ابنا: رغم أن قضية دور الدين في الحياة وتبني الالحاد كمعتقد تراجعتا بانحسار الشيوعية وانهيار الاتحاد السوفيتي، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي المعاصرة والمنابر الشخصية المتوفرة عبر الشبكات الاجتماعية مثلتا بيئة مواتية لكثيرين ممن يجدون انفسهم اقرب الى الابتعاد عن التدين حتى في بلاد الحرمين الشريفين.ويحاول المتشددون المساواة بين الالحاد والدعوات الليبرالية، لكن الليبراليين ودعاة الانفتاح يحرصون على التأكيد بأن لا مجال للمقارنة بين التوجهين وان المتشددين يريدون زجهم في معركة خاسرة مقدماً نظراً لتمسك المجتمع السعودي بأهداب الدين الحنيف.لكن آخرين يؤكدون أن البعض يعبر في كتاباته عن توجه انكاري للدين ودوره في الحياة ويلمحون ـ دون ان يفصحوا ـ إلى أنهم ملحدون ولكن من دون ايديولوجيا الحادية كالماركسية والشيوعية.مقاهٍ "تفرّخ" الملحدينوفي الوقت الذي لا تزال فيه إجراءات التحقيق جارية مع الكاتب حمزة كشغري في أعقاب تطاوله على الذات الإلهية والرسول الكريم، تفجّر جدل محموم على مواقع التواصل الإجتماعي حول ظاهرة "اللادينية" وحول "خلايا إلحادية" تعقد ندوات في مقاهي بجدة، يرتادها عدد كبير من شباب الجيل الجديد من الطبقة المثقفة السعودية.الحملة الإلحادية أطلقها عبدالله حميد الدين، وهو يمني منح الجنسية السعودية قبل سنوات ويحمل الجنسية الأميركية. ويقال إن كشغري كان من روّاد هذه المقاهي التي "فرّخت العديد من الملحدين".وبثت عدة مواقع اليوتيوب وكذلك فضائيات سعودية مقتطفات من "معتقدات" حميد الدين وهو يشكّك في وجود الله ويتخطّى كل الخطوط الحمراء التي "تكشف خيوط المؤامرات التي تُحاك ضد ديننا الإسلامي وتكشف أوراق عصابات الإلحاد والزندقة التي تتستر وراء الصحافة والإعلام وحرية الرأي والفكر"، كما يقول الباحث والمؤرخ الإسلامي، الشيخ خضر بن صالح سند."الطابور الخامس"ويؤكد الشيخ سند أن "حمزة كشغري هو نتاج فكري لمدرسة تعمل في الخفاء في مقاهٍ تحتوي على كتب 70% منها ممنوعة في عرف وزارة الإعلام، بينما لا يوجد في جدة مركز إفتاء رسمي ولا كلية شريعة واحدة".ويتدخّل الأمير خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، شقيق الأمير الملياردير الوليد بن طلال، في برنامج على قناة "إقرأ" ليتهم "الطابور الخامس من الليبراليين الذين يريدون فصل الدين عن السياسة والمنافقين من التيار التغريبي العلماني الإلحادي الذين يريدون إسقاط النظام".وفي مداخلة هاتفية من الولايات المتحدة على قناة "روتانا"، التابعة للوليد بن طلال، يتّهم حميد الدين التيار الاسلامي بأنه "تنظيم إرهابي يستحل القتل وسفك الدماء" وأنه "يتحرك وفق اجندة سياسية معروفة لتصفية الإصلاحيين والتنويريين".وكانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبضت قبل عدة أشهر على حميد الدين في مقهى "جسور" بجدة حيث كان يعقد ندوات مع مجموعات من الشباب من الجنسين.وحميد الدين حاصل على درجة الماجستير في علم اللغة إضافة إلى درجة الماجستير في العلوم الإنسانية من الجامعة الأردنية وله مجموعة من المؤلفات والأبحاث ويهتم بقضايا متعددة من أهمها حقوق الإنسان وحوار الحضارات والإصلاح الديني والتعليم.وكانت الهيئة قد شهدت في السنوات الأخيرة تراجعا في سلطتها في مدينة جدة، المرفأ السياحي الكبير والتي تحظى بانفتاح ليس له مثيل في باقي أنحاء المملكة المحافظة جدا، بعد قرار الأمير خالد الفيصل، حاكم منطقة مكة المكرمة التي تضم جدة والطائف، بعدم دخول المطاوعة مطاعم العائلات إلا بعد إذن شخصي منه.وفي الفترة التي كان فيها حاكماً لمنطقة عسير، قبل تعيينه في شهر مايو 2007 على رأس منطقة مكة، كان الأمير خالد، الذي يُعرف بـ"أمير الفكر والشعر"، محل انتقادات المطاوعة الذين كانوا يلومون انفتاحه.وكان اسلاميون أكدوا أن الموضوع أكبر من حمزة كشغري الذي كان "كبش فداء لشخصيات ليبرالية تسعى لتحجيم دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".وطالب أحدهم بملاحقة حميد الدين الذي "استغل شبابنا المسلم بفطرته ونشأته وتربيته ولم يتدرب على النقاش والحوار والدفاع عن دينه بالحجج الدامغة، فكان صيداً سهلاً".وذهب الأمر بالإعلامي السعودي سلطان الجوفي، رئيس تحرير صحيفة النخبة الأسبوعية، إلى حدّ إتهام الداعية السعودي سلمان العودة، عبر تويتر، بالعمل على إشاعة روح الإلحاد في المجتمع السعودية... بدعم من قطر."التشدد هو العدوّ الحقيقي"يتساءل الكاتب خالد عوض العمري "من هو العدو؟ ". ويجيب "العدو الحقيقي لهذا الوطن منذ تأسيسه هو التطرف والتشدد الذي يتخذ من الدين جلباباً له ليخدع به البسطاء".ويطالب الصحفي الليبرالي جمال خاشقجي، المقرّب من الأمير خالد الفيصل، بالعفو عن كشغري، معتبرا أن كتاباته المسيئة للإسلام تظهر أن "مستوى عدم التسامح وثقافة الكراهية وصل لمرحلة المرض في السعودية".ويرى العديد من الكتاب أن المبالغة في الغلو والتشدّد و"شيطنة الآخر" بدأت تنفّر بعض الشباب من الإسلام وتنجب جيلا من "اللادينيين" وآخر من "المتنصّرين" على غرار الشاب حمود صالح العمري الذي أطلق على نفسه لقب "قسّيس مكة" وظهر عبر مقاطع فيديو وهو يلعن الله والرسول الكريم والأسرة الحاكمة في السعودية.ويتباهى العمري على قناة "الحياة"، الفضائية التبشيرية، بارتداده عن الإسلام واعتناقه المسيحية. ويطالب بالسماح له ببناء كنيسة مسيحية بمهبط الوحي.كلام عن "التحصين" والترشيدفي الأسبوع الماضي، أوردت صحيفة "الوطن" قول إمام في خطبة الجمعة أن من أسباب تفشي الإلحاد بين الشباب، "ابتعاث الطلبة للخارج" و"اطلاعهم على ما يكتب في شبكات التواصل الاجتماعي"، وهم في الحالتين "غير محصنين". وأضاف الإمام أن "لديه ما يفيد بدخول ثلاثين مبتعثاً في الدين النصراني".في نفس الأسبوع، حذر الداعية الشيخ محمد النجيمي الشباب من "قراءة الفلسفة قبل التحصين". وشن المفتي العام، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، هجوماً على دعاة أفكار "الصوفية".ونصح دعاة، من ضمنهم الشيخ صالح اللحيدان، النساء بعدم الذهاب إلى المهرجان الثقافي بالجنادرية، رمز الوحدة الوطنية، باعتباره "لهو ولعب". فدفع التّحريض عشرات من "المحتسبين" إلى محاولة إقتحام قرية التراث لمحاربة الفرحة ووأد البسمة..................انتهی / 115_214
المصدر : راصد
الأربعاء
٢٩ فبراير ٢٠١٢
٨:٣٠:٠٠ م
299988
تتحدّث الصحافة المحلّية عن "خلايا إلحادية" تنشط في وضح النهار وتفرّخ في جدة، بوّابة الحرمين، ويعلن شاب سعودي على الملأ اعتناقه المسيحية ويتطاول على الله ورسوله ويطالب ببناء كنيسة مسيحية في مكة المكرّمة.