وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : مو قع السيد السيستاني
الثلاثاء

٢٨ فبراير ٢٠١٢

٨:٣٠:٠٠ م
299682

السيد السيستاني يرد على أدعياء العرفان

رد آیة الله العظمی السید السیستاني علی الذین یدعون العرفان الکاذب وقال ینبغي لکل مؤمن العنایة بتزکیة النفس وتذهیبها عن الخصال الرذیلة.

بسم الله الرحمن الرحيم أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ظهرت في الاونة الاخيرة توجهات منحرفة من بعض الشباب الدارسين في الحوزات العلمية مدعين لانفسهم مقامات القرب من الله سبحانه وتعالى وانهم وصلوا بذلك الى بعض الجوانب العرفانية معتقدين ان هذا التوجه (الخاطئ) اولى بالاهتمام من المراتب العلمية والتقوائية والورعية في الاتباع، فخدعوا بعض من لا وعي لهم ولا بصيرة ولكن سرعان ما عاد الكثير منهم الى جادة الصواب بجواب مرجعية النجف المذكور ادناه مع السؤال: بسم الله الرحمن الرحيم سماحة المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فانه يظهر بين الحين والاخر اشخاص في وسط الشباب في الحوزات العلمية او غيرها يدّعون انهم يتصفون بالعرفان وصفاء الباطن ويزعمون لانفسهم مقامات في القرب من الله سبحانه وتعالى ويقولون ان رسالتهم هي توجيه المجتمع الى الله بالاذكار والاوراد والمجالس الخاصة، ولوحظ ان قد يستجيب لهم جمع من الشباب تصديقا لدعاويهم، في حين ينظر اخرون الى هذه التصرفات والحركات بعين الريبة والشك، فهل يجوز الاعتماد على اصحاب هذه الدعاوى والثقة بهم والعمل بوصاياهم والاستجابة لهم، او يجب الحذر منهم والابتعاد عنهم؟ افتونا مأجورين وحفظكم الله عزا ومنارا. جمع من طلاب الحوزات العلمية بسمه تعالى لا شك في انه ينبغي لكل مؤمن العناية بتزكية النفس وتهذيبها عن الخصال الرذيلة والصفات الذميمة وتحليتها بمكارم الاخلاق ومحامد الصفات استعدادا لطاعة الله تعالى وحذرا من معصيته، الا ان السبيل الى ذلك ما ورد في الكتاب العزيز والسنة الشريفة من استذكار الموت وفناء الدنيا وعقاب الاخرة من البرزخ والنشور والحشر والحساب والعرض على الله تعالى، وتذكر اوصاف الجنة ونعيمها واهوال النار وجحيمها واثار الاعمال ونتائجها، فان ذلك مما يعين على تقوى الله سبحانه وتعالى وطاعته والتقوي من الوقوع في معصيته وسخطه كما او صى به الانبياء والاوصياء عليهم السلام وعمل به العلماء الربانيون جيلا بعد جيل، وهذا طريق واضح لا لبس فيه، ولا عذر لمن تخلف عنه، وانما يُعرف المرء بمقدار تطابق سلوكه مع هذا النهج وعدمه، فان الرجال يعرفون بالحق ومن عرف الحق بالرجال وقع في الفتنة وضلّ سواء السبيل. وقد حذّر امير المؤمنين (ع) عن بعض اهل الجهل ممن يبتدع بهواه امورا ويزعم انه من العلماء فيجمع حوله فريقا من الجهال قائلا ((إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ، وَأَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ، يُخَالَفُ فِيهَا كِتابُ اللهِ، وَيَتَوَلَّى عَلَيْهَا رِجَالٌ رِجَالاً، عَلَى غَيْرِ دِينِ اللهِ، فَلَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ مِنْ مِزَاجِ الْحَقِّ لَمْ يَخْفَ عَلَى الْمُرْتَادِينَ، وَلَوْ أَنَّ الْحقَّ خَلَصَ مِنْ لَبْسِ البَاطِلِ انْقَطَعَتْ عَنْهُ أَلْسُنُ الْمُعَانِدِينَ; وَلكِن يُؤْخَذُ مِنْ هذَا ضِغْثٌ، وَمِنْ هذَا ضِغْثٌ، فَيُمْزَجَانِ! فَهُنَالِكَ يَسْتَوْلي الشَّيْطَانُ عَلَى أَوْلِيَائِهِ، وَيَنْجُو الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللهِ الْحُسْنَى)). ومن علائم اهل الدعاوى الباطلة مبالغتهم في تزكية انفسهم على خلاف ما امر الله تعالى به وتوجيه الاخرين الى الغلو فيهم والاستغناء عن المناهج المعروفة لدى الفقهاء في استنباط الاحكام الشرعية ودعوى الوقوف عليها وعلى ملاكاتها من طريق الامور الباطنية والتصدي للفتيا من غير استحصال الاهلية لها واستغلال المبتدئين في التعليم والتعلم، والموالاة الخاصة لمن اذعن بهم والمعاداة مع من لم يجر على طريقتهم والوقيعة فيمن انسلخ منهم بعد الايمان بهم وسلوك سبل غير متعارفة للامتياز عن غيرهم من اهل العلم وعامة الناس والمبالغة في الاعتماد على المنامات وما يدّعون ترائيه لهم في الحالات المعنوية والتميز في اللبس والزي والمظهر عن الاخرين، تمسكا في بعضه بانه عمل مأثور من غير ملاحظة الجوانب الثانوية التي يقدّرها الفقهاء في مثل ذلك. ومن تلك العلائم الابتداع في الدين والتوصية بالرياضات التي لم تعهد من الانبياء والاوصياء (ع) والاستشهاد فيما يدّعى استجابه الى ماورد في مصادر غير موثوقة تذرعا بالتسامح في ادلة السنن، وايضا التأثر باهل الملل والاديان الاخرى والتساهل في ما يعد ضربا من الموسيقى والالحان الغنائية المحرمة ووجوه اختلاط الرجال بالنساء، والاعتماد على مصادر مالية غير معروفة وارتباطات غامضة مريبة الى غير ذلك مما لا يخفى على المؤمن الفطن. واننا نوصي عامة المؤمنين وفقهم الله تعالى لمراضية بالتثبت وعدم الاسترسال في الاعتماد على مثل هذه الدعاوى، فان هذا الامر دين يدان الله تعالى به، فمن اتبع امام هدى حشر خلفه وكان سبيله الى الجنة ومن اتبع امام ضلال حشر معه يوم القيامة وساقه الى النار وليتأمل الجميع في هذا الحال من كانوا قبلهم كيف وقع الكثير منهم في ضلال لإتّباع امثال من ذُكر، نسأل الله تعالى ان يجنّب الجميع البدع والاهواء ويوفقنا للعمل بشرعه الحنيف مقتدين بسيرة العلماء الربانيين انه ولي التوفيق.والسلام عليكم وعلى جميع اخواننا المؤمنين ورحمة الله وبركاته على الحسيني السيستاني 28 ربيع الاول 1432هـ

انتهى/ 113