وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الجمعة

٢٥ مايو ٢٠١٢

٧:٣٠:٠٠ م
317754

في ذكری استشهاد السيد محمد باقر الحكيم _ 2؛

«الشهيد السيد محمد باقر الحكيم...»

...في يوم الجمعة الاول من رجب 1424هـ استشهد (ره) بأنفجار سيارة مفخخة وضعت قرب سيارته بعد خروجه من الصحن الحيدري الشريف بعد اداء صلاة الجمعة. وادى الحادث الاجرامي الى استشهاد وجرح المئات من المصلين وزوار الامام علي عليه السلام...

وكالة أهل البيت (ع) للأنباء _ ابنا_ ولد آية الله السيد محمد باقر بن السيد محسن الحكيم المرجع الاسلامي الاعلى لشيعة اهل البيت في 20 جمادي الاولى 1358 هـ الموافق لعام 1939م في مدينة النجف الاشرف وسط العراق.

وعائلة آل الحكيم من العوائل العلمية العربية المعروفة في العراق ويرجع نسبها الى الامام الحسن المجتبى بن الامام علي عليهما السلام.

ونشأ في بيت والده المرجع الاعلى للطائفة في زمانه وتلقى علومه العالية في النجف الاشرف على يد كبار الاساتذة المتخصصين في العلوم الاسلامية. ابتدا السيد الحكيم تعلمه للقراءة عند الملة اي (الكتاتيب) في النجف على طريق اهل مدينته في ذاك الزمان. فتعلم فيها القراءة والكتابة.

ثم دخل مرحلة الدراسة الابتدائية في مدرسة منتدى النشر وأنهى الصف الرابع وتركها متوجها نحو الدراسات الحوزوية. لقد انتمى السيد للحوزة العلمية النجفية منذ فترة مبكرة من حياته في سن الثانية عشر من عمره.

وكان أول أساتذته ابن اخته الكبيرة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد سعيد بن السيد محمد علي الحكيم حيث درس عنده قطر الندى وألفية بن عقيل وجزءاً من مغني اللبيب، وحاشية الملا عبد الله وجزءاً من منطق المظفر، والمختصر وجزء من المطول، ومنهاج الصالحين والمعالم. وأنهى دراسة اللمعة الدمشقية سنة 1375 هـ - 1956م.

وفي في تلك السنة دخل مرحلة السطوح العالية، فدرس عند أخيه الاكبر آية الله العظمى وتقي العلماء الذي قال عنه الامام الخميني (ره) اذا نظر الانسان الى وجهه فكأنه ينظر لرجل من اهل الجنة وهو السيد يوسف الحكيم، وابو الشهداء اية الله السيد محمد حسين الحكيم، وآية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر (ره).

وبعد مرحلة السطوح حضر البحث الخارج عند آية الله العظمى السيد ابو القاسم الخوئي (ره) وآية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر (ره)، ونال سنة 1964م درجة الاجتهاد في الفقه واصوله وعلوم القرآن من آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين (ره).

كان السيد محمد باقر الحكيم من اساتذة الحوزة المعروفين ودرس فيها في مرحلة السطوح العالية كفاية الاصول في مسجد الهندي في النجف الاشرف وهو محط طلاب العلم والمعرفة منذ قرون. ومنذ عام 1964م درّس في كلية اصول الدين في بغداد في مادة علوم القرآن.

كما اشترك مع الامام الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (ره) في مراجعة كتابيه (فلسفتنا، واقتصادنا) وقد اشار الامام الشهيد الصدر (ره) الى هذا الموضوع في مقدمة كتاب اقتصادنا فوصفه بـ "العضد المفدى".

وفي ايران وبالرغم من انشغالاته بالتحرك السياسي، فانه اولى الدراسة الحوزوية اهتماماً يتناسب مع حجم انشغالاته الجهادية، فدرس على مستوى البحث الخارج باب القضاء والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وولاية الفقيه، كما ساهم وبصورة مستمرة في المؤتمرات الفكرية والندوات واللقاءات العلمية والثقافية التي تقام في الجمهورية الاسلامية الايرانية، وتناولت بحوثه: التفسير، والفقه، والتاريخ، والاقتصاد، والسياسة، والاجتماع، والفكر الاسلامي.

كان السيد الحكيم من اوائل العاملين والمؤسسين للحركة الاسلامية في العراق، كما كان واخوه الشهيد السيد مهدي الحكيم قطبين اساسيين في مرجعية والدهما الامام الحكيم (ره). وباشر السيد مهمة التحرك في النشاطات الاجتماعية وزيارة المدن واللقاء بالجماهير. فضلا عن دوره الكبير في التبليغ والتوعية، وادارة البعثة الدينية لوالده الامام الحكيم في الحج ولمدة تسع سنوات حيث كان قد اسس هذه البعثة لاول مرة في تاريخ المرجعية الدينية.

كما مثّل والده السيد محسن الحكيم في عدد من النشاطات الدينية والرسمية، ومن امثلة ذلك:

1- مثل والده في المؤتمر الاسلامي المنعقد بمكة المكرمة سنة 1965م.

2- مثل والده في المؤتمر الاسلامي المنعقد بعمّان بعد نكسة حزيران 1967م. وفي فترة تصاعد المواجهة بين السيد الحكيم وبين نظام المستبد في بغداد وخلو الساحة من اغلب المتصدين بسبب السجن والمطاردة لازم السيد محمد باقر الحكيم والده السيد الحكيم وادار اعماله، حتى وفاة المرجع الاعلى في 27 ربيع الآخر سنة 1390هـ. تعرض للاعتقال عدة مرات من قبل نظام المستبد في بغداد ونشير الى التالي:

1- اعتقل اول مرة عام 1972م، ثم اطلق سراحه.

2- اعتقل في عام 1977 مرة ثانية بسبب دوره في انتفاضة صفر، وحكم بالسجن المؤبد من دون تقديمه للمحاكمة، وتم اطلاق سراحه في "عفو عام" في 17 تموز 1978م، لكنه منع من السفر ووضع تحت المراقبة السرّية. هاجر من العراق بعد استشهاد آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر (ره) في اوائل شهر نيسان عام 1980م، وذلك في تموز من السنة نفسها.

ومنذ اول هجرته من العراق سعى سماحته لتصعيد العمل الجهادي الشامل ضد نظام الطاغية صدام وقد قام بخطوات كبيرة في هذا المجال، اسفرت عن تأسيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق.

وانتخب ناطقا رسميا له. في عام 1986م انتخب رئيسا للمجلس الاعلى واستمر بهذا المنصب لحين شهادته سنة 2003.

اهتم سماحته بتصعيد الروح القتالية لدى العراقيين المظلومين، فأسس في بداية الثمانينات التعبئة الجهادية للعراقيين وتشكلت نواة خيرة من المقاتلين ثم تطورت حتى صارت فيلقاً يعرف اليوم بأسم فيلق "بدر".

عاد السيد الى العراق في 10/5/2003 ووصل لمدينة النجف الاشرف يوم 12/5/2003 واستقر بها.

وفي يوم الجمعة الاول من رجب 1424هـ استشهد (ره) بأنفجار سيارة مفخخة وضعت قرب سيارته بعد خروجه من الصحن الحيدري الشريف بعد اداء صلاة الجمعة. وادى الحادث الاجرامي الى استشهاد وجرح المئات من المصلين وزوار الامام علي عليه السلام.

 السيد الحكيم رمز من الرموز الكبير في التاريخ السياسي العراقي المعاصر وعلم من اعلام الحركة الاسلامية العراقية منذ الخمسينيات لحين شهادته.

وهو فقيه مجتهد من فقهاء مدرسة اهل البيت عليهم السلام. ومدرس لعلوم القران ومن كبار اساتذة علم اصول الفقه.

العلاقة بين الشهيد السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد باقر الحكيم

كانت العلاقة بين السيد الصدر والسيد الحكيم متميزة بكل ابعادها لذلك وصفه الشهيد الصدر بـ "العضد المفدى". والرسائل بين السيد ابو جعفر الصدر الاول والسيد ابو صادق السيد الحكيم تطفح بايات المحبة والاحترام والتقدير.

العقلاقة بين الامام السيد روح الله الموسوي الخميني والسيد محمد باقر الحكيم

من الامور المحسوسة الملموسة لي هي قرب السيد الحكيم للامام الخميني (ره) وصلته المستمرة به. وصفه الامام الخميني بـ "الابن الشجاع للإسلام" تقديراً منه لمواقفه المعارضة للنظام الصدامي وصبره واستقامته تجاه النوائب والمصائب التي نزلت به جراء تصديه للنظام، ومنها اعدام خمسة من اخوته وسبعة من أبناء اخوته وعدد كبير من أبناء اسرته في حقبة الثمانينات من القرن العشرين.

وفي زيارة اعضاء المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في بداية الدورة الثالثة كنا بمعية السيد الحكيم رضوان الله عليه وكان عددنا يومها بحدود خمسة عشر وهو الذي عرفنا للامام الخميني فردا فردا. والقى بنا الامام الخميني بتلك الزيارة كلمة رائعة كأنها من كلام الاولياء والعارفين. وختمها قائلا حسب ما اتذكر لو قدر لكم الوصول للعراق واقمتم به دولة يرضاها الشعب العراقي فارجو ان تسمحوا لي بزيارة العراق وزيارة جدي الحسين عليه السلام.

بيان سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني بمناسبة استشهاد السيد  محمد باقر الحكيم

بسم الله الرحمن الرحيم

إنا لله وإنا إليه راجعون

لقد امتدت الأيادي الآثمة مرة أخرى لترتكب جريمة مخزية استهدفت في جوار الروضة العلوية المقدسة سماحة آية الله السيد محمد باقر الحكيم طاب ثراه حيث أدى حادث التفجير المروّع إلى استشهاد وسماحته وسقوط مئات الابرياء الآخرين بين شهيد وجريح وحدوث اضرار واسعة في المشهد المقدس والممتلكات المجاورة.

ان هذه الجريمة الوحشية والجرائم التي سبقتها في النجف الأشرف وسائر مناطق العراق يقف من ورائها من لا يريدون اعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد الجريح ويسعون في زرع بذور الفتنة والشقاق صفاً واحداً دون تحقيق مآرب الأعداء وسيتجاوز محنته الراهنة باذن الله تعالى.

ونحن إذ نستنكر هذه الأعمال البشعة نحمّل قوات الاحتلال مسؤولية ما يشهده العراق من انفلات في الأمن وتزايد في العمليات الاجرامية ويدعو مرة أخرى إلى تعزيز القوات الوطنية العراقية ودعمها وتمكينها من توفير الأمن والاستقرار.

اننا نتقدم وبخالص العزاء والمواساة إلى ذوي الشهيد الكبير السيد الحكيم رضوان الله عليه وذوي سائر الشهداء الكرام سائلين الله تعالى ان يسكنهم فسيح جنانه ويحشرهم مع أوليائهم محمد وآله الطاهرين ويمن على المصابين والجرحى بالشفاء العاجل أنه سميع مجيب ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم. ۲/ رجب/۱٤۲٤مكتب السيد السيستاني / النجف الأشرف

بيان قائد الثورة الإسلامية في ايران الإمام السيد علي الخامنئي بمناسبة استشهاد السيد  محمد باقر الحكيم

 

بسم‎‎ الله‎ الرحمن‎ الرحـيـم

إنا لله‎‎ و إنا إليه راجعون

قـامـت‎ الأيادي الآثمـة‎‎ و العميلة للاستكبار العالمي‎ بفاجعـة‎‎‎‎ عظيمـة و خطفت‎ شخصيه فذّه من‎ الشـعـب‎ العراقي‎ كانت‎ تُشكّل‎ حصناً منيعاً أمام قوات‎‎ِ الاحتلال‎ و هدت كيانه‎.

لقد استشهد اليوم‎ آية‎‎ الله السيـد محـمـد باقر الحكيم‎‎ إلى جوار الحرم الطاهر لمولى الموحدين‎‎ والمتقين عليه‎‎ آلاف‎ الـتحـيـة و ال