وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الاثنين

١٦ أبريل ٢٠١٢

٧:٣٠:٠٠ م
309248

تکملة القسم الأول

أفضلیة فاطمة الزهراء (ع) في کتب أهل السنة(القسم الثاني)

وإليک نظم هذا الفصّ بذکر النصّ:

الأوّل: عن عبداللّه‏ بن عبّاس مرفوعا: «أفضل نساء أهل الجنّة خديجة ، وفاطمة ، ومريم وآسية» .

رواه‏النسائي بإسنادٍ صحيح ، کما قال الحافظ في (فتحه)(15) ـ اه .

وهو في الحاکم بلفظ: خطّ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أربعة خطوط ، ثمّ قال: أتدرون ما هذا؟ فقالوا: اللّه‏ ورسوله أعلم ، فقال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : «أفضل نساء أهل الجنّة

أربعة: خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد . . .» الحديث ، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه(16) وأقرّه الذهبي .

وورد في طريق من حديث ابن عبّاس مرفوعا(17): «سيدة نساء العالمين مريم ، ثمّ فاطمة ، ثمّ خديجة ، ثمّ آسية» .

قال الحافظ رحمه اللّه‏ تعالى(18): الحديث الدالّ على الترتيب ليس بثابت .

قلت: قال أبو عمرفي(استيعابه)(19): وذکر الزبير ، عن محمّد بن حسين ، عن الدراوردي ، عن موسى بن عقبة ، عن کريب ، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : «سيدة نساء العالمين مريم ، ثمّ فاطمة ، ثمّ خديجة ، ثمّ آسية» .

قال أبو عمر(20): هکذا رواه الزبير ، وذکر أبو داود قال: حدّثنا عبداللّه‏ بن محمّد النفيلي ، حدّثنا عبدالعزيز بن محمّد ، عن إبراهيم بن عقبة ، عن کريب ، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : «سيدة نساء أهل الجنّة بعد مريم بنت عمران فاطمة بنت محمّد ، وخديجة ، وآسية امرأة فرعون» .

قال أبو عمر: هذا هو الصواب في إسناد هذا الحديث ومتنه ، وإنّما رواية الدراوردي عن إبراهيم بن عقبة لا عن موسى بن عقبة .

الحديث الثاني: عن حذيفة رضي اللّه‏ تعالى عنه ، قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : «إنّ هذا ملَک لم ينزل الأرض قطّ قبل هذه الليلة ، استأذن ربّه أن يسلّم علي ويبشّرني بأنّ‏فاطمة سيدة نساء أهل الجنّة ، وأنّ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة».

رواه أحمد والترمذي وقال: حسن(21) .

الحديث الثالث: عن عائشة قالت لفاطمة:ألاأُبشّرکِ؟ إنّي سمعت رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يقول: «سيدات نساء أهل الجنّة أربع: مريم بنت عمران ، وفاطمة بنت رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وخديجة بنت خويلد ، وآسية» .

رواه الحاکم وصحّحه ، وأقرّه الذهبي(22) .

وفي الباب أحاديث کثيرة ، وهي مفيدة التواتر من غير شکّ ، وأمّا هنا فيکفي من القلادة ما أحاط بالعنق ، وأخذ بالطَّوق .

ولا أظنّ منصفا بعد هذا ـ کيفما کان حاله ـ يجادل في أنّ سيدة نساء العالمين فاطمة بنت الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله .

فإن قيل: إنّک تقول: فاطمة سيدتهم مطلقا ، مع أنّ الحديث يقول في بعض الروايات: «بعد مريم بنت عمران» فکيف الجمع بين قولک وهذه الرواية ؟

ونقول في الجواب: إنّ الجمع بين هذا هو أنّ الطحاوي قال في کتاب (مشکل الآثار)(23): حدّثنا محمّد بن علي بن داود ، حدّثنا مثنّى بن معاذ ،

حدّثنا ليث بن داود البغدادي ، أخبرنا مبارک بن فضالة ، حدّثنا الحسن ، قال: قال عمران بن حصين: خرجت يوما فإذا أنا برسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فقال لي : ياعمران ، إنّ فاطمة مريضة فهل لک أن تعودها؟

قال: قلت: فداک أبي وأُمّي ، وأي شيء أشرف من هذا؟

قال: فانطَلِقْ ، فانطلق رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وانطلقت معه حتّى أتى الباب.

فدخل رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ودخلت معه ، فقعد عند رأسها ، وقعدت قريبا منه ، فقال: أي بُنية ، کيف تجدين؟

قالت: واللّه‏ ـ يارسول اللّه‏ ـ إنّي لوَجِعَة ، وإنّه ليزيد في وجعا أنّه ليس عندي ما آکل .

فبکى رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وبکت فاطمة عليهاالسلام وبکيت معهما ، فقال لها: أي بُنية ، تصبّريني ـ مرّتين أو ثلاثا ـ ثمّ قال لها: أي بُنية ، أما ترضين أن تکوني سيدة نساء العالمين .

قالت: وأين مريم ابنة عمران؟

فقال: أي بُنية ، تلک سيدة نساء عالمها ، وأنت سيدة نساء عالمک ، والذي بعثني بالحقّ لقد زوّجتک سيدا في الدنيا وفي الآخرة ، لايبغضه إلاّ منافق .

فأفاد هذا الحديث أنّ فاطمة سيدة نساء العالمين مطلقا ، دالٌّ على أنّه متأخّر عن حديث أنّها سيدة نساء العالمين إلاّ مريم ، بدليل قول فاطمة عليهاالسلام ـ لمّا قال لها والدها المقدّس صلى‏الله‏عليه‏و‏آله : أما ترضين أن تکوني سيدة نساء العالمين ـ : وأين مريم بنت عمران؟ لأنّها کانت تسمع أنّها ـ أي مريم ـ مقدّمة عليها ، فلمّا فهمت منه في هذه المرّة العموم؛ سألته عمّا سبق منه من قوله: إنّها سيدة نساء العالمين بعد مريم ، فأفادها أنّ مريم سيدة نساء عالمها ، وأنت سيدة نساء عالمک .

وهذا غير بعيد ، فقد يکون الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قال: إنّ فاطمة سيدة نساء العالمين بعد مريم ، قبل أن يطلعه اللّه‏ تعالى على أنّ مريم سيدة نساء عالمها فقط ، فلمّا أطلعه اللّه‏ تعالى على ذلک بين وأخبر أنّ مريم سيدة نساء عالمها فقط .

وإذا ثبت أنّ مريم سيدة نساء عالمها؛ ففاطمة عليها الصلاة والسلام سيدة نساء العالمين مطلقا ، لما تقرّر وعُلم أنّ أُمّتنا خير الأُمم وأفضلها ، فعامّتها أفضل من عامّة من سبق ، وخواصّها أفضل من خواصّ مَن سبق جَعَلْنَاکُمْ أُمَّةً وَسَطا لِتَکُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ(24)کُنْتُمْ خَيرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ(25) وهذا لا يشکّ فيه ذو عقل ، فاعلمه وتحقّقه وتأمّله ، وقل بعده للناصبي الخبيث: بفيک الحجر .