وفقاً لما أفادته وکالة أهلالبیت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ أقام الیوم رجل الدین البارز البحریني «سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم» صلاة الجمعة بجامع الإمام الصادق(ع) قال في خطبتها: "الحكم في البحرين اليوم كما هو ليس من حكم الشعب بالشعب، فكذلك ليس من حكم طائفة لطائفة آخرى؛ الطائفة السنية الكريمة لا ترسم سياسة البلد، ولم تضع دستوره، ولم تختر بصورة حرة مجلسه النيابي، وليست هي التي تشكل مجلس الشورى، ولا تقوم بتعيين السلطة القضائية ولا التنفيذية، كل ذلك خارج عن يدها".
کما عبر هذا العضو البحریني للمجمع العالمي لأهل البیت(ع) عن مسیرة «لبیك یا بحرین» بمسیرة الشعب کله و قال: "أكرر من جديد أن مسيرة اليوم مسيرة الشعب، لا مسيرة جمعية ولا جمعيات معدودة من جمعياته فحسب، ولا مسيرة توجه من توجهاته السياسية، ولا طائفة دون آخرى".
و فیما یلي نص الخطبة الثانیة للشیخ قاسم للیوم الجمعة 16 ربيع الثاني 1433هـ. 9 مارس 2012م. في جامع الإمام الصادق(ع) بالدراز قرب العاصمة "منامة" بالبحرین:
حكم البحرين ليس حكم طائفة:
كون الحكم في البحرين يستخدم الورقة الطائفية بأكثر من اسلوب لتثبيت نفسه، وتمرير مشاريعه المطلوبة له، واضعافاً للشعب وتفتيتاً لكلمته، لا يعني أن طائفة تحكم طائفة آخرى.
الطائفتان محكومتان ومقهورتان ومظلومتان، وغير معترف بإرادتهما، ومصادرة الكلمة تشملهما، والثروة المنهوبة هي ثروتهما، والسياسة الفوقية المفروضة سارية عليهما، والكلمة الدينية الحرة الصادقة مضيق عليها بما يعمهما، مسجد من مساجد الأخوة السنة يوقف اذانه من اجل حفل غنائي وقت الصلاة[1].
الطائفة السنية الكريمة لا ترسم سياسة البلد، ولم تضع دستوره، ولم تختر بصورة حرة مجلسه النيابي، وليست هي التي تشكل مجلس الشورى، ولا تقوم بتعيين السلطة القضائية ولا التنفيذية، كل ذلك خارج عن يدها، مفروض عليها كما هو مفروض على الطائفة الشيعية على حد سواء[2].
الحكم في البحرين اليوم كما هو ليس من حكم الشعب بالشعب، فكذلك ليس من حكم طائفة لطائفة آخرى. ولا يصح أن يفكر أحد أن تحكم طائفة من الطائفتين الكريمتين الآخرى مستقبلا، ففي حكم أي طائفة لطائفة آخرى هو الجور والظلم والشقاق والفتنة والإحتراب، والخسارة المشتركة، والقضاء على مصلحة الوطن، هذا مما يجب ألا يدخل في تفكير أحد، وكل ذلك مما لا يقدم عليه عاقل يحب دينه أو وطنه أو يحمل شيء من احترام الإنسان للإنسان.
وكذلك لا يمكن فرض مذهب على مذهب في سياسة أو غيرها في بلد مشترك يجب على اهله أن يحترم بعضهم بعضا، ويقدر له مكانة رآيه المذهبي في نفسه واعتزازه به وتعبده في ضوئه، ولا تستقيم حياة مشتركة بين أهل مذهبين يراد لها أن تقوم على الود والتعاون ورعاية مصلحة الإسلام العامة أن يفرض هذا المذهب أو ذاك نفسه على الآخر اليوم أو في أي يوم من الأيام.
وكما لا مورد لأن يفكر أحد في أن تحكم طائفة آخرى مستقبلاً، لا مورد كذلك للإستئثار مطاقاً، لأنه قريب في جوره وفيما يؤدي إليه من هدم العلائق من حكم طائفة لأخرى[3].
ليس أمام هذا الشعب بكل مكوناته، إلا أن ينظر إلى كل أبنائه بعين واحدة هي عين المواطنة المتساوية، وأن يصر على مرجعيته في الحكم وكونه مصدر السلطات الثلاث، متحملاً مسئوليته أمام ربه سبحانه فيما يختار في هذه المسألة المصيرية الكبرى التي تأثر تاثيرا هائلا جداً على دينه ودنياه وآخرته.
وخيارنا الثابث هو هذا الخيار، خيار المساواة بين كل المواطنين، وخيار النظر إلى كل المواطنين بنظرة مواطنية واحدة. وخيارنا الثابت هو هذا الخيار ولا نجد بديلاً مناسباً عنه، ولا يوجد ما يوفق بين المواطنين ويمكن أن يجمعوا عليه ما يتقدم على هذا الخيار أو يكون بمستواه.
مسيرة اليوم:
أكرر من جديد أن مسيرة اليوم مسيرة الشعب، لا مسيرة جمعية ولا جمعيات معدودة من جمعياته فحسب، ولا مسيرة توجه من توجهاته السياسية، ولا طائفة دون آخرى.
مشاركتي في هذه المسيرة ودعوتي إليها لا تجعل لي خصوصية فيها، ولا تجعل رآيي الخاص هو منطلقها، أنا واحد من هذا الشعب الذي يشارك في مسيرتكم الجماهيرية الواسعة اليوم، وعلى حد أي مشارك آخر حتى الطفل.
مسيرة اليوم مسيرة شعب لابد أن ينخر فيها أكبر اجماع ممكن من الشعب، ذوداً عن مطالبه السياسية والحقوقية، معلناً دفاعه عنها، واصراره عليها، وعدم تخليه عنها أو مغادرته للساحات دون تحقيقها[4].
كل ذلك في سلمية أخذ الشعب على نفسه الإلتزام بها، بعيداً عن كل العصبيات الجاهلية، وما يضر بوحدة الأمة والمجتمع، وما يسيء لمصلحة الوطن، وما يؤثر سلباً على حق هذا الشعب ووجاهة مطالبه.
مسيرة إما أن تبرهن على أن قلة معزولة هي التي تقف وراء المطالب السياسية والحقوقية التي نادى بها، او تبرهن على أن هذه المطالب مطالب شعبية تتظاهر جماهير عريضة واسعة وغالبية عظمى من أبناء الوطن من اجلها[5].
تبرهنون اليوم ـ إن شاء الله ـ على أن مسيرتكم مسيرة شعب، وجماهير هذا الشعب على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم وقياداتهم وشرائحهم، لتقول كل هذه الجماهير بأنه لا تراجع عن المطالب، ولا مساومة عليها، ولا تفريط بها، ولن نغادر الساحات بدون تحقيقها.
المسيرة اليوم وحدوية تتسامى على كل النزعات الفئوية والحزبية والطبقية والطائفية، وكل عصبية آخرى تمت إلى الجاهلية بأي سبب من الأسباب.
تحتشد جماهير الشعب اليوم من اجل قضية وطن، قضية شعب، قضية حاضر ومستقبل، من اجل معالجة سياسية وحقوقية منقذة تعترف للشعب بمكانته، وتنتشل الوطن من محنته، وتجنب المجتمع من خطر التفتت والإحتراب.
تحتشدون اليوم من اجل السجون المليئة بأحراركم، من اجل المفصولين، من اجل المعذبين، من اجل كل الظلامات التي تعانون منها، من اجل مخرج سياسي كفيل بإعطائكم مكانتكم ومرجعيتكم المغتصبة منكم.
تحتشدون جماهير شعبنا اليوم احقاقاً للحق، وانتصاراً للعدل، وتشديداً على المساواة، وتمسكاً بالحرية والعزة والكرامة.
تحتشدون اليوم لإبلاغ رسالة شعب أخذ على نفسه ألا يرده عن مطالبه العادلة شيء، ولا يزحزحه عن حقه شيء، وأن له إرادة على هذا الطريق لا تنكسر، ووعياً لا يستغفل، وتلاحماً لا يفل، وتضامناً لا يقبل الإلتفاف عليه.
تحتشدون اليوم مسارعين لإنجاح احتشادكم المبارك الكبير، لتقولوا للعالم كله نحن هنا من اجل مطالبنا العادلة التي لا تنازل عنها، وسنبقى معها، ونذود عنها، ونلح عليها، وقد ضحينا من اجلها كثيراً، واستعدادنا قائم ودائم للتحضية من اجلها[6].
ارى من المهم جداً ان نحتشد من اجل مطالبنا، بأكبر صورة واوسع صورة وأكثر صورة تمثيلاً لشرائح الشعب واطيافه وتلوناته واتجاهاته، لنؤكد بقوة وأشد من كل مرة، بأن مطالبنا مطالب شعب وليست مطالب شرذمة قليلة، ليقتنع بذلك كل من كان قابلاً للإقتناع إذا تجلت الحقيقة صارخة وارتفعت شمس نهارها إلى كبد السماء وتعامدت على ال