وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : العالم
الأحد

٦ مايو ٢٠١٢

٧:٣٠:٠٠ م
313436

الانتخابات السورية.. الاختبار - التحدي والدلالات؟

عندما انطلقت المؤامرة - العدوان على سورية راهن المخطط على امرين اساسيين داخلياً: الاول تمثل في ظنه لقدرته على التأثير على الشعب السوري واخراجه بتأثير غوغاء الاعلام وتلفيقه، ودفعه الى الشارع مسيرا بقيادة خفية تعمل عبر الحدود فينفذ ما يملى عليه، والثاني كان تصوره لقدرته على تحييد القوات المسلحة ان لم يكن شقها وشرذمتها، وهو رهان يضاف الى اطمئنانه الى دور ادوات الخارج من مال واعلام وحكومات ومنظمات ، طمأنينة تامة للدور الذي ستلعبه ضد سورية، طالما ان القيمين عليها (الدول والمنظمات العربية والاسلامية) هم ادوات صنعتها المنظومة الغربية وتحكمت بالسيطرة عليها لتؤمن لها حراسة مصالحها في الشرق ضد شعوبه.‏

ابنا: لدى التنفيذ لم تخيب الادوات خارج سورية ظن المخطط للمؤامرة - العدوان، وقامت باكثر مما هومطلوب منها حتى انها فاجأت ب «شراستها العدوانية» للعمل ضد سورية من كلفها بالمهام اصلاً، لكن المفاجأة الاكبر والتي اذهلت المخطط كانت من الداخل السوري حيث ان الشعب ورغم قناعته بوجوب الاصلاح والتطوير وتطهير البلاد من الفساد، استطاع ان يميز بين الدعوة الى لاصلاح التي يؤيدها ويريدها، وبين ادعاء الحرية والكرامة والدعوة الى الفوضى وتدمير سورية واجهاض قدراتها، فالتزم الاولى واصر عليها وارتاح لاطلاق رئيس الدولة حركة اصلاح النظام وتمسك بها ودعمها، وفي الوقت نفسه رفض الغوغاء ورفض تدمير بلاده بيد اي كان ومهما كانت غايته ولذلك امتنع عن الاستجابة لدعوات مخططي المؤامرة -العدوان، وامتنع عن ملء الساحات ب الجماهيرالمليونية كما كان يتوخى المخطط المعتدي، وتصرف بوعي ويقظة وخذل المخطط المنظم للعدوان على سورية، عندها رد المخطط بوحشية بشعة ليعاقب الشعب السوري عبر عمليات ارهابية زعزعت الامن في اكثر من منطقة، واهدرت الدماء الزكية لمدنيين عزل ابرياء، وطالت باجرامها رجال الامن والجيش الذين تصدوا للعدوان دفاعا عن وطنهم.‏

وكما ان الشعب خذل المعتدين بوعيه، فان الجيش والقوات المسلحة وقوات حفظ النظام السورية خذلتهم بمناقبيتها وتمسكها بوحدتها وانضباطيتها وبشجاعتها و تفانيها بالقيام بالواجب بصرف النظر عن الاثمان والتضحيات، ولم تنفع تلفيقات اطلقها المعتدي على سورية من قبيل اختلاق ما اسماه جيش حر او قوله ب الشعب الاعزل الذي يتعرض للقتل او ادعاؤه تعاظم الانشقاقات في صفوف القوات المسلحة كل ذلك لم ينفع في اخفاء الحقيقة التي استثبتها المعتدي بنفسه اولاً فخرج الاميركي يقول وبوضوح كلي اذهلنا الجيش السوري بوحدته وانضباطه ثم اكدها استطلاع رأي جرى تلواستطلاع بان الجيش لن يخسر وحدته كما ان الشعب لن يفقد وعيه ويقظته مهما كان حجم الضغط عليه، والنتيجة كانت ان الرهانين على الداخل السوري فشلا فشلا ذريعا واستمرت سورية صامدة بوجه العدوان تكذب خطط المعتدي وتوقعاته.‏

واليوم توضع سورية امام اختبار جديد، انه اختبار التحدي في الانتخابات النيابية، ويأتي رهان المتآمرين بصورة جديدة مركبة فيها القول بان الانتحابات لن تجري والقول بان الشعب لن يستجب للدعوة، وهم يلقون بثقلهم ضده في العمليات الارهابية التي تتصاعد كلما اقترب موعدالانتخابات .نعم اننا نقول انه اختبار تحدٍ لان اجراء الانتخابات في الظروف العادية يتطلب الكثير من الامكانات فضلا عن البيئة الملائمة لاجرائها، اما اجراء الانتخابات في مثل هذه الظروف غير الطبيعية التي تمر بها سورية فانه يشكل مخاطرة تضع الشعب والدولة وقواتها المسلحة امام التحدي الكبير والاختيار القاسي ، ويجعل الخارج ينتظر نتائج العملية التي سيشكك المعتدي بها ويرفض نتائجها كيفما كانت لان نجاحها سيؤكد فشله وهو لن يقبل باعلان الفشل اليوم، لكن النتائج الموضوعية هي التي سيعول عليها الصديق اولاً وسيكره على قبولها الخصم والعدو لاحقاً حتى ولولم يعلنا ذلك.‏

ان سورية اليوم مدعوة لخوض اول انتخابات بعد تعديل الدستور وعلى اساس التعددية الحزبية، وهي تخوض الانتخابات في ظل محاولات مستميتة من قبل منظومة العدوان عليها لاشاعة الفوضى والارهاب وافساد البيئة لامنية من اجل افشال الانتخابات ومنعها،انتخابات تخوضها مع وجود مراقبين دوليين للمرة الاولى في تاريخها وبهذا الشكل، ورغم كل ذلك اصرت الدولة على الانتخابات نظرا لرهانها على الشعب الذي اكد وعيه ووطنيته ووحدته في اكثر من مرة ومحطة خلال الاشهر ال 14 الماضية من عمر المؤامرة -العدوان.‏

فبالنسبة للدولة نرى ان اصرارها على الانتخابات ما كان ليكون لولا ثقتها بنفسها واصرارها على السير قدما بالعملية الاصلاحية وبالحل السياسي للازمة القائمة، كما انه ما كان ممكنا لولم تكن الدولة واثقة بوعي الشعب ووقوفه خلف قيادته والسير معها لانقاذ الوطن من محنته، وهي ارادت ان يقرر الشعب ويختار ممثليه، ثم يأتي هؤلاء ويقررون ما يكون فيه مصلحة للوطن والدولة.‏

اما النسبة للقوات المسلحة وقوات حفظ النظام، فان الانتخابات ستكون فرصة اخرى لها لاثبات مناقبيتها وانضباطيتها واحترافها في حفظ امن الوطن، المهمة التي حققت فيها الكثير من النجاحات رغم بعض العثرات، ولكنها تستطيع بما تملكه من قدرات وما اكتسبته من خبرات وما لديها من حس وشعور بالمسؤولية ان تضمن انتاج بيئة ملائمة للانتخابات الناجحة والمريحة للشعب.‏

ويبقى امر الانتخابات – التحدي للشعب، حيث يمكن ان تكون هذه الانتخابات فرصة جديدة له، ليؤكد تمسكه بوطنه الموحد وتمسكه بحقه في القرار، وتمسكه بالاصلاح الذي ينشد، لان توجه الشعب الى صناديق الاقتراع سيعتبر في هذه الظروف عملا وطنيا يقول للمتآمر ان الشعب لك بالمرصاد، قول يسقط المحاولات الخارجية التي تصر على تنصيب حكام على الشعب السوري وتعيين ممثلين عنه واقامة مجلس حكم او حكومات انتقالية تفرض على الشعب السوري من غير ارادته اواختياره ... ان استجابة الشعب السوري اليوم للعملية الانتخابية يعتبر تحدياً للارهاب واستعداداً للتضحية من اجل الوطن في مواجهة هذا الارهاب، وسيشكل حجرا ترمى به نار الفتنة وخطة المؤامرة على سورية.‏

...................

انتهی/182