ملامح العمل الرسالي في هذه الفترة:
كانت مسألة المحافظة علی وحدة وتماسك الأمة وحمايتها من التأثير بحوادث الخلاف والاختلاف التي حدثت في الأمة بعد إستشهاد الرسول (ص) من أخطر وأهم المسؤوليات التي إبتدأ الإمام علي (ع) مسيرته القيادة بها، إذ كان عليه (ع) أن يضع إستراتيجية التحرك والعمل الرسالي ويتصدي لقيادته وفق محورين أساسيين.
الأول: كيفية مجابهة الواقع الجديد الذي حدث في الأمة بعد رحيل الرسول الأعظم (ص).
الثاني: تحديد استراتيجية التحرك الرسالي علی ضوء تلك المتغيرات ومن خلال الرصد التاريخي لنشاط الإمام علي (ع) نجد أن إستراتيجيته تتلخص في الآتي:
1_ تقوية البناء الداخلي للأمة والحركة الإسلامية: فلقد واصل الإمام علي (ع) إستراتيجية الإستمرار في بناء وتوسعة قاعدة التحرك الإسلامي من خلال إعداد وتربية الكوادر الرسالية الكفوءة، المؤهلة لتحمل أعباء ومسؤولية حمل رسالة الإسلام، والوصول بالحركة إلی مستوی الحاكمية الفعلية في صفوف الأمة.
وفي هذا الإتجاه ركز الإمام علي (ع) علی بلورة حقه المشروع في الخلافة، وكما يتضح في الكثير من الخطب المتواترة عنه أنه كثيرا ما كان يلمح بأحقيته بها وقد وصف حادثة السقيفة في غيبته بأنها عمل تآمري(1)؟!
ولذلك فمن خلال هذه الفترة ظهر جيل من الرساليين الخلص الذين عاصروا المحنة وكابدوها وترسّخت في أنفسهم الروح الرسالية الصادقة، واستفاد التحرك الإسلامي من مجموع هؤلاء لتحريك دفة العمل الرسالي في الساحة لكي لاتصطدم الأمة بشكل عنيف بواقع الإنحراف الذي أعقب حادثة السقيفة.
2_ توجيه الدولة وإصلاح الممكن: ففي الوقت الذي امتنع الإمام (ع) وأصحابة عن إعلان الموافقة لمنطق السقيفة ومع التوجه إلی بناء وتوسعة قاعدة المؤمنين بأهداف الإسلام إنصب إهتمام الإمام(ع) وجملة من أصحابه للمشاركة في توجيه الدولة وإصلاح الممكن من الأخطاء، وكان (ع) أول المبادرين لتنفيذ هذه الحظة، فكان كثيرا ما يقترب إلی الخلفاء ويحل لهم المعضلات، حتی شاع عن الخليفة الأول قوله: «أقيلوني فلست بخيركم وعلي فيكم»، وتواتر عن الثاني: «لولا علي لهلك عمر...ولا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن».
ويقول آية الله السيد محمد تقي المدرسي(2): لقد ثبت تاريخيا أن أصحاب الإمام علي (ع) قد تولوا كثيرا من المناصب الإدارية والعسكرية للدولة، فسلمان تولی ولاية فارس في المدائن وهو من أقرب أنصار الإمام (ع) وأشدهم إخلاصا له، والإمام الحسن المجتبی (ع) شارك في جيش الإسلام الذي فتح الله علی يديه بلاد الفرس.
وقد إتخذ توجيه الإمام (ع) في الدولة الإسلامية الشكل الآتي:
1_ وجوده (ع) في أروقة الخلافة ومشاركته الفعلية في توجيه وحل بعض المشكلات التي تواجه الخلفاء.
2_ وجود بعضٌ من الكوادر الرسالية في طليعتهم الإمام الحسن المجتبی (ع) في جيش الدولة الاسلامیة.
3_ وجود بعضٌ آخر من كوادر التحرك الإسلامي الموالي للإمام(ع) في إدارة بعض الولايات التابعة للدولة الإسلامية، إضافة إلی تواجد عدد آخر منهم في مختلف نواح الدولة الإسلامية وأطرافها ومؤسساتها.
ولقد كان لذلك الأثر الأكبر في الحد من الآثار السيئة التي نجمت عن حادثة السقيفة في الأمة الإسلامية هذا من جهة، ومن جهة ثانية في توجيه الأمة وفق مقتضيات الفكر الرسالي والثقافة الإسلامية الحقة.
4_ توسعة التيار الجماهيري (العمل الجماهيري): نشأت الحركة الإسلامية ونمی عودها علی يد الرسول الأعظم (ص) وهي حركة جماهيرة تضم شرائح وفئات المجتمع بمختلف أشكالة المتعدده. مع أنها كانت الصرخة المدوّية في سماء المحرومين والمستضعفين، تستنهضهم وتحفّز فيهم كوامن الخير والعدالة الإنسانية ليطالبوا بحقوقهم المشروعة، إلّا أنّها أيضاً رسالة الله _العزيز المهيمن_ إلی الإنسان، دون النظر إلی لونه وجنسه، وإنّما إلی جوهره ومنهج تفكيره أي إلی العقل الإنساني.
وهكذا لم يتوانَ الإمام علي (ع) عن أداء مسؤوليته الخطيرة في نقل معالم الرسالة السماوية إلی كل الناس، والعمل علی هدايتهم عن الضلال وانقاذهم من الجهل، إلی عالم الفضيلة والنور.
كل ذلك رغم المحنة الأليمة التي مرّ بها الإمام (ع) بعد إستشهاد معلمه الأول الرسول الأعظم.
فمشی الإمام علي(ع) ومن خلفه كوادر وطلائع الحركة الإسلامية ممن واكبوا مسيرتها منذ البدء، وممن التحقوا بصفوفها خلال الفترات الماضية للدخول في صفوف الناس وبث الثقافة الرسالية فيهم وقد أدّی هذا العمل إلی ندامة الكثيرين علی مبادرتهم المتسرعة في مبايعة منطق السقيفة.
ثانياً: موقف الإمام علي (ع) من الخلفاء:
قد يتبادر إلی الأذهان ان توجيه الإمام علي (ع) للدولة الإسلامية وحضوره المستمر فيها، بل ومشاركته الفعالة في حلِّ المعضلات التي تجابه الخلفاء، نمط من أنماط السلوك التي تعبِّر عن الرضا، ونحن نقول علی العكس من ذلك. إنّ الإمام (ع) وبحر علمه الواسع(3)لم يكن ليضعه موضع العجز من إتخاذ موقف سليم يواجه الأحداث والرجال الذين يقفون خلفها، كما أن تخطيطه (ع) لتوجيه الدولة ليس نابعاً من ردّ فعل شخصي وإنما جاء من سياق المبادرة الشجاعة، والتخطيط الواعي لحفظ الأهداف الرسالية وحمايتها من خطر الإنحراف والإنزلاق في متاهات السلطات السياسية.
وفي رؤيتنا لتاريخ وحياة الأئمة الإثنی عشر (ع) نجد أنّهم لم يدخلوا الصراع من وجهته السياسية الصرفه، أي أنهم لم يجعلوا الصراع يتمحور حول تحقيق المكاسب السياسية أو يصب في خانة تحقيق التطلعات السياسية فحسب وإنما هو صراع حضاري بكل ما تعنيه الكلمة من شمول، أي أنّه الصراع الذي يشمل كافة الميادين التي ترتبط بشؤون حياة البشر من الإدارة، الثقافة، الإجتماع، العمل، العلم، الإقتصاد، العسكرية، والسياسية.
ولذلك كلّه نجد أنّ مواقف الأئمة الأثنی عشر (ع) نابعة من صميم المعارضة الشمولية لكافة الأوضاع المعاشة، ومن الإحاطة الكاملة بالبعد الحضاري لرسالة الإسلام الخالدة.
ومن هنا فإنّ دخول الإمام علي (ع) بين الخلفاء وابداء وجهات نظره في مختلف المسائل التي تعترضهم وتوجيهه المستمر للدولة هو نمط من أنماط السلوك الحضاري الذي يتميز به الأئمة الأثنی عشر (ع).
وما يسفر دخول الإمام علي (ع) في أجهزة الدولة الإسلامية، والنفوذ في مؤسساتها المختلفة هوتطبيق البعد الحضاري في التحرك الرسالي، والذي يتمثل في عدم تحويل الصراع إلی منافسة علی سلطان. وبعبارة أخری عدم تحويل الصراع إلی تنافس سياسي محض يهدف الوصول إلی السيطرة علی دفّة الحكم والتحكم في أمور السلطة السياسية فحسب، وإنما هو عمل يستهدف من خلاله تحقيق كامل الأهداف السامية التي جاء بها الإسلام العظيم.
إضافة إلی ذلك فإن الموقف الرسالي من الأشخاص الذين يقفون وراء الأحداث السيئة في الأمة لا يعني بالضرورة إعلان الإنسحاب والإنكفاء عن المشاركة في رسم خارطة الحياة السياسية والإجتماعية بل الحكمة تقتضي الدخول في كافة المجالات المشروعة التي من شأنها أن توفر فرصاً سانحة لصالح العمل الرسالي ككل.
فرغم ما نلاحظه من مواقف المعارضة الصريحة من قبل الإمام علي (ع) و الحركة الرسالية تجاه أولئك الذين تآمروا للسيطرة علی زمام الحكم في الدولة الإسلامية بعد الرسول الأعظم (ص)، نجد أيضاً أنّ الإمام (ع) ومن حوله لم يتركوا فرصةً تمّر دون أن يبذلوا جهدهم في إستثمارها وتوظيفها فيما يخدم التطلعات الرسالية التي يحملونها، وكان من أبرز هذه الفرص وأوسعها تأثيراً _بالطبع_ هو الدخول في الجهاز الرسمي للدولة الإسلامية ومحاولة توجيهه بما يخدم الأمة.
ولكن ربما يثير هذا الأسلوب في التحريك سؤالا مفاده: كيف يمكن الجمع والتوفيق بين الموقف المعارض وموقف التقرب لتوجيه الدولة؟ وألا يعني ذلك من وجود تناقض ما في المنهج الفكري لمثل هذا التحريك؟!
وهنا لابدّ من إيراد جملة من الملاحظات:
1_ إن الموقف المعارض لا يعني بالضرورة _كما أسلفنا_ الإنسحاب من مسرح الصراع الإجتماعي الذي تعيشه الأمة. كما لا يعني بالضبط ترك المجال وإفساحه للطرف الآخر لأن يستحوذ علی كل القوی والمجالات في الساحة.
2- إنّ الدخول أو الإشتراك مع مجموعات عمل معينة في مشاريع عمل مشروعة لا يعني ابداً التوافق مع الأخطاء والإنحراف الممكن حدوثها من قبل أشخاص آخرين.
3_ إن الموقف المعارض وإن إقتضی في كثير من الأحيان المجابهة بحد السيف أو الإقتتال، فإن إعلان المجابهة تقتضي حساب ميزان القوی، وليس من الشجاعة أبداً إعلان المجابهة من موقع الضعف. فالإنسان الأعزل من كل سلاح يعتبر تهوراً منه إذا أقدم لنزال أسدٍ مفترسٍ في طريقه.
وبالنسبة لموقف الإمام علي (ع) من الخلفاء واتخاذه منهج يتسم بأقصی واقعيات المرونة في العمل السياسي، قد حدده الرسول الأعظم (ص) قبل إستشهاده، اذ تنقل كتب التاريخ تفاصيل ذلك حينما إجتمع ثلةٌ من المؤمنين المخلصين(4)بالإمام علي (ع) طالبين منه إعطائهم الرخصة لإسترداد الخلافة بالشكل الذي أراده الرسول (ص)، فرفض الإمام (ع) طلبهم وقال لهم:
«أن رسول الله (ص) أوعز الي قبل وفاته وقال لي: يا أبا الحسن إنّ الأمة ستغدر بك وتنقض فيك عهدي...إلی أن قال: إن وجدت أعواناً فبادر إليهم وجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا كف يدك واحقن دمك حتی تلحق بي مظلوما».
لذلك لا غرابة في موقف الإمام (ع) من الخلفاء الثلاثة، ويمكننا تلخيص موقفه (ع) من خلال الكثير من الشواهد والقصص والمأثورات التي يرويها لنا التاريخ وقد جاء بعضها علی لسان الإمام بينه وبين كوادر وطلائع التحرك الإسلامي، والبعض ضمن خطاباته التي يلقيها في جموع الناس، وبعضها الآخر ضمن حوادث جمعت بينه وبين الخلفاء، وإذا لايمكن حصرها جميعاً في هذا المختصر ننقل بعضاً مما جاء في خطبته المعروفة «بالشقشقية»(5) إذ عبّر فيها بوضوح عن موقفه منهم:
1/ ما جاء في أبي بكر:
«أما والله لقد تقمّصها فلان (ابن أبي قحافة) وإنه ليعلم بأنّ محلي منها محلَّ القطب من الرحی ينحدر عني السيل، ولا يرقی اليّ الطير فسدلت دونها ثوبا، وطويت عنها كشحا وطفقت أرتئي بين أن اصول بيد جذاء، أو أصبر علی طخية عمياء، يهوم فيها الكبير ويشب فيها الصغير ويكن فيها مؤمن حتی يلقی ربه».
وعن وصاية أبي بكر بالخلافة لعمر قال (ع):
«فرأيت أن الصبر علی هاتا أحجی، فصبرت وفي العين قذی، وفي الحلق شجا، أری تراثي نهبا حتی إذا مضی إلی سبيله فأدلی بها الی فلان بعده (...) ».
ويشير الإمام علي (ع) في مورد آخر إلی أنّ الإثنين الأوائل قداقتسما الخلافة منذ البدء وذلك بقوله:
«فيا عجبا! بينا هو يستقبلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشدّ ما تشّطرا _تقاسما_ ضرعيها!».
2/ ما جاء في عمر بن الخطاب:
يقول الإمام (ع): «من كان يشك في أنه الأفضل من الأول يوضح أمثال هو كلام الأقران المتشابهون مع بعضهم وليس معه.
ويضيف (ع): حتی إذا مضی إلی سبيله في جماعة زعم أني أحدهم فيالله وللشوری، متی إعترض الريب في مع الأول منهم حتی صرت أقرن إلی هذه النظائر، لكنني أسفت إذا أسفوا، وطرت إذا طاورا».
3/ ما جاء في عثمان إبن عفان:
حينما خرج الإمام (ع) من بيت الشوری وقد تمت البيعة لعثمان قال: «نحن أهل بيت النبوة، ومعدن الحكمة أمان لأهل الأرض ونجاة لمن طلب (...)، إن لنا حقاً إن نعطه وإن نمنعه نركب أعجاز الإبل».
ثم إلتفت إلی شخص عثمان وقال:
«ليس هذا بأول يوم تظاهرتم فيه علينا فصبرٌ جميلٌ والله المستعان علی ما تصفون، والله وليته الأمر ليرده عليك».
ثم خطب في الناس قائلاً:
«أيها الناس! لقد علمتم أنِّي أحق الناس بهذا الأمر من غيري أما وقد إنتهی إلی ما ترون فوالله لأسلمن ماسلمت أمور المسلمين، ولم يكن ضرر إلّا عليِّ خاصة، إلتماسا لأجر ذلك وفضله، وزهداً فيما تنافستموه من زخرفة»(6).
ثالثاً: موقف الإمام علي (ع) من إستلام دفة الحكم:
بعد أحداث الثورة التي أسقطت الخليفة الثالث إتجهت الأمة لتولية الإمام علي (ع) منصب الخلافة الإسلامية، لكن لماذا حدثت الثورة، وكيف كان موقف الإمام (ع) إستلام الحكم؟
من الواضح جداً عند قراءة مسيرة الثورة التي أطاحت بالخليفة الثالث، إن الثوار حاولوا لأكثر من مرة وبمختلف الطرق تحسين أوضاع الحكم والسلطة السياسية من خلال الاتصال بالولاة ومقر الخلافة إلّا أن مطالبهم كانت تجابه دائماً بالصد والجفاء مما زاد سخط الكثيرين منهم، وجعلهم في زاوية حرجة قادتهم نحو التفكير في التخلص من الخليفة الثالث.
ومن أبرز عوامل الثورة علی عثمان والتي تحددها ملامح الأوضاع التي كانت تعيشها الأمة أيام خلافة بن عثمان وهي:
أ_ سوء الأوضاع الإدارية وتفشي نظام المحسوبية في أجهزة الدولة الإسلامية.
ب_ تغلغل الحزب الأموي في الدولة، وسيطرة الكثير من رجالاته علی أماكن حساسة فيها.
فلقد بنی الحزب الأموي خلال هذه الفترة قوته السياسية والعسكرية من جديد بالإستفادة من الإمكانات التي وقعت في أيدي رجالاته ممن نفذوا في أجهزة الدولة الإسلامية، وكانت سيطرة معاوية بن أبي سفيان علی الشام ومقداراتها من أكبر الفرص التي أتاحت للحزب فرصة التقوية في مختلف المجالات.
وبعد سنواتٍ قليلةٍ كان الحزب الأموي يسيطر واقعاً علی توجهات الدولة الإسلامية بالذات بعد أن اصبح موقف الخليفة الثالث ضعيفا ومهزوزاً. وبدأت ألاعيب الحزب الأموي تأخذ بالإنتشار بشكل كبير وسريع من خلال الإستئثار والسيطرة علی ممتلكات الدولة دون النظر إلی حقوق المسلمين.
وهنا إشتدت مطاليب الثوار نحو عودة الحياة الإسلامية العادلة في ظلّ النظام الإسلامي، وقد كان أن دوَّن الثّوار مطاليبهم وأرسلوها عدة مرّات إلی عثمان وفي كل مرّة كان يعدهم بتنفيذ مطالبهم المشروعة، ولكن دون أن يجد الثّوار تطبيقاً واقعياً لتلك الوعود، بل كانت الأوضاع تزداد سوءاً يوماً بعد آخر.
ولقد شعر عثمان بأنّ إرهاصات الثورة بدأت تطالب بقتله وفقاً لمسيرة الإنحراف والتراجع التي أخذت تنخر في جسد الأمة، وهنا بعث إلی الإمام علي (ع) طالباً منه التوسط له عند الناس بغية إسكاتهم وذلك بعد أن ثار الناس في الكوفة والبصرة ومصر، ومشی من كل منهم ألف مسلح إلی المدينة (مقر الخلافة) للضغط علی الخليفة، وكان أهل الكوفة يمنون أنفسهم بالزبير، وأهل البصرة بطلحة، وكان أهل مصر من أنصار الحركة الإسلامية التي يقودها الإمام علي (ع).
وحينما أصبح الوضع أكثر حرجاً بالنسبة لعثمان عاهد الإمام علي (ع) علی إعادة الحق إلی نصابه فقال أمير المؤمنين (ع):
«إن الناس إلی عدلك أحوج منهم إلی قتلك وإني لأری القوم لا يرضون إلّا بالرضا، وقد كنت أعطيتهم في المرة الأولی عهد الله أن ترجع عن جميع ما نقموا، فرددتهم عنك ولم تف لهم بشيء من ذلك فلا تغرنني هذه المرة من شيء فإني معطيهم عليك الحق، فقال عثمان: نعم فأعطهم والله الآن، فوالله لأفين لهم بكل ماتريد.
فخرج أمير المؤمنين (ع) خاطباً:
«أيها الناس! أنكم طلبتم الحق وقد أعطيتموه، إنّ عثمان زعم أنه منصفكم من نفسه ومن غيره، وراجع عن كل ما تكرهون».
--------
1) انظر الائمة الاثنا عشر/ عادل الادیب/ ص 56.
2) في كتاب الامام علي(ع) قدوة وأسوة/ ص62.
3) في المأثور عن الرسول الأكرم(ص): أنا مدینة العلم وعلي بابها.
4) كان من بینهم سلمان المحمدي/ أبوذر، المقداد بن الأسود، بربر الاسلمي، وعمار بن یاسر/ انظر سیرة الأئمة الأثنی عشر/ ج1.
5) سمیت بذلك لانها انحدرت من الامام (ع) كما الشقشقیة تنهدر من الابل/ راجع نهج البلاغة.
6) سیرة الأئمة الأثنی عشر/ ص 394.
--------
انتهی/125