وکالة أهل البیت(ع) للأنباء ـ ابنا :
في المنظور السیاسي والاجتماعي والعقائدي لمفهوم المواطن والمواطنة، ینبغي أن یکون کل شخص مخلصا لبلاده , یعمل بکل صدق واندفاع من أجل تقدمها ورفعتها، ویجاهد بکل حرص وایثار فی سبیل صیانة استقلالها وسیادتها وکرامتها، ولا یسمح بأی حال من الاحوال للأجانب والطارئین بالتدخل في شؤونها لغایة في نفوسهم المریضة وأطماعهم التسلطیة.
وحین تتحول دوائر ما یسمى الشرعیة الدولیة الى وسائل رهیبة لاشاعة الفتن والاضطرابات والفوضى، وبیئة ملوثة لتأجیج النعرات الطائفیة والعرقیة والانقسامات بین ابناء الوطن الواحد، تبرز هاهنا مصیریة دور المواطنة الصالحة فی التصدی لمثل هذه المؤمرات والمشاریع الهجینة، وتقویض السلوکیات والتحرکات الحاقدة، بالصمود والثبات، واللحمة والتماسك والتضحیة والفداء.
ولعلنا لن نبالغ اذا قلنا ان عموم الشعب السوری المناضل، ضرب حتى الآن أروع الامثلة فی التزام ابجدیات المواطنة الصالحة، ومقاومة الاعمال الدمویة الارهابیة التی یمولها افراد العائلة السعودیة وعملاؤهم "الثانویون" الذین لطخوا سمعة مواطنیهم بالوحل، وصاروا یجاهرون فی معاداة سوریة ولایتورعون عن تحمل أوزار تسلیح التکفیریین والوهابیین فی ارجاء العالم العربی والاسلامی، ابتغاء تسعیر الحرب الاهلیة فی هذا البلد الامن کرمي لعیون أسیادهم فی امیرکا واسرائیل، وامعاناً فی تقدیم فروض الطاعة والولاء للماسونیة العالمیة وتجار الحروب في الغرب.
إن احدى الطرق المثیرة للاستنکار والاشمئزاز الى حد بعید، في العقیدة السیاسیة لآل سعود وآل ثانی وآل خلیفة ومن لف لهم، استهتارهم المعلن والمکشوف بالتطلعات التحرریة والفکریة والثقافیة والاجتماعیة للشعوب الثائرة في ارض الحجاز ونجد، وقطر، والبحرین، جراء هضم الحقوق المدنیة للمواطنین، والتمییز بین ابناء الشعب الواحد على خلفیة القبلیة والمذهب والولاء والمناصب الحکومیة من جهة، وتبنیهم المشین للمفاهیم المدمرة لمبدأ المواطنة واللحمة والتحریض على التمرد والارهاب المسلح والخطاب الطائفی والعصیان المدنی المؤدی الى الانفلاط الامنی فی سوریة والعراق ولبنان وایران و حتى فی مصر ولیبیا والیمن من جهة أخرى.
وبناء على تقییمنا لدور هذه الحکومات فی اطار مجلس التعاون الخلیجی على مستوى تلغیم الاوضاع فی المنطقة، وبالتالی تحرکاتها المسعورة فی اطار ما یسمى بمؤتمر "أصدقاء سوریة" فی العاصمة الترکیة اسطنبول، وخلال هذا وذاك تصرفاتها الفظة وغیر اللائقة لافشال القمة العربیة التی انعقدت فی بغداد (29 آذار 2012) مع ان القمة هی احدى معالم التضامن والتکافل والتعاون فی منظومة جامعة الدول العربیة ومع ان العراق یمثل الحاضنة الملائمة لاصلاح ذات الیمن والتوافق العربی العربی فی الوقت الحاضر..
نقول مع کل ذلك فان تقییمنا لهذا الحکومات لایمکن ان یخرج عن حیز کونها أدوات للفرقة والتشرذم والتناحر فی العالم الاسلامی، باعتبار ان سوریة برئاسة الدکتور بشار الاسد لاتتعرض لمثل هذا الحقد الاسود واللؤم الاعمى والقسوة المفرطة، الا لأنها، وکما صرح بذلك قائد الثورة الاسلامیة «الامام الخامنئي» مستقبلاً رئیس الوزراء الترکی یوم الخمیس 29/3/2012 (تحمی الخط المقاوم فی مواجهة العدو الصهیونی) مؤکدا سماحته على (رفض الجمهوریة الاسلامیة لای تدخل اجنبی فی شؤون سوریة) معلنا (معارضة طهران لای مشروع تطرحه امیرکا بشأن هذا البلد) موضحا ان (واشنطن والغرب لایقبلون بان تکون هناک ایة دولة مستقلة فی المنطقة).
لقد اکدت ایران مراراً وتکراراً على انها مع الحوار الوطنی الصادق وعلى دعمها للاجراءات التی یقودها «الرئیس بشار الاسد» منذ عام لخلق أجواء موضوعیة وعقلانیة سلیمة تحصن البلاد والشعب من ویلات الفتن والصراع الداخلی بین المعارضة والدولة، کما ان تجاوب دمشق مع خطة المبعوث الدولی – العربی «السید کوفی أنان» یعزز القناعة لدى الرأی العام العالمی والمجتمع الدولی، بأن سوریة ماضیة قدماً فی طریق الاصلاح والتغییر والتوافق وحمایة السلم الاهلی، رغم المحاولات الجهنمیة الاقلیمیة والغربیة والصهیونیة التی لاتفتأ تنفخ فی منطاد تفجیر الاوضاع فی هذا البلد الجمیل بغیة تحویله الى مرتع للتشدد والتکفیر والتناحر، وتفتیته لفائدة تکریس الغطرسة الاسرائیلیة – الامیرکیة في الشرق الأوسط.
.................
انتهی / 101