وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : الملتقی
الأحد

٨ أبريل ٢٠١٢

٧:٣٠:٠٠ م
307514

سهولة التطاول على المكون الشيعي

...اتحدى اي برنامج مماثل يسيء الى اي مكون أخر من المواطنين السعوديين ممكن ان يمر دون محاسبة أو مسائلة، الا هؤلاء الشيعة اللذين مشكلتهم الوحيدة هي انهم ليسو على مذهب الأغلبية السائد، وكأن ذلك مسوغ يجيز الى الأخرين النيل منهم.

ابنا: من المعروف ان المواطن في المملكة العربية السعودية، ليس من الشعوب المتاح لها ممارسة حرية ابداء الرأى في الكثير من القضايا العامة والخاصه، وأهمها الشأن السياسي والمرتكزات الدينية والاعراف والتقاليد الاجتماعيه السائده، فلا تجد رأيا مكتوبا في الصحافة الرسمية أو في محطات البث بكافه أشكالها وبالذات في الشأن السياسي بخلاف الرأي الرسمي، بل العكس تماما ترى رائحة النفاق والخداع الزائف الى درجة تزكم انف المتلقي من المبالغه في المحابات والتزلق في التماهي مع ذلك الرأي الرسمي.

اما في الشأن الديني فمن المؤكد ان المجتمع في اغلبه متدين وللدين مكانته الخاصه في وجدان الناس ومشاعرهم، والتطاول او المس بالدين خط أحمر ليس فقط بقوة القانون وسلطة المؤسسة الدينيه وانما ايضا بسبب الموقف العام للناس الذي يقف بحزم ا قوى من كل القوانين اتجاه ما يمس قناعاتة ومشاعره الدينية وما صدمة التغريدات التي غردها "حمزه كاشغري" حول الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم في مناسبه ميلاده الشريف الا مؤشر على ذلك الموقف الحازم الذي استدعى صدور قرار من أعلى سلطة سياسيه بالقاء القبض عليه وتقديمه للمحاكمة.

أما فيما يتعلق بالشأن الاجتماعي فأيضا هناك تقاليد سائده تحكم المجتمع تجاهها فمن المعروف مثلا ان القبائل تشكل جزء لا بأس به من مكونات المجتمع السعودي، وبين هذه القبائل الكثير من الأختلافات والتمايزات بل والطبقيات ايضا، فقبائل ترى انها أأصل من غيرها وقبائل منطقة معينه تعتقد انها أعلى مقاما من قبائل منطقة اخرى، وكثير من هذه الأشكالات كانت سائده قبل توحيد الكيان السعودي الحالي بل كانت في حروبٍ قائمه بينها، أما الأن وفي وقتنا الحالي وبرغم ما كان بين تلك القبائل والمناطق من حروب وثارات سالت من أجلها الدماء فإنها الأن وبقوة القانون والنظام لا تستطيع قبيلة مهما علا شأنها ان تنال من قبيلة أخرى او تمس من كرامتها، بل أننا نرى الدولة في بعض مناطق التماس القبلي تبذل كل مافي وسعها من مال وجاه لحل اي خلاف يحصل، ويتدخل أمراء المناطق بشكلا شخصي ومباشر لتلافي تفاقم اي خلاف، وهذا أمر أيجابي وحسن وهو من واجبات الدولة تجاه مواطنيها من أجل تماسك لحمه الوطن ووحده ابنائه.

أما في ما يتعلق بمكونات جزء اخر من هذا الوطن ويشكلون ما نسبته 15%الى 20% من سكان المملكة وأعني بهم المواطنين الشيعة، فكل تلك المقدمة التي ذكرناها لا تنطبق عليهم فحرية ابداء الرأي تجاه معتقداتهم والنيل منهم مسكوت عنه، والطعن في شرفهم وأعراضهم ونسبهم مسموح به بل ومشرع، حتى ان بعض القنوات الرسمية التي تحت أشراف الدولة والتي من المفروض ان تكون راعيه لكل المواطنين وان تكون فتاواها تراعي مشاعر كل مكونات الوطن، الا أنه بإمكان اي سائل ان يوجه اسئلته المسمومه لأي من المفتين في تلك القنوات وعلى الهواء المباشر ويسمع ما يشفي غليله وحسه المريض، دونما وازع او خوف من المسائلة او المحاكمة «من أمن العقوبة أساء الأدب».

واتحدى اي برنامج مماثل يسيء الى اي مكون أخر من المواطنين السعوديين ممكن ان يمر دون محاسبة أو مسائلة، الا هؤلاء الشيعة اللذين مشكلتهم الوحيدة هي انهم ليسو على مذهب الأغلبية السائد، وكأن ذلك مسوغ يجيز الى الأخرين النيل منهم.

أخر ما اتحفتنا به وسائل التواصل الحديثه هو تغريدة احد السفهاء الموتورين الذي يصف نفسه بأنه محامي شرعي بأن تقيّء علينا بالقبيح والسفيه من القول بأن "اعتبر اغلب أبناء الشيعة هم أبناء زنا وغير معروفين النسب".

أعرف ان هذا الكلام يشكل صدمة كبيره لكم جميعا ولكل إنسان حر وشريف، ولكن هذا ما أفاض علينا به هذا الموتور.

المهم ماذا سيحصل الأن لمن تجرأ بهذا الكلام القبيح هل سيقدم للمحاكمة؟ هل سيطبق عليه حد القذف الشرعي؟ هل ستسحب منه رخصة المحاماه؟ وهل وهل وهل؟؟؟

هذا ما ستنبؤنا به الأيام المقبلة وأنا لمنتظرون، علما بأن هذا الاتهام ليس موجه فقط الى شيعة المملكة بل لكل شيعة العالم واللذين أعتقد اذا ما وصلهم هذا الكلام الشنيع فلن يمر عليهم وعليه بهدوء.

................

انتهی/212