدموية ليحدّد بوضوح برنامج عمله في الأمة علی ضوء العوامل النفسية والإجتماعية التي أصبح عليها حال المجتمع بعد مقتل الإمام الحسين (ع)، حيث تركزّت إسترتيجية التحرّك عند الإمام السجاد (ع) علی البعد الروحي في الأمة وقد عمل الإمام (ع) علی محورين بعيد معركة عاشوراء لتحقيق هذا الغرض:

المحور الأول: عمل علی شرح أبعاد وخلفيات النهضة الحسنية في الأمة، ووضّح الأهداف التي كانت ترمي إليها، من قبيل إحياء القيم، وكشف حقيقة إدعاءات الحزب الأموي بالدين.

وتنقل كتب السيرة التاريخية علی أن الإمام السجاد (ع) وقف مرات عديدة ليخطب في الناس يعرفهم ما يجهلونه من حقيقة  الأمور حول ما حدث بين الإمام الحسين (ع) والحزب الأموي، مما لفت أنتباه الكثيرين إلی حقيقة ذلك.

المحور الثاني: المحافة علی إبراز الوجه المأساوي لواقعة الطف، لتأكيد تنمية الشعور بالأثم الذي يذب في نفوس الأمة من خلال الممارسة العملية ثانية. حيث ينقل عنه إنه كان دائماً يذّكر بقضية كربلاء في مجمل تفاصيل الحياة، حينما يشرب أو حينما يمرّ علی قصّاب يذبح الشاة. حتی قيل عنه إنّه (ع) ما قدّم له طعام ولا شراب إلّا ومزجه بدموع عينيه.

ورغم أن البعض بذل محاولات عديدة لإسكات الإمام (ع) خلال سنوات ألـ33 التي قضاها بعد والده (ع) باكياً وناقلاً للمعركة كما لو أنّها حدثت بالتو واللحظة، لكنّه إستمر في ذلك ليؤجج نار الحميّة وروح النخّوة في الأمة ويجعلها في حالة تصاعد مستمر.

فلذلك كانت حياته صورة أخری متحرّكة لما جری في يوم العاشر من المحرم عام 61هـ. فيمرّ علی قصاب يذبح كبشاً له هل سقيت الكبش ماءاً؟ فتبدوا علامات الإستغراب والدهشة علی وجه القصاب ليقول له: نحن من عادتنا معاشر القصابين لا نذبخ الكبش حتی نسقيه الماء ... فيقول له (ع) وآلام الحسرة تعلوا وجنتيه أو تدري إن والدي قتل كما تذبح الشاة ولم يسق من الماء، فيبكي الحاضرون معه..

وفي رواية: أما آن لحزنك أن ينقضي؟ قال: ويحك إن يعقوب النبي (ع) كان له إثنا عشر إبناً فغيّب الله واحداً منهم، فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه، واحدودب ظهره من الغم، وكان إبنه حياً في الدنياً، وأنا نظرت إلی أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي، فكيف ينقضي حزني(5)..

وربما يحلوا للبعض من يقرأون تفاصيل بكاء وحزن الإمام السجاد (ع) علی أهل بيته أن يفسّر ذلك علی أنه بداعي القرابة والدم واللحم، متناسين الرسالة التي كان يريد الإمام (ع) أن يوصلها إلی الأمة من خلال حزنه وبكاء حزنه وبكاءه علی المقتولين والمذبوحين في كربلاء علی أيادي زمرة من الظالمين والمنحرفين ممن تم شراء ضمائرهم بالمال.

لقد نجح الإمام السجاد (ع) إلی حدٍ بعيد في إذكاء المعارضة النفسية للحزب الأموي. وشجع خلال المدة الزمينة التي تسلم فيها مهام الإمامة كل عمل يؤدي إلی مناهضة الحزب الأموي حتی وصلت الساحة إلی مستواً اضحت فيه مؤهلة وقادرة علی الإنقضاض عليه.

فيما حاول الحزب الأموي منذ اللحظات الأولی لنهاية واقعة كربلاء إلی إثبات إنتصاره التاريخي الحاسم علی «الخوارج»، وبدأ يلصق في نهضة الإمام الحسين (ع) وقياداتها افتراءات وتهم عديدة تخرجهم من «الدين» وليس مجرد الحق في الخلافة فبعد الحادثة خطب عبيد الله بن زياد خطبة جاء فيها «الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين يزيد وحزبه وقتل الكذاب ابن الكذاب وشيعته»...وأخذ يواصل علی هذا المنوال خطابه حتی اوقفه أحد الرساليين يدعی عبد الله بن عفيف ليقول له: «يا عدو الله إن الكذاب أنت وأبوك والذي ولاك وأبوه تقتل أولاد النبيين وتقوم علی المنبر مقام الصديقين(6)»...وجرت محاولات أخری عديدة للنيل في هذا الإتجاه لكن الحزب الأموي أخفق في تحقيق الأهداف التي كان يصبوا إليها لتمزيق أخر ما تبقی من كيان الأمة الإسلامية، بل استطاع الإمام السجاد (ع) ومن خلفه كوادر وطلائع(7) الأمة إلی إلهاب الساحة ضد الحزب الأموي كما مر قبل قليل.

من جهة ثانية لم يقتصر دور الإمام السجاد (ع) في مسرح الصراع علی الجانب السياسي منه بل ذهب إلی أبعاد أخری أبرزها إتجاهه لبناء جيل واعٍ مدرك لأبعاد الإسلام ورسالته في الحياة، فقد كان الإمام (ع) يحرص علی أن يكون للدين ناعق فجاءت من مآثره العظيمة الصحيفة المسماه بأسمه «السجادية» وفيها ما يعجز بياني عن تصويره من معارف وقيم ربانية عديدة، غذت الأمة بما تحتاجه من روح لمجابهة كافة التحديات.

وتأتي هذه الصحيفة علی شكل أدعية كان الإمام (ع) يدعوا بها لكي لاتثير حفيظة النظام الأموي حيث كما يتضح لنا من قراءة تفاصيل الصراع السياسي ومطاردة الحزب الأموي وتعقبهم لكل أنصاره وأتباعه وتعريضهم لأشد أنواع البطش والإرهاب، كانت سبباً مباشراً لأن يستخدم الإمام (ع) أسلوب الدعاء كوسيلة لنشر الهداية والفضيلة ونشر تعاليم الإسلام السامية، إضافة إلی البعد الروحي الذي تتسم به الصحيفة السجادية.

إن الذين ينظرون إلی ممارسات الأئمة (ع) من خلال مظاهرها فحسب يخطأون كثيراً في الإصابة بشكل إلی خلفياتها وأهدافها الحقيقة، ذلك أن ممارسات الأئمة (ع) عبارة عن رسالة تستجيب إلی تحديات الواقع وتتطلع إلی المستقبل.

فبعيداً عن هذه الرؤية الرسالية لحركة الأئمة (ع) لا يمكن فهم وأستيعاب وهضم جذورها وأبعادها المختلفة والأهداف التي ترمي إليها، هذا مما يجعل الرؤية بعيدة بمساحة واسعة عن حقيقة التحرك لدی الأئمة (ع).

وإذ لايمكن بأي حال تصور حركة الأئمة (ع) من غير الهدفية فيلزمنا البحث بكل عناية وأهتمام عن ما وراء بعض الممارسات والمواقف التي يتخذها الأئمة (ع) آزاء الحوادث الواقعة.

ويعيننا كثيراً علی ذلك فهم الظروف الموضوعية التي يعاصرها كل إمام من الأئمة (ع). لأنه من النظر إليها بعمق يؤدي إلی إتخاذ مواقف يكون ضررها أكثر من نفعها في العادة، خاصة إذا كان مسارها في إتجاه متصادم أو معاكس لتلك الظروف الحاكمة.

وفق هذه الرؤية يمكن لنا فهم طبيعة تحرك الإمام السجاد (ع) الذي عاش فترة إرهابية عصیبة، جعلته في دائرة الترصد لكل خطوة كان يريد القيام بها، إضافة إلی الوضع الإجتماعي الذي كان بحاجة إلی المزيد من تحفيز إرادة الضمير وتحريك الشعور بالأثم للعودة من جديد إلی روح الإسلام.

بين هذين المتناقضين عمل الإمام (ع) وفي ظروف غاية في التعقيد حيث يستلزم وعياً دقيقاً بملابسات كل خطوة تحرك، وما يمكن أن تؤدي اليه من إثارة النظام الذي لم تجف دماء المقتولين من أنيابه بعد.

فكان علی الإمام (ع) أن يعمل ويتحرك للحفاظ علی أهداف النهضة الحسينية عبر إحياء القيم في نفوس الأمة من جهة، ومن جهة ثانية كان عليه أن يكون دقيقاً في إختيار الأسلوب الأمثل الذي يحافظ علی تحركه من خطر التصفية والإبادة المحتملة بكل قوة من الحزب الأموي الذي غذاه الإنتصار العسكري بغرور النصر ومواصلة سحق العدو المهزوم.

حقاً لقد كانت فترة من الفترات الحرجة في حياة الأئمة الإثنی عشر (ع)، لو لم تحقق نجاحها لربما صار وضع الأمة الإسلامية لا حقاً في عداد الأمم التي سادت ثم بادت.

لكن البعد الحضاري في عمل الأئمة (ع) هو الذي كفل لرسالة الإسلام الإستمرار لحد يومنا هذا بل ولحد اليوم الذي تقوم فيه الساعة.

هذا في الوقت الذي إندثرت فيه تيارات أخری قامت وبلغت في بعض مراحلها التاريخية أوج إنتصاراتها كالحزب الأموي، ولم يبق منها الآن سوی ممن حملوا مشعل الهداية والصلاح في الأمة.

وهكذا حينما عرف الوليد بن عبد الملك خطورة إستمرار الإمام السجاد (ع) في منهاج تحركه الروحي بادر إلی إغتياله عبر دس السم إليه(8)، ظناً بأن قيادته للأمة التي تفجّرت فيها العديد من الثورات ستنتهي بإنتهاء قائدها وزعيمها، ولكن خسئت كل أسالیب الضلال أن تنهّي مسیرة إبتدءت لكي تتواصل عبر عصور التاریخ المختلفة لتغذي في الأمة روح الإسلام وما فيه من قيم أخلاقية وعملية رفيعة.

-------------1ـ الجزء الأول/ حسن ابراهیم حسن/ ص399

2ـ تشیر معظم المصادر التاریخیة علی أن المعرکة کانت تفتقد إلی عنصر التکافؤ بصورة نهائیة حین أن الجیش الأموي بلغ من حیث العدد ما یقارب ألـ (70) ألف فارس، في الوقت الذي لم یتجاوز عدد المقاتلین مع الامام الحسین(ع) (70) شخصاً.

3ـ في کتابه تاریخ الاسلام/ج 1 ص 401.

4ـ لمؤلفه عادل الادیب/ ص 139ـ 140.

5ـ بحار الانوار/ ج 46 ص 108.

6ـ تاریخ الدولة الفاطمیة/ حسن ابراهیم ص 14ـ15.

7ـ وفي مقدمتهم جبیر بن مطعم، و یحیی بن أم الطویل، وأبو خالد الکابلي، وسعید بن المسیب.

8ـ کان ذلک في 25 محرم 94هـ.------انتهی/125