وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الثلاثاء

٢٢ مايو ٢٠١٢

٧:٣٠:٠٠ م
317049

نهنئكم بقدوم شهر رجب المرجب؛

فضائل و أعمال شهر رجب

روي عن النبي (ص): ألا إنَّ رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر امّتي. فمن صام يوماً من رجب ايماناً واحتساباً استوجب رضوان الله الاكبر واسكنَ الفردوس الأعلى.

ابنا: كلمة رجب جاءت من الرجوب بمعنى التعظيم وفيه حدثت معجزة "الاسراء والمعراج" وأيضا كان يطلق عليه رجب "مضر" لأن قبيلة مضر كانت لا تغيره بل توقعه في وقته بخلاف باقي العرب الذين كانوا يغيّرون ويبدلون في الشهور بحسب حالة الحرب عندهم وهو النسيء المذكور في قوله تعالى : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِه الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّه) سورة التوبة:37. وقيل أن سبب نسبته إلى مضر أنها كانت تزيد في تعظيمه واحترامه فنسب إليهم لذلك. رجب هو الشهر السابع من السنة القمرية أو التقويم الهجري. وهذا الشهر من الأشهر الحرم وهو شهر كريم ويدعى بالشهر الأصب وذلك لأن الرحمة الإلهية تصب على عباده صبا ً، ويستحب فيه الصيام والقيام بالأعمال العبادية وسمي بذلك لإن العرب كانت ترجبه فتترك فيه القتال أي تتركه تعظيما ومهابة له.

فضائل شهر رجب المرجب

• قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ألاَ إنّ رجب شهر الله الأصمّ، وهو شهر عظيم؛ وإنّما سُمّي الأصمَّ لأنّه لا يقارنه شهر من الشهور حرمةً وفضلاً عند الله تبارك وتعالى. وكان أهلُ الجاهليّة يعظّمونه في جاهليّتها، فلمّا جاء الإسلام لم يَزدَد إلاّ تعظيماً وفضلاً (1).

إنّ هذا الشهر ـ أيُّها الأصدقاء ـ في موقع عظيم من الشرف، ومن أسباب شرفه أنّه: من الأشهُر الحُرُم، وأنّه من مواسم الدعاء.

كان هذا الشهر معروفاً في أيّام الجاهليّة، ينتظره الناس لحوائجهم. وفي الإسلام أصبح معروفاً بأنّه شهر أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام، كما أنّ شهر شعبان هو شهر رسول الله محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنّ شهر رمضان هو شهر الله جَلّ جلاله.

• عن النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: إنّ الله تبارك وتعالى اختار من الكلام أربعة، ومن الملائكة أربعة، ومن الأنبياء أربعة، ومن الصادقين [ الصدّيقين ] أربعة، ومن الشهداء أربعة، ومن النساء أربعاً، ومن الأيّام أربعاً، ومن البِقاع أربعاً...

وأمّا خيرته من الأنبياء، فاختار: إبراهيمَ خليلاً، وموسى كليماً، وعيسى رُوحاً، ومحمّداً حبيباً. وأمّا خيرته من الصدّيقين: فيوسفُ الصدّيق، وحبيب النجّار، [ وحِزبيل مؤمن آل فرعون ]، وعليّ بن أبي طالب. وأمّا خيرته من الشهداء: فيحيى بن زكريا، وجِرجِيس النبيّ، وحمزة بن عبدالمطّلب، وجعفر الطيّار. وأمّا خيرته من النساء: فمريم بنت عمران، وآسية بنت مُزاحم امرأة فرعون، وفاطمة الزهراء، وخديجة بنت خُوَيلد. وأمّا خيرته من الشهور: فرَجَب، وذو القعدة، وذو الحجّة، والمحرّم.. وهي الأربع الحُرُم (2)..

ومن حيث الشرف، تبلغ الأشهر الثلاثة: رجب وشعبان وشهر رمضان، الغاية القصوى في ذلك، حتّى ورد في فضائلها كثير من الأحاديث الشريفة التي تحثّ على النهوض بأعمالها.. من ذلك ما جاء في شهر رجب:

• عن الإمام أبي الحسن عليه السّلام، قال: رجبٌ شهرٌ في الجنّة، أشدُّ بَياضاً من اللبن وأحلى من العسل، مَن صام يوماً من رجب سقاهُ اللهُ عزّوجلّ من ذلك النهر (3).

ومن مُراقَبات المؤمن لهذا الشهر أن يرى في آثار الأخبار ولآلئها: أنّ الليلة الأولى منه هي إحدى الليالي الأربع التي يتأكدّ إحياؤها بالعبادات. وأنّ يوم النصف منه هو من أحبّ الأيّام إلى الله تعالى، وأنّ شهر رجب هو موسم عمل الاستفتاح، يكون مقدّمة ناهضة لأداء عبادات شهر رمضان المبارك. أمّا السابع والعشرون من رجب فهو يوم مبعث النبيّ صلّى الله عليه وآله، وهو يوم ظهور الرحمة ظهوراً لم يُرَ مِثْله، وهو أشرف الأيّام معنويّة وقَدْراً.

ومن مهمّات هذا الشهر الأصبّ، الذي تُصَبّ فيه الرحمة الإلهيّة على العباد صبّاً، أنّه يُذكّر ـ من أوّله إلى آخره ـ بحديث الملَك الداعي، على ما روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله من أنّ الله تعالى نَصَب في السماء السابعة مَلَكاً يُقال له « الداعي ».. فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملَكُ كلّ ليلة منه إلى الصباح:

طُوبى للذاكرين، طوبى للطائعين. يقول الله تعالى: أنا جليسُ مَن جالَسَني، ومطيعُ مَن أطاعني، وغافرُ مَن استَغفَرَني. الشهر شهري، والعبد عبدي، والرحمة رحمتي، فمَن دعاني في هذا الشهر أجَبتُه، ومن سألني أعطيتُه، ومن استهداني هَدَيتُه، وجعلت هذا الشهر حبلاً بيني وبين عبادي، فمن اعتصم به وصَلَ إليّ.

ذكريات شهر رجب

لقد حفل هذا الشهر المبارك بجملة من المناسبات الإسلامية نذكر لكم قسماً منها:

اليوم الأوّل: ولادة الإمام محمّد الباقر سلام الله عليه عام 57 هجرية، وركوب النبي نوح عليه السلام السفينة مع من آمن به وقد أمرهم عليه السلام أن يصوموا ذلك اليوم.

اليوم الثالث: استشهاد الإمام علي الهادي سلام الله عليه عام 254 هجرية.

اليوم الثامن: وفاة الشيخ الحرّ العاملي قدّس سرّه صاحب المؤلَّف الشهير (وسائل الشيعة) عام 1033 هجرية.

اليوم التاسع: ولادة علي الأصغر ابن الإمام الحسين سلام الله عليه، عام 60 هجرية.

اليوم العاشر: ولادة الإمام محمّد الجواد سلام الله عليه، 195هجرية.

اليوم الثاني عشر: انشقاق جدار الكعبة لمولاتنا فاطمة بنت أسد على وليدها وعليها السلام ودخولها في الكعبة.

اليوم الثالث عشر: ولادة مولى الموحّدين وأمير المؤمنين وليد الكعبة الشريفة الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهما، عام 23 قبل الهجرة.

اليوم الخامس عشر: وفاة عقيلة الهاشميين سيّدتنا الحوراء زينب الكبرى سلام الله عليها ، عام 62هجرية.

اليوم السادس عشر: رجوع الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه من حرب الجمل إلى الكوفة، عام 36 هجرية.

اليوم الثامن عشر: وفاة إبراهيم ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله، عام 10هجرية.

اليوم الثالث والعشرون: طعن فيه الإمام الحسن المجتبى سلام الله عليه في فخذه بساباط المدائن.

اليوم الرابع والعشرون: فتح خيبر على يد الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه بقلعة باب القموص وقتل مرحب، عام 8هجرية.

اليوم الخامس والعشرون: استشهاد مولانا الإمام موسى الكاظم سلام الله عليه، عام183هجرية.

اليوم السادس والعشرون: وفاة عمّ الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وأبو الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه سيّدنا أبي طالب سلام الله عليه، عام 3قبل الهجرة.

اليوم السابع والعشرون: مبعث نبي الرحمة سيّدنا ومولانا الرسول الأعظم محمّد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وآله، عام 13قبل الهجرة.

اليوم الثامن والعشرون: خروج الإمام الحسين سلام الله عليه من المدينة المنوّرة إلى مكّة المشرّفة، عام 60هجرية.

ختاماً: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفّقنا وإيّاكم للعمل الصالح، والمبرّات، والخيرات، وطاعته عزّوجلّ في هذا الشهر العظيم، متمنّين للجميع التوفيق والخير بحقّ محمّد وآله الطاهرين.

أعمال شهر رجب

الاوّل : أن يدعو في كلّ يوم من رجب بهذا الدّعاء الذي روى انّ الامام زين العابدين صلوات الله وسلامه عليه دعا به في الحجر في غرّة رجب :

يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السّائِلينَ، ويَعْلَمُ ضَميرَ الصّامِتينَ، لِكُلِّ مَسْأَلَة مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتيدٌ، اَللّـهُمَّ وَ مَوعيدُكَ، الصّادِقَةُ، واَيديكَ الفاضِلَةُ، ورَحْمَتُكَ الواسِعَةُ، فأسْألُكَ اَنْ تٌصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد واَنْ تَقْضِيَ حَوائِجي لِلدُّنْيا وَالاَْخِرَةِ، اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْيء قَديرٌ .

الثّاني : أن يدعو بهذا الدّعاء الّذي كان يدعو به الصّادق (عليه السلام) في كلّ يوم من رجَبَ :

خابَ الوافِدُونَ عَلى غَيْرِكَ، وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إِلاّ لَكَ، وَضاعَ المُلِّمُونَ إِلاّ بِكَ، وَاَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ إِلاّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ، بابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرّاغِبينَ، وَخَيْرُكَ مَبْذُولٌ لِلطّالِبينَ وَفَضْلُكَ مُباحٌ لِلسّائِلينَ، وَنَيْلُكَ مُتاحٌ لِلامِلينَ، وَرِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاكَ، وَحِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ ناواكَ، عادَتُكَ الاِْحْسانُ اِلَى الْمُسيئينَ، وَسَبيلُكَ الاِبْقاءُ عَلَى الْمُعْتَدينَ، ُاَللّـهُمَّ فَاهْدِني هُدَى الْمُهْتَدينَ، وَارْزُقْني اجْتِهادَ الُْمجْتَهِدينَ، وَلا تَجْعَلْني مِنَ الْغافِلينَ الْمُبْعَدينَ، واغْفِرْ لي يَوْمَ الدّينِ .

الثالث : قال الشّيخ في المصباح : روى المُعلّى بن خنيس عن الصادق (عليه السلام) انّه قال : قُل في رجب :

اَللّـهُمَّ اِنّي اَساَلُكَ صَبْرَ الشّاكِرينَ لَكَ، وَعَمَلَ الْخائِفينَ مِنْك، وَيَقينَ الْعابِدينَ لَكَ، اَللّـهُمَّ اَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظيمُ، وَاَنَا عَبْدُكَ الْبائِسُ الْفَقيرُ، اَنْتَ الْغَنِيُّ الْحَميدُ، وَاَنَا الْعَبْدُ الذَّليل، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاْمْنُنْ بِغِناكَ عَلى فَقْري، وَبِحِلْمِكَ عَلى جَهْلي، وَبِقُوَّتِكَ عَلى ضَعْفي، يا قَوِيُّ يا عَزيزُ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ الاْوصياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِني ما اَهَمَّني مِنْ اَمْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .

أقول : هذا دُعاء رواه السّيّد أيضاً في الاقبال، ويظهر من تِلك الرّواية انّ هذا الدعاء هو أجمع الدَّعوات ويصلح لان يدعى به في كل الاوقات .

الرابع : قالَ الشيخ أيضاً: يستحبّ اَنْ يدعو بهذا الّدعاء في كلّ يَوْم :

اَللّـهُمَّ يا ذَا الْمِنَنِ السّابِغَةِ، وَالاْلاءِ الْوازِعَةِ، والرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ، وَالْقُدْرَةِ الْجامِعَةِ، وَالنِّعَمِ الْجَسْيمَةِ، وَالْمَواهِبِ الْعَظيمَةِ، وَالاَْيادِي الْجَميلَةِ، والْعَطايَا الْجَزيلَةِ، يا مَنْ لا