وكالة أهل البيت (ع) للأنباء _ ابنا _
إنتحار الشباب في المملكة العربية السعودية بات ظاهرة تشغل بال القيمين على حقوق الإنسان في المملكة وخارجها. فالانتحار الشبابي سجل في الآونة الأخيرة أرقاما مخيفة ارتبطت أسبابه بالبطالة وعدم وجود فرص عمل للشباب ولا سيما الجامعي الذي يعيش حال يأس من مستقبل قاتم في بلد يعد الأغنى نفطيا من بين دول العالم.
بعث شاب سعودي برسالة إلى «الشيخ سلمان العودة»، يؤكد فيها اعتزامه الانتحار، مشيرًا إلى أنه لا يعاني من مرض نفسي كما دأبت السلطات على اتهام المنتحرين في السعودية.
وأكد الشاب السعودي أنه يبلغ من العمر 23 عامًا وقال أنه سينتحر قريبا أمام محكمة "حفر الباطن" (شرقي السعودية) مبررًا إقدامه على هذا العمل بسبب البطالة وعدم وجود عمل له مع إيمانه بأنه محروم من خيرات وطنه.
حالة هذا الشاب السعودي ليست فريدة في المملكة حيث تحدّثت الصحف السعودية منذ بداية العام عن حوالي 34 حالة انتحار أو محاولة انتحار بين السعوديين، خاصة بين فئة عمرية شبابية عاطلة أصابها اليأس من الحصول على فرص العمل.
وأظهرت إحصائيات شبه رسمية بأن عدد العاطلين من العمل يصل إلى مليون و700 الف شخص، أي ما يقارب %18.8 من القوة العاملة السعودية نهاية 2011، من بينهم آلاف الحاملين لشهادات للدكتوراه والماجستير، في حين أن وزارة العمل أشارت إلى أن عدد العاطلين هو مليون فقط، أي حوالي %11 من القوة العاملة.
وأوضحت دراسة لثلاثة أكاديميين سعوديين أن 84% من محاولي الانتحار هم شباب لم يتجاوزا سن الخامسة والثلاثين، وأن 58% من المنتحرين هم من الذكور، مقابل 42% من الإناث.
وبعيدًا عن محاولة بعض وسائل الإعلام إحالة الظاهرة إلى الأمراض النفسية فإن كثيرا من حالات الانتحار ارتبطت بشكل مباشر بقضايا البطالة وانسداد الأفق أمام الشباب.
وتصاعد التذمر بين الشباب في السعودية بسبب البطالة المتفاقمة في أغنى بلد نفطي في العالم، الأمر الذي يحوله إلى قنبلة سياسية تهدد الحكومة وتدفع بعضهم الى التطرف.
وكشف استطلاع للرأي أن 84 في المائة من الشبان السعوديين يرون البطالة أهم مشكلة تواجههم، تليها قضيتا المخدرات والإرهاب بنسبة 72 في المائة.
وعن تنامي هذه الظاهرة في السعودية الأغنى نفطياً من كل دول العالم، قال أستاذ «حسين سلامة»: أنا لا أعتقد أنها غريبة لأنها هي نتيجة عملية لسياسة سلطات سعودية تتبع في دولة أقل ما يمكن أن يقال فيها اجتماعياً أن الأفق مسدود أمام الشباب وأمام الأجيال الطالعة، وهذا ما يورث أو يخلق أمراضاً نفسية لدى الشباب وانا في جانب من هذا الموضوع أقر بأن الانتحار لا يمكن أن يكون إلا عند السقوط نفسياً، وبالتالي هو مرض نفسي، اليأس هو أهم أسباب وأهم دوافع الأمراض النفسية، وهذا اليأس تخلقه ظروف متشابهة تقوم نتيجة سياسات اجتماعية واقتصادية كما يحصل في هذه الدول عندما يجد الشباب أنفسهم غير قادرين عن التعبير عن ما يهيج في داخليهم من مشاكل غير قادرين على الوصول إلى حقوقهم، غير قادرين على المطالبة بحقوقهم، هذا فعلاً هي أسس حالة اليأس.
وعن خطورتها على مستقبل الحكم في المملكة، قال أستاذ سلامة: أنا باعتقادي أن السؤال هو في مكان آخر، لأن المملكة هي دائماً تغيّب كل المشاكل، تحاول أن تطمس كل المشاكل والسؤال يجب ان يكون في المملكة العربية السعودية عن آفاق الحلول، كيف يمكن منع تغييب هذه المشاكل من أجل البحث لها عن حلول، إذا لم تتنبه الدوائر الاجتماعية والبحثية في المملكة العربية السعودية إلى الإجابة عن هكذا سؤال ستبقى المملكة وسيبقى مجتمع المملكة عرضة لمشاكل اجتماعي كبيرة قد تفوق الانتحار، وباعتقادي أن الإدمان على المخدرات هو مرض أقوى من الانتحار، هو الموت البطيء، الانتحار هو موت سريع، بينما ادمان المخدرات هو موت بطيء يشكل عاهة كبيرة في المجتمع.
...............
انتهی/212