وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : وکالات
الجمعة

٩ مارس ٢٠١٢

٨:٣٠:٠٠ م
301648

«لبيكِ يا بحرين» تجمع مئات الآلاف تحت علم واحد؛

المعارضة تحاصر الملك: لسنا شرذمة

أكثر من عام مضى على اندلاع الاحتجاجات الأوسع في تاريخ البحرين، التي سحقتها دبابات قوات «درع الجزيرة»، على أمل أن تُخمد هذه الحركة، لكنها بعد عام عادت أقوى من سابقتها. وهذا ما شهدته شوارع المنامة بالأمس، حيث تدفّق مئات الآلاف، في أكبر احتشاد في تاريخ الجزيرة...

ابنا : أكثر من عام مضى على اندلاع الاحتجاجات الأوسع في تاريخ البحرين، التي سحقتها دبابات قوات «درع الجزيرة»، على أمل أن تُخمد هذه الحركة، لكنها بعد عام عادت أقوى من سابقتها. وهذا ما شهدته شوارع المنامة بالأمس، حيث تدفّق مئات الآلاف، في أكبر احتشاد في تاريخ الجزيرة، تحت راية موحّدة للمعارضة، لتوجيه رسالة إلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة مفادها أن المعارضين «ليسوا شرذمة»، كما وصفهم في أحد الحوارات الصحافيّة. مسيرة يوم أمس، التي رفعت شعار «لبيك يا بحرين»، ستمثّل نقطة مفصليّة في مسار الثورة البحرينية، حتى أحد المشاركن قال «بعد 9 مارس/آذار، لن يكون كما قبله»

ابنا _المنامة | لبّى مئات آلاف البحرينيين، أمس، نداء «لبيك يا بحرين»، الذي أطلقه المرجع الشيعي الأعلى في البحرين، الشيخ عيسى قاسم، للرد على ملك البحرين، الذي وصف المعارضة بأنها «شرذمة قليلة». الرد، كما كان متوقعاً، جاء قوياً، حتى إنه دفع الملك إلى الإشادة بالتحرك، وذلك في سابقة وجد فيها الكثير من المتابعين رسالة سياسية تسبق حوار «لمّ الشمل» الذي تعدّ له السلطة.

 

وتقدم الشيخ عيسى قاسم وحشد من العلماء الشيعة المتظاهرين، الذين ساروا في شارع البديع (شمال العاصمة المنامة) وتظلّلوا تحت العلم البحريني بلونيه الأحمر والأبيض، فغابت الأعلام الحزبية، ورفعت شعارات «إخوان سنّة وشيعة… هذا الوطن ما نبيعه»، و«لبيك يا بحرين» وشعارات أخرى وطنية. لم يتحدث أحد عن أرقام، التي راوحت بحسب التقديرات بين 150 الفاً و500 ألف، في بلد لا يتجاوز عدد سكانه الـ 700 الف نسمة. «الكلام عن الأرقام هو لمن يشعر بالنقص»، يقول أحد قادة المعارضة المشاركين في المسيرة، فيما جرت تغطية الحدث في وسائل الإعلام والوكالات العالمية، وعدّته وكالة «رويترز» الحشد الأضخم منذ اندلاع الاحتجاجات في البحرين قبل أكثر من عام.وكان الشيخ قاسم قد قال قبل المسيرة، خلال خطبته الأسبوعية في قرية الدراز، إن «المتظاهرين يتجمعون من أجل مطالبهم العادلة، التي لا يمكنهم تقديم تنازلات بشأنها»، مشيراً الى أنهم يتمسكون بها لأنهم قدموا تضحيات من أجلها.

بدوره، أوضح رئيس مركز البحرين لحقوق الانسان نبيل رجب ان تظاهرة «هي احدى اكبر التظاهرات في السنوات الاخيرة» في المملكة. واضاف ان المتظاهرين الذين تظاهروا استجابة لدعوات من الجمعيات السياسية، وبينها بالخصوص جمعية الوفاق الوطني الاسلامية، جابوا جادة كبيرة في العاصمة بلا حوادث. وتابع «ان قسما صغيرا من المتظاهرين حاول الوصول الى دوار اللؤلؤة، لكن الشرطة فرقتهم مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع».

ودعا الناشط السياسي البحريني عبد الاله الماحوزي الدول العربية والاسلامية إلى التضامن مع الشعب البحريني. وقال، في تصريح تلفزيوني، ان هذه المسيرات تعدّ استفتاءً شعبياً يجري في البلاد، وهو الاول في تاريخ البحرين، مؤكداً ان هذا الاستفتاء وبهذا الحجم يعني ان الشعب لا يزال يواصل المضي في طريق مطالبه المشروعة. واضاف عبد الاله الماحوزي ان السلطات الحاكمة فشلت في اشعال الفتنة بين ابناء الشعب، مشيراً إلى ان النظام ولانه فشل في اسكات صوت المعارضة الهادر لجأ الى هذا الاسلوب المقيت من اجل تصوير ما يحدث في البحرين مشكلة طائفية. وأكد ان هذه المسيرة ستجبر النظام ومن يواليه على التفكير ملياً لمعرفة الحجم الحقيقي للمعارضة.

من جهتها، أصدرت وزارة الداخلية بياناً ادعت فيه أن المتظاهرين أغلقوا الطرق بالأحجار وعمدوا إلى التخريب، فيما الديوان الملكي كان يصغي إلى الرسالة المباشرة والعنيفة من قادة المعارضة بهدوء تام، استتبعه بإصدار بيان عبر فيه عن إشادة الملك البحريني بالمواطنين لممارستهم الحضارية في التعبير عن رأيهم.

أنصار المعارضة صدموا من رد فعل الملك البحريني الإيجابي، فيما يشير أحد قادة المعارضة إلى أن الملك البحريني «صار مدركاً أنه لا طريق أمامه لإنهاء الأزمة إلا بالحوار الجاد، وتلبية رغبات المعارضة في التحول الديموقراطي، كما أنه يحاول من خلال رسالته هذه امتصاص الغضب الشعبي العارم الذي قابلته به الحشود، بعدما وصفها بالشرذمة القليلة»، مؤكداً أن دعوة قاسم وتزعمه للتظاهرة أتيا في وقت هادئ نسبياً على مستوى الإقليم، وأعادا الأمور إلى نصابها، بعدما غلّب العكسر كفّة ميزان القوى لصالح السلطة مع إدخاله لقوات درع الجزيرة قبل عام من الآن، مؤكداً أن النظام بات يستشعر حقيقة الأزمة وضرورة معالجتها سياساً، لكنه شكك في نوايا السلطة قائلاً: «لا يمكننا أن نثق بجدية السلطة في إيجاد مخرج سياسي للأزمة حينما نرى وزير الديوان الملكي خالد بن أحمد يقود الحوار المرتقب». يشار إلى أن بن أحمد تلقبه المعارضة بقائد جناح «الخوالد» المتشدد في الحكم، وتعدّه المسؤول الأول عن حملة القمع التي تم تدشينها مع دخول قوات درع الجزيرة، وخصوصاً أنه يعدّ من المقربين جداً من ولي العهد السعودي نايف بن عبدالعزيز، الذي يقود الجناح المتشدد في المملكة العربية السعودية.

الحشد الجماهيري الهائل لم يكن مفاجئاً بالنظر إلى متابعي مسار التحشيد، الذي كان الملك سببه، حين رأى أن غالبية شعب البحرين مع الحكم، وأن من يقفون ضد النظام ما هم إلا «شرذمة قليلة». التحشيد بدأ مع خطبة قاسم يوم الجمعة الماضي، حين دعا لأول مرّة منذ اندلاع الاحتجاجات على نحو مباشر إلى التظاهر في الجمعة التي تليها «لنبرهن للعالم هل هذه المعارضة عبارة عن شرذمة قليلة، أم أنها حراك شعبي عريض»، مؤكداً أن التظاهرة يجب أن تكون الأرقى في تاريخ شعب البحرين.

التفاعل مع الدعوة وتأييدها جاءا بداية من كبار رجال الدين الشيعة (السيد عبد الله الغريفي والسيد جواد الوداعي وآخرين)، واستتبع ببيانات من مختلف الأحزاب والقوى العلمانية والإسلامية. واللافت كان بيانات التأييد من قبل الرموز المعتقلين في سجون النظام البحريني، الذين عُرفوا تاريخياً باختلافاتهم الكبيرة مع قاسم وتبني شعار إسقاط النظام.

هكذا صار التحشيد كبيراً وهائلاً، وهكذا التف جميع المعارضين بمختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية خلف زعامة قاسم، الذي رأى المراقبون أنه نجح في توحيد المعارضة على نحو غير مسبوق للمرة الأولى في تاريخ الحركات الاحتجاجية في البحرين. وبناءً عليه كان تعليق أحد المعارضين الذي قال «الأكيد أن ما ما بعد التاسع من مارس ليس كما قبله، وأن المعارضة بعد التاسع من مارس أقوى بلا أدنى شك».

.............................

انتهی/137