وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : العالم
الجمعة

١ يونيو ٢٠١٢

٧:٣٠:٠٠ م
319378

لماذا يمولون الفتنة الطائفية ؟

في الوقت الذي تحاول فيه دول العالم المتقدم إقامة الاتحادات السياسية والتكتلات المالية من اجل تحسين اوضاعها السياسية والاقتصادية والمالية والعمل على مكافحة البطالة والفقر والازمات الاقتصادية .

ابنا: هناك دولة في منطقة الشرق الاوسط تصرف مليارات الدولارات لا من اجل مساعدة الشعوب المغلوب على امرها و مكافحة الفقر والبطالة والتخلص من ديونها ورفع مستواها العلمي والثقافي ، والوصول بها الى مستوى الدول المتقدمة ، بل تعمل ليل نهار من اجل بث الفرقة بين المسلمين واثارة النعرات الطائفية وقتل المسلمين في هذا البلد او ذاك ، بذريعة انهم اتباع مذهب معين  .

عجيب ان  السعودية التي يجب ان تكون قدوة واسوة للبلدان الاسلامية بسبب وجود  الحرمين الشريفين على اراضيها وتوجه ملايين الحجيج اليها كل عام لأداء فريضة الحج ، وان تعمل من اجل لم الشمل وان تسعى من اجل اقامة الوحدة الاسلامية والتقريب بين المذاهب الاسلامية  والقضاء على التفرقة العنصرية والمذهبية والطائفية ، وبث روح التسامح  بين المسلمين ونبذ الافكار المتطرفة والحيلولة دون توجه الشباب الذي يتلقى تعاليمه من شيوخ متعصبين ومتطرفين  الى الدول العربية والاسلامية وحتى الاوروبية  لتنفيذ عمليات انتحارية باسم العمليات الجهادية ، هذه الدولة تقوم بصرف مليارات الدولارات في مختلف دول العالم  من اجل اثارة النعرات الطائفية والتحريض ضد طائفة من المسلمين ، متناسية ان هناك مواطنين من الطائفة الشيعية يعيشون في السعودية ويجب على الحكومة ووسائل اعلامها عدم اثارة الفتنة  بين مواطني البلد الواحد .

تنظيم القاعدة اُسس من قبل السعودية  وباموال سعودية وتزعمها أسامة بن لادن السعودي وها هو هذا التنظيم ينشط  في البلدان العربية والاسلامية لا من اجل مواجهة الكفر ونشر الدعوة الاسلامية بل لمواجهة الاسلام الاصيل وبث الحقد والكراهية بين المسلمين وتكفير فريق وتاليب فريق ضد فريق  .

انظر الى التفجيرات التي حدثت وتحدث في الدول العربية والاسلامية  ، ترى ان من يتبناها ويقوم بتنفيذها هم افراد جهلة مغرر بهم من تنظيمات متطرفة  تقتل العشرات وفي بعض الاحيان المئات بل الالاف من الابرياء منهم الاطفال والنساء والشيوخ ،  لا لسبب الا انهم يحملون افكارا تتعارض مع الفكر التكفيري المتطرف.

انظر الى الهجوم الذي وقع  على برجي مركز التجارة العالمية  في نيويورك في الحادي عشر من ايلول - سبتمبر عام 2001 الذي تبناه تنظيم القاعدة لترى ان اكثر من خمسة الاف انسان بريء قتلوا في هذا الهجوم ، لم يكن هؤلاء  شيعة لكي يبادوا ويقتلوا عن بكرة ابيهم بذريعة انهم كفرة يعارضون الفكر المتطرف .

انني اتعجب من تنظيم القاعدة كيف انه يدرب شباب صغار السن لينفذوا  عمليات انتحارية في الشوارع والاسواق والثكنات في البلدان العربية والاسلامية وحتى الاوروبية ضد افراد وجماعات ، بذريعة انهم يخالفون او لا يتبنون  الفكر التكفيري .

هؤلاء التكفيريون المتطرفون يدعمون ماديا من قبل النظام السعودي وتغسل ادمغتهم من قبل مفتين سعوديين يريدون ان يغيروا فكر المسلمين الى الفكر التكفيري  المتطرف ، وهذا لا ينكره السعوديون ، بل انهم يعتبرون ذلك جهادا في سبيل الله وخدمة يقدمونها للاسلام والمسلمين ، وواجبا فرضه الله عليهم باعتبارهم خدام للحرمين الشريفين من اجل نشر الدعوة التكفيرية في العالم.

المال السعودي لا يقتصر على  بث الفكر التكفيري  المتطرف في العالم ، بل يتعداه الى تشكيل تنظيمات مسلحة في الدول العربية والاسلامية وحتى الاوروبية وفي امريكا بالذات لمحاربة من لا يؤمنون بالفكرالتكفيري المتطرف  الذي يعتبره الحكام السعوديون و المفتين في السعودية هو الفكر الاسلامي الصحيح الذي من امن به يذهب الى الجنة ومن لا يتبناه سيساق الى جهنم.

واتعجب من قادة البيت الابيض وزعماء البلدان الاوروبية كيف انهم يلوذون بالصمت تجاه التكفيريين  ومن يدعمونهم من الحكام السعوديين في نشر الفكرالتكفيري وما يقوم به تنظيم القاعدة من عمليات ارهابية في البلدان العربية والاسلامية ،  بل  يشجعونهم على بث الافكار المتطرفة اذ ان ذلك  ينفعهم ويساعدهم على تنفيذ سياساتهم في الشرق الاوسط .

انظر الى الموقف السعودي من لبنان لترى كم يصرف السعوديون في لبنان من اموال لدعم المجموعات المسلحة  و التحركات المريبة التي يقوم بها انصارهم  في هذا البلد لاثارة الاضطرابات والمعارك الجانبية في شمال لبنان وبيروت  وهم يعبؤون انصارهم في لبنان من اجل نزع سلاح حزب الله باعتباره كما يسمونه السلاح غير الشرعي .

وقد علّق عضو تكتل "التغيير والإصلاح" في لبنان النائب المسيحي ناجي غاريوس على الرسالة التي وجهها الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الى الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان وحذّر فيها من فتنة في لبنان، وقال: " نحترم رأي الملك السعودي، ولكن نسأله عن المال الذي يتدفق من السعودية الى بعض السياسيين الذين يشترون به السلاح ليوزّعوه على مناصريهم، ألا يساهم ذلك بالحرب السنية – الشيعية في لبنان " .

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، أضاف غاريوس: "على الملك السعودي ان يسأل مَن يصلهم المال من سياسيين وبعضهم مسيحيين عن كيفية صرف هذا المال والى أي جهة يذهب، وتابع: الملك السعودي لا يقصد مَن دفع هذه الأموال لشراء السلاح، بل ربما يدفع لهم بهدف مساعدتهم سياسياً او انتخابياً، وهذا ليس سراً بل معروف لدى كل الناس ولا نستطيع ان نمنع أحداً عن ذلك. إنما إذا كان هدف هؤلاء السياسيين شراء السلاح فعلى الملك السعودي منعهم، لأن ذلك يؤدي الى حرب في لبنان والمنطقة وفتنة سنية شيعية قد تمهّد لحرب تقع بينه وبين جيرانه" .

التدخل السعودي في العراق تفضحه الاخبار والمعلومات التي تنشر هنا وهناك ومفادها ان السعوديين يوزعون ملايين الدولارات على السياسيين في العراق لكي يطيحوا بحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي .

فقد كشف تقرير لراديو " اوستن " الذي يبث من النرويج ، نقلا عن مصادر دبلوماسية غربية ، ان السعودية انجزت خطوات كبيرة من مشروعها السياسي بالتنسيق مع حلفائها القائمة " العراقية " و " الاكراد " بالعمل لاسقاط حكومة نوري المالكي وتفكيك التحالف الوطني العراقي الذي يمثل التجمع الشيعي الوحيد للاحزاب والقوى السياسية المتحالفة في العراق .

واضاف راديو " اوستن " ان السعودية تلقت بارتياح كبير نجاح رئيس منطقة كردستان مسعود برزاني ، وزعيم القائمة " العراقية " اياد علاوي في اقناع زعيم التيار الصدري ، " بان معارضتهما لرئيس الوزراء نوري المالكي لاعلاقة له باجندات خارجية ، وانهما سيتوقفان عن محاولات سحب الثقة اذا وافق المالكي على تفعيل اتفاقية اربيل الاولى ، ومن بينها الموافقة على اعلان تشكيل مجلس السياسات العليا بصلاحيات كاملة كما كا نتفق عليه في تلك الاتفاقية ".

وكشف راديو " اوستن " النرويجي نقلا عن دبلوماسيين غربيين ان السعودية تستخدم في العراق حاليا ، المال السياسي لدعم حلفائها واسقاط غريمها المالكي كما تستخدمه بنجاح في مصر واليمن ، وانها وضعت ميزانية تبلغ نحو 500 مليون دولار لشراء اصوات النواب العراقيين الذين يوقعون على ورقة سحب الثقة من المالكي بمعدل 2 – 3 مليون دولار للنائب الواحد ، وان نسبة غير قليلة من هذا المال تم تحويله الى حسابي اثنين من كبار الشخصيات التي تقود عملية اسقاط المالكي ".

هذه ليست ادعاءات معارضين للنظام السعودي يريدون تشويه سمعته بل جاء من راديو اوستن الذي يبث برامجه من النرويج.

وعلى ذكر التدخل السعودي في مصر واليمن الذي اشار اليه التقرير، فان الدلائل تشير بوضوح الى التدخل السعودي في الشان المصري وصرف مليارات الدولارات لدعم حكومة حسني مبارك قبل الثورة  ودعم المناوئين للثورة بعد الاطاحة به .

التدخل السعودي الفاضح كشفه الشعب المصري والصحافة المصرية وراينا الشعب المصري يخرج في مظاهرات عارمة ويدعو الى اغلاق السفارة السعودية في القاهرة وقد اجبر السعوديون على سحب سفيرهم واغلاق السفارة لفترة من الزمن .حتى ان اخبارا بثتها وسائل اعلام مصرية تفيد بان السعودية اقترحت على العسكر في مصر تسليمها الرئيس المخلوع حسني مبارك مقابل مساعدات بمليارات الدولارات.

اما التدخل السعودي في اليمن فحدث ولا حرج ، فالتدخل السعودي في الشان اليمني اظهر من الشمس ولا ينكره الا معاند وجاهل .السعوديون تدخلوا في اليمن منذ بداية القرن الماضي وحتى قيام  الثورة اليمنية ضد علي عبد الله صالح وهم الذين دبروا الاتفاق الذي سمح لصالح ان يخرج من السلطة ليحل محله مساعده عبد ربه منصور هادي دون ان يسمحوا للشعب اليمني بمحاكمة صالح  الذي حكم اليمن اكثر من ثلاثين عاما بدعم سعودي امريكي .

اما التدخل السعودي في البحرين ، فمعروف للجميع وها هي الدبابات السعودية والقوات السعودية  تتحرك في شوارع المنامة و تقتل وتجرح المواطنين البحرينيين وتعتقل وتسجن المئات منهم دعما لحكام البحرين الذين يحكمون الشعب البحريني بالحديد والناروبمساندة الاسطول الامريكي  . ثورة الشعب البحريني مستمرة منذ اكثر من عام ولم تتمكن القوات السعودية والاسطول الامريكي من اخماد هذه الثورة .

وهناك أدلة وشواهد كثيرة على التدخل السعودي في شؤون دول المنطقة  لبث روح التفرقة العنصرية والمذهبية لا يسع المجال لذكرها هنا ، انظروا الى مئات شبكات وقنوات التلفزة والصحف التي تمولها السعودية لتروا شيوخا تكفيريين متطرفين  بلحاهم الطويلة وغتراتهم البيضاء والحمراء يصعدون المنابر ويهاجمون المسلمين الشيعة ولا هم لهم سوى تكفير هذه الطائفة والنيل منها وتلفيق الاحاديث ضدها وتحذير سائر المسلمين من افكارها ومعتقداتها.

انني ، ارغب ان ارى حكام السعودية وقد بداوا من الداخل السعودي وقدموا خدماتهم الى جميع ابناء المذاهب دون تمييز وصرفوا اموال النفط في سبيل مساعدة الفقراء والمحتاجين في داخل السعودية  أولا وبعدها في البلدان العربية والاسلامية التي تعاني الفقر والامية ، لا ان يصرفوها على الاعلام المضلل الذي يستخدم الفتنة الطائفية سلاحا لتمزيق صفوف الامة الاسلامية ، ان ذلك سيكون انفع لهم ولشعبهم  .

.....................

انتهی/182