وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الأربعاء

٢٥ أبريل ٢٠١٢

٧:٣٠:٠٠ م
311151

البيان الهام لسماحة الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلی ملتقی علماء تركيا

بعث سماحة الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) الشيخ "محمد حسن أختري" نداءً إلی ملتقی علماء تركيا الذي إنعقد تحت عنوان "الوحدة الإسلامية" في إسطنبول. وتناول سماحته في هذا النداء تاريخ حدوث الفرقة في أوساط الأمة الإسلامية. مذكراً بخيانة القادة العرب وزعماء الوهابية والقوميين الذين ساهموا في زوال الخلافة العثمانية. معتبراً الإمام الخميني (ره) الرجل الذي أحيی النظرية الإسلامية.

 وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء _ ابنا_ بعث سماحة الأمين العام للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) الشيخ "محمد حسن أختري" نداءً إلی ملتقی علماء تركيا الذي إنعقد تحت عنوان "الوحدة الإسلامية" في إسطنبول.

وتناول سماحته في هذا النداء تاريخ حدوث الفرقة في أوساط الأمة الإسلامية. مذكراً بخيانة القادة العرب وزعماء الوهابية والقوميين الذين ساهموا في زوال الخلافة العثمانية. معتبراً الإمام الخميني (ره) الرجل الذي أحيی النظرية الإسلامية. وإلیكم نص الخطاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

وإعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا (صدق الله العلي العظيم)

الصلاة والسلام علی أنبياء الله العظام وبالأخص آخر الرسل الكرام محمد المصطفی وآل بيته الأطهار وأصحابه المنتجبين.

الرئيس المحترم! إخوتي وأخواتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أقدم جزيل شكري لكم لمشاركتكم في هذا الملتقی المهم. وأعتذر لعدم توفر الفرصة لمشاركتي شخصياً إياكم في هذا الملتقی.

في بداية كلامي أود أن أقدم لكم أسمى آيات التبريك بمناسبة ميلاد النبي الأكرم محمد (ص)، كما أبارك ميلاد أحد أحفاده الكرماء الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع)، الذي عرف بين المسلمين الشيعة منهم والسنة بـ "صادق آل محمد" والذي ولد في نفس هذه الإيام المباركة. سائلاً المولی القدير أن يوفقنا للسير على خطاه.

السادة والسيدات الكرام!

ينعقد هذا المؤتمر في بلد شهد حادثتين في التاريخ الإسلامي، إحداهما عذبة والأخری مرة والحادثة الأولی هي تحول هذا البلد إلی عاصمة الأكبر حكومة إسلامية منسجمة انذاك؛ والحادثة المُرة هي أن هذا البلد كان قد شهد تمزق الأرض الإسلامية، وإيجاد حدود استعمارية وتفرقة الأمة بعد الحرب العالمية الأولی.

هل سألنا أنفسنا لماذا تحول البلد الذي إستطاع أن يدمر الغزاة  الصلبيين ولمرات عديدة إلی وجود منخور حتی اطلق علیه البعض "رجل أوروبا المريض" وتحولت أجزاءه الی مستعمرات أغتصبتها البلدان الأروبية  التي استطاعت أن تؤسس لوجود سرطاني في إحدی الأجزاء المقدسة لذلك البلد؟

إن البحث عن ضعف وانحطاط العثمانيين بحاجة _كما هو معلوم_ إلی دراسات جامعية عميقة الا أننا لو أردنا أن نذكر وبجملة مختصرة علة العلل لجميع الدلائل علی سقوط الحكومة العثمانية وكذا الحكومات الإسلامية التي جائت قبل هذه الحكومة فذلك بسبب تفرق الأمة والإبتعاد عن أمر الله تعالی ورسوله (ص).

إن التفرقة التي حدثت بين إبناء الأمة وإستبداد السلاطين انذاك كانا السبب في عدم تعبئة الناس للقتال مع الدولة العثمانية يوم كانت بأمس الحاجة لمشاركتهم في صفوفها أثناء الحرب العالمية الأولی سنة 1914 م. وأن من جملة من عمل علی أذكاء الفتنة انذاك رؤساء نجد والحجاز الذين كانوا يتفاوضون مع أنجلترا حيث كان "ملك ماهون" يعدهم بوعود كاذبة أو قادة الوهابية الذين حرموا الدفاع عن الخليفة  العثماني، بل وكفروا كل من أراد مد يد المساعدة للخلافة العثمانية ودعمها فتاريخ الوهابية علماء كانوا أو أمراء حافل بخيانة هذه الطائفة وزعزعتها لمبادئ الوحدة الإسلامية فأفكار هذا الفرقة ومبتنياتهم لم تكن تجيز دعم العثمانيين وحسب بل كان الوهابيون يعتبرون الإرتباط بالإمبراطورية العثمانية والإنتهاء اليها كفراً يستوجب القتل!

كما ولعب القوميون دوراً كبيراً في بث الفرقة بين أبناء الأمة. وكان ظهورهم في العصور الحديثة علی شكلين القومية الداعية إلی التجزئة والقومية الداعية إلی الوحدة والمؤسف هنا هو أن القومية التي عمت العالم الإسلامي كانت من النوع الثاني واستطاعت الإستبداد بتأثير المستعمرين في البلاد الإسلامية مع أنطلاق ظاهرة الصهيونية. وكانت باكورة الدعوات القومية بين المسلمين في القرن التاسع عشر في مصر ومن ثم في سوريا وتركيا وبعد ذلك في إيران والحجاز. ووفقاً لهذة الفكرة فقد طرحت مسائل من قبيل الأمة، منافع الأمة، والوحدة الوطنية كافضل سبيل للأجابة علی ضعف وإنحطاط المجتمعات القائمة. غافلين عن أن ما جاء به الإسلام وما اسس له النبي الأكرم (ص) ليس هو "القومية والعرق" بل "الإيمان والعمل".

لقد استطاع الغربيون وعبر إيجاد الفرقة بين المسلمين وإنهيار آخر الخلافات الإسلامية سنة 1923م. ومن خلال اتفاقيات سرية من تقسيم إراضي شاسعة _في البلدان العربية، والأفريقية، واسيا الصغری، وكردستان، والبلقان وأروبا. وقد عملت هذه الدول علی ايجاد حدود قومية استعمارية ساهمت في عزل المسلمين بعضهم عن البعض وهيمنة رؤساء وحكام معينين في البلدان المستحدثة.

وكان نتيجة ذلك أن تأسست بلدان اتسمت كما اشار الی ذلك سماحة الإمام الخامنئي، قائد الثورة الإسلامية.

بما يلي:_ضعيفة_معادية لبعضها البعض؛_يحكمها زعماء سلطوا علی رقابها واتصفوا بالتبيعة للغرب ويحكمها اقتصاد استهلاكي؛ _متأخرة علمياً؛_منقادة للغرب ثقافياً؛_ضعيفة عسكرياً؛ منحطة وفاسدة أخلاقياً؛

وسطحية في الجانب الديني بل تتعامل مع الدين بشكل فردي وتشريفي. لقد كانت هذه الخصائص هي ما حدده الإستكبار للمسلمين. وكان موفقاً في إيجادها وتحقيقها علی أرض الواقع ولم يكن الغرب المستكبر ليقتنع بهذا بل استثمر الغفلة، والتفرقة، وحب الدنيا وهي ظواهر حكمت واقع زعماء ذلك الوقت ليوجد نظاماً وهمياً يشبه السرطان علی ارض أول قبلة للمسلمين.

لقد طرح الإستمعار الكافر خطة دقيقة المنطقة الأكثر أهمية والإستراتيجية في الشرق الأوسط وكان موفقاً في ذلك بشكل كبير خلال سنين طويلة؛ إلا أن انتصار الثورة الإسلامية غير معادلات المنطقة بشكل كامل.

لقد استطاع المجاهد الكبير وباعث الإسلام في عصرنا الحديث سماحة الإمام الخميني (ره)، ومن خلال ثورته التي أوجدها مع ابناء الشعب الإيراني المسلم أن يبدد أحلام المعسكر الرأسمالي الغربي وكذا الكتلته الشرقية الملحدة. ليقوم من جديد بإزاحة الأفكار القومية والشيوعية والليبرالية التي حكمت العالم الإسلامي موصلاً الإسلام إلی المطلوب والمبتغی الأول للمسلمين ولقد كان داعيا الی فكرة "الوحدة الإسلامية" قولاً وعملاً وراجياً المسلمين التمسك بحبل الله المتين.

وما وقوفكم اليوم في هذا المؤتمر واجتماعكم للحديث عين الوحدة الإسلامية والبرمجة لها الا ثمرة من ثمرات قلم وقدم هذا الرجل الإلهي الكبير.

الأخوة والأخوات الأعزاء.

إن كان أحدٌ يشك قبل ثلاثين سنة في أحقية ثورة الإمام الخميني (ره) وامكان انجاز الوحدة الإسلامية، فلا مجال اليوم لطرو مثل هذا التشكيك. فلقد تغير العصر فلقد ازدهرت النسائم التي حملت معها رسالة "ربيع الصحوة الإسلامية" وتفتحت براعم الأمل وها هي اليوم تنتشر في بقية حدود الدول الإسلامية. إن مما لاشك فيه أن الأمة الإسلامية بحاجة الی الوحدة أكثر من أي شئ أخر، الوحدة داخل الحدود، والوحدة خارج الحدود.

إن شبابنا اليوم يعانون من الهجوم الثقافي الغربي، فبراعم الثورة تواجه اليوم زوبعة مؤامرات الكفار. وتخدعهم الأفكار التكفيرية المتلبسة بزي باهر أطلق علیه عنوان "إتباع السلف الصالح" وأن الإرهاب اليوم يريق دماء خيار الأمة في بعض البلدان الإسلامية.

لذلك ينبغي علی العلماء، والنخب، والمفكرين والكتاب في هذا الظروف التصدي للمفرقين. والتأكيد علی أوجه الإشتراك والتلاقي بين الأمة الإسلامية، ليهبوا الأمة "وحدتها" قال تعالی "ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين".

السيدات والسادة! المفكرون الأكارم!

يسعی المجمع العالمي لأهل البيت (ع) الذي يعتبر مؤسسة عالمية غير حكومة الی الوصول الوحدة الإسلامية باتباع اوامر الرسول (ص) وعترته الطاهرة ويأمل أن تستمر العلاقات الأخوية والصداقة بين جميع البلدان _وخصوصاً بين إيران وتركيا اللتين تمثلان بلدين مهمين في المنطقة_ وأن تعملاً علی تحقيق هذا الهدف. كما أن المهم بشكل جدي هو الوعي للسياسات الأمريكية والصهيونية الداعية الی الإضرار بهذا العلاقة وبث الفرقة بينها من جديد.

وفي الختام أقدم شكري لـ"اتحاد علماء تركيا" لإقامتهم المؤتمر الدولي هذا، آملا أن يكون هذا المؤتمر خطوة مؤثرة لوحدة العلماء داخل تركيا فضلاً عن كونه مؤتمراً مباركاً للأمة الإسلامية. كما واغتنم الفرصة لأقدم التبريك بمناسبة افتتاح مكتب اتحاد علماء أهل البيت (ع) في مدينة اسطنبول.

والسلام علیكم ورحمة الله وبركاتهمحمد حسن أختریالأمين العالم للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)

...............

انتهی/212