وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الخميس

١ مارس ٢٠١٢

٨:٣٠:٠٠ م
300088

مؤکدا الطموحة للإصلاح والتغيير..

آية الله قاسم: مسيرة الجمعة القادمة شاملة لكل الأطياف الشعب

قال شیخ عیسی قاسم کبار علماء البحرین الیوم في خطبي صلاة الجمعة إن مسیرة الجمعة القادمة شاملة لکل الأطیاف الشعب والطموحة للإصلاح والتغییر.

ابنا: قال الشیخ عیسی قاسم إن الحراك الشعبي العارم بمضمونه السياسي الواعي الذي تعيشه البحرين لم يكن وليد حالة انفعالية أو لحظة ارتجال، ولم ياتي بصورة رد فعل متأثر إجاباً بالربيع العربي ـ وإن كان هناك تعاطٍ متبادل بين ساحات هذا الربيع الذي غطى مساحة واسعة من المنطقة العربية ـ، وما كان عن حالة انفعال وبداية انفعالية يمكن أن ينهيه الإنفعال، وما كان عن رد فعل ممكن أن يتوقف عند أي لحظة من لحظات الزمن.وأکد حراكنا الشعبي ليس حادثاً اليوم، ولم ينتظر يوم ولد فيه الربيع العربي، أنه سابق على هذا اليوم بزمن طويل، ومنذ بدأ لم يتوقف ،،وأضاف بأن خلفيته شعور عميق بكرامة الإنسان بناه الإسلام وغذاه ولايزال يغذيه، ورفض قاطع من هذا الدين القويم ـ الذي يتمسك به شعبنا ـ لكل أنواع الظلم والقهر والعسف والإذلال بغير حق يمارسه انسان في حق أخيه الانسان .. خلفيته تحريم واضح من شريعة الله عز وجل لطاعة مخلوق في معصية الخالق، وأن تذل جبهة من عبد لغير الله .. خلفيته ظلم طال واستشرى وتجذر، وتعامل مهين من الحكم مع هذا الشعب، ويأس من الإصلاح والتغيير من دون هبة عامة وتضحيات ،، وهذه الخلفية ليست الخلفية المهتزة التي تتأثر سلبا وتسقط بالضربات والمفاجآت ليسقط ويتوقف كل ما ينطلق منها، إنها خلفية تضمن الإستمرار للحراك مهما كانت التقلبات.إن وعيك بأن قيمتك في عزتك وكرامتك وحريتك يمنع عليك أن تقبل البقاء الذي يأخذ منك العزة والحرية والكرامة فضلاً عن أن تجد له عوضاً آخر مما في ايدي الناس.والإسلام لا يرى الحياة في الذل حياة، ولا الموت في عز بموت.وليس أكبر من ذل أن يحرم امرء أو شعب من النظر في أمر نفسه، واختيار خط حياته، وأن تقوم إرادة غيره مكان إرادته في تقرير مصيره، وتحديد وجهة نظره مع بلوغه ورشده وحكمته.شعبٌ منتصروأضاف بأننا نقول شعبنا منتصر، نسأل : امنتصر والسجون ملئه من رجاله وشبابه؟ امنتصر وشهداءه في تلاحق غير منقطع؟ كفاءاته تذل وتساوم على لقمة العيش؟ احياءه السكنية ترش بالغازات الخانقة والسامة كما ترش بالمبيدات مستنقعات الحشرات؟ رجالاته وشرفاءه يتطاول عليهم بلا حق ولا أدب، كما يتطاول من غير ذي خلق على من لا قدر له ولا اعتبار؟ شبابه الغيارى ينتظرهم التعذيب والموت على كل طريق، وفي كل لحظة لصرخة في وجه الظلم يطلقها الضمير؟بلى، شعبنا منتصرٌ رغم كل ذلك.    شعبٌ وعى ذاته، أدرك قيمته، امن بحقه وحريته، انتفضت إرادته، عزت نفسه، تنبهت غيرته، انتصر على الخوف، هو شعبٌ منتصر.    شعبٌ قام لا ليقعد، وركب طريق النصر، ويرفض نهائيا أن يغادره، وتخسر كل الضربات التي تريد أن تنال منه تراجعاً عن هدفه وقد عرف الكلفة على هذا الطريق، هو شعبٌ منتصر.    شعبٌ وعى ألاعيب السياسة الظالمة وعياً يحميه من السقوط في شبكها، ويدخل اليأس على مخادعيه من أن ينالو من وعيه وعزمه وتصميمه واصراره على تحقيق أهدافه، هو شعبٌ منتصر.    شعبٌ أدرك قيمة وحدته، واستعصى على آساليب الفرقة أن تنال من تلاحم صفوف معارضته هو شعبٌ منتصر.أما الأهداف لحراكه الشعب وثورته فلابد من تحققها، نتيجة للنصر الذي تحقق له، وهي أهداف من اجل استمرار هذا النصر وتركزه وحمايته.الحراك الشعبي وثورته من اجل الإنسان الحر القوي المنتصر على نفسه، وهو اليوم موجود على هذه الأرض بكثافة ودرجات عالية، وتحقيق الأهداف الأخيرة واستثمارها استثماراً صحيحاً وتوظيفها من اجل بناء الإنسان سيوسع من وجود الإنسان المطلوب وسيزيد من رقيه وتقدمه.هل يريد الحكم الإصلاح؟قد تبقى الأقوال في حد نفسها قابلة للحمل على الجد والهزل ولزمن ما، حتى تأتي الأفعال فتكشف عن جدها أو هزلها بلا تردد.والقول بالإصلاح متكرر على لسان الحكم بما لا مزيد عليه، والدعوة بالرغبة فيه مكثفة، أما ما على الأرض فشيء آخر، من قتل وتعذيب لازال يتصاعد، ومحكومين ظلما لازالوا يرزخون في السجن، ومحاكمات سياسية لازالت مستمرة، ومداهمات ليلية وغير ليلية، واغارة على مناطق سكنية لا تتوقف، واهمال كامل للمطالب السياسية، ومفصولين من وظائفهم واعمالهم يتلاعب بقضيتهم بنحو من حرق الأعصاب والإذلال، وتوصيات اصلاحية لا تعني الكثير اوصت بها لجنة تقصي الحقائق يؤخذ بها من تسويف إلى تسويف، ومن تزييف إلى تزييف، ومن تسطيح إلى تسطيح.في ظل هذا الواقع العملي السيء، تفتقد دعوة الرغبة في الإصلاح كل قيمتها، ولا يكون لها محمل على الجد.مسيرة الجمعة في التاسع من مارستوجد مسيرة سياسية في يوم الجمعة التاسع من مارس الحالي تصل إلى ساحة الحرية، يطلب لهذه المسيرة من الناحية العملية أن لا تكون مسيرة جميعات سياسية فحسب، وإنما مسيرة شعب عامة، واوسع ما يمكن أن تكون عليه، شاملة لكل الأطياف وجماهير الشعب الطموحة للإصلاح والتغيير.ذلك لا للمبارزة والإستفزاز، وإنما للتأكيد على أن المطالب السياسية ليست خاصة بشرذمة قليلة كما قد يروج له الإعلام، وأنتم قد أكدتم زيف هذه الدعوة بما لا يدع شكاً في كثيرٍ من المرات ولزمن طويل، وخاصة في العام المنصرم وهذا العام، ولكن المطلوب هذه المرة ألا يتخلف عن المشاركة في الحضور أي قادر من رجل أو امراة، من شيخ أو شاب، من كل الأعمار رداً عملياً منكم أكبر افحاما لتلك الدعاوى الزائفة التي تقوم على التضليل وتزوير الحقائق.اتمنى من جماهير الشعب من كل الأعمار، من كل قادر على الحركة رجلا كان أو امراة من كل الأطياف، من كل فصائل المعارضة، والحراك الشعبي كله، ومن كل المناطق أن تكون لهم مشاركتهم في المسيرة المذكورة، وفي الوقت المبكر، لإقناع من يقنعه الحق والواقع بأنكم مع مطالبكم السياسية والحقوقية العادلة، وأنكم لستم الشرذمة القليلة المعزولة التي لا يعبء بها.اتمنى من أصحاب السماحة العلماء وأخوتي طلاب العلوم الدينية الأعزاء، أن يكون لهم حضورهم القوي البارز، وأن لا يتخلف منهم متخلف.وسيكون على هذا المتكلم أن يتشرف بالحضور مع اخوانه وأبنائه من أبناء الشعب وبناته الشرفاء، طلباً للأجر من الله سبحانه.وإني لأطمع من الأخوة المنظمين والمشرفين على المسيرة، والمشاركين فيها من جماهيرنا الغيورة، العمل على أن تكون الأرقى والأكثر انضباطا ودقة على مستوى القول والفعل، وأن تبتعد كل البعد عن أي مظهر من مظاهر التي قد تسجل علينا في الإعلام العالمي أي موأخذة، وأن نكون أرشد واوعى من أن نصرف بأمور آخرى عن هدفنا الرئيس.نريد للمسيرة أن تتميز في كل ما ذكرت من بين المسيرات المنضبطة السابقة، لتؤدي رسالتها المقصودة في التركيز على أن المطالب السياسية والحقوقية العادلة مطالب شعب لا شرذمة قليلة غير معتبرة، وهي رسالة من الضرورة أن تصل العالم كله ويفهمها..................انتهی / 115