ابنا : واقيم هذا البرنامج بجوار مرقد سعدي في مدينة شيراز الايرانية برعاية مركز دراسات سعدي وبالتعاون مع رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية ومؤسسة فارس للتراث الثقافي.
وخلال البرنامج القى كل من كوروش كمالي سروستاني مدير مركز دراسات سعدي والدكتور منصور رستكار فسائي استاذ اللغة والادب الفارسي بالجامعات الاجنبية والدكتور محمد نور الدين عبد المالك استاذ جامعة الازهر والدكتور طلعت محمد اسماعيل ابو فرحة وعدد من الاكاديميين المصريين كلمات حول اوجه الشبه الثقافي بين البلدين ومكانة سعدي الشيرازي لدى اصحاب الادب والثقافة بمصر.
واشار مدير مركز دراسات سعدي الى مقطع لبيت شعر من سعدي جاء فيه على ذكر مصر وقال ان البلدين العريقين والكبيرين ايران ومصر كانت تربطهما اواصر تاريخية وثقافية وفنية قيمة منذ ايران ومصر القديمتين والى عصرنا هذا.
وقال كمالي سروستاني ان الحوزات العلمية في ايران والمراكز الدينية والجامعية في مصر لاسيما الازهر تعد من اهم المراكز العلمية- الدينية في العالم الاسلامي. ان اللغة العربية تعتبر بالنسبة للايرانيين لغة الدين والقرآن الكريم وهي اللغة الثانية لهم كما ان اللغة الفارسية تعد بالنسبة للمصريين رمزا وكنزا للمعرفة والشعر والقصة والملحمة والعشق. ان المفردات والامثال السائدة الان في لغة المصريين اليوم مؤشر على الترابط الثقافي بين هذين البلدين.
واشار الى تاريخ تعليم اللغة الفارسية في مصر وقال انه اكثر من 200 استاذ يدرسون اللغة الفارسية الان في الجامعات المصرية المختلفة بما فيها الازهر والمنوفية والقاهرة والمنصورة وسوهاج وحلوان والاسكندرية. وقال هذا المتخصص في دراسات سعدي ان احد الشعراء المعروفين لدى اصحاب الادب والثقافة بمصر هو سعدي الشيرازي وان العديد من اعماله لاسيما كلستان وبوستان ترجمت الى اللغة العربية. ان سعدي كان مجددا للغة الفارسية في عصره، وكان نثره لا مثيل له وشعره فريد من نوعه، وان موقعه في اللغة والادب الفارسي بشكل يمكن تقسيم الادب الفارسي الى ما قبل وما بعد سعدي.
واعتبر كمالي سروستاني مصر بأنها اكثر المفردات الجغرافية تكررا في اعمال سعدي وقال ان سعدي استخدم كلمة مصر 42 مرة بتركيبات مختلفة، وان هذا التكرر ليس اكثر من تكرر مفردتي الهند بنسبه 15 مرة و الصين 23 مرة ودمشق وبغداد فحسب بل انها اكثر تكررا حتى من كلمة شيراز التي ذكرها لـ 38 مرة فقط. ان سعدي يقارن في بيت بين شيراز ومصر ويقول: ان كل بضاعة تتحصل من معدن/ السكر من مصر وسعدي من شيراز.
واضاف ان اكثر التكرار لكلمة مصر ورد في كلستان وغزليات وبوستان والقصائد على التوالي؛ (سكر النبات المصري)، (السكر المصري)، (التاجر المصري)، (القصب المصري)، (عزيز مصر)، (سيدة مصر)، (قافلة مصر)، (الذهب المصري)، (تراب مصر)، (فتيات مصر) هي بعض التركيبات التي جاء على ذكرها سعدي في كتبه.
وتابع مدير مركز دراسات سعدي ان سعدي تطرق مرارا الى قصة يوسف النبي(ع) وحكام ذلك الزمان. كما ان السكر المصري له حلاوته الخاصة لدى سعدي، بحيث انه يقيس كلامه في مستهل كتابه (بوستان) به. ان احدى الشخصيات المصرية التي يكن سعدي لها الاحترام هو عارف القرن الثالث للهجرة، ذو النون المصري الذي روى عنه عدة حكايات في كلستان وبوستان.
واعرب كمالي سروستاني عن تمنياته بأن يتم من خلال التواصل بين رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية ومركز دراسات سعدي واقسام اللغة الفارسية بالجامعات المصرية، دراسة اعمال واثر سعدي في هذا المجال.
انتهى/114