وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : الوفاق
الخميس

١٦ فبراير ٢٠١٢

٨:٣٠:٠٠ م
297085

البحرين؛

الشهيد الحاج علي خضير.. عندما استيقظ رفض الهروب وتوجه لخيام النساء لحمايتهم

وفقاً لما تظهره شهادة الوفاة، فأن الشهيد توفي في أثناء نقله إلى مستشفى السلمانية وقبل أن يصل إليه، وأعلنت وفاته بشكل رسمي من قبل الطبيب المسئول في الساعة 3.45 فجراً، أي في وقت مبكر جداً من هجوم قوات الأمن على الاعتصام لفضه، بما يظهر بان إصابته كانت قاتلة.

ابنا:‌ هذا التقرير يمثل خلاصة ما وثقته جمعية الوفاق من معلومات عن حادثة استشهاد الشهيد "علي خضير"، وهي اليوم تعيد نشرها في يوم ذكرى شهادته، تعبيراً منها عن وفائها لدمائه الزاكية، ولتؤكد لأسرته بأنها وكل الأحرار معها لم ولن ينسوا الشهيد الذي لم يمنعه عمره من أن يشارك الشباب في طموحهم في تحقيق العدالة لكل أبناء هذا الشعب، فكان معهم في الاعتصام حتى النهاية، ولن ينسوا قلبه الذي امتلاء حناناً على بنات شعبه، وأبا أن يغادر الميدان وينجو بنفسه دونهم، وظل يحث من معه على عدم الرحيل قبل مساعدة النساء، فكان لسان حاله يردد، كيف تهنا لي بعد هذا اليوم الحياة أن تركت بناتي في فزعهم ونهب هراوات رجال الأمن وأسلحتهم، أن الشهيد حاضراً مع كل أطياف الحراك، في كل خطوة من خطوات هذا الطريق الشاق، يبث فينا الأمل والصمود والصلابة.والجمعية الوفاق في هذا المقام تود أن تعتذر لأسرة الشهيد عن عدم تمكنها من الوصول إلى التفاصيل الخاصة بكيفية إصابته على وجه الدقة، مؤكدة بأنه بذلت كل جهودها، وبثت الإعلانات لحث من لديه معلومات لتزوديه بها، لكن لم يتقدم أحد ليدلي بشيء أكثر مما هو معروض في هذا التقرير.الشهيد "علي منصور أحمد خضير"، يبلغ من العمر حوالي 54 عاماً، من سكنت جزيرة سترة، وقد تم استهدافه فجر يوم 17 فبراير 2011.فجر يوم 17/2/2011 هاجمت قوات الأمن الاعتصام الذي كان قائماً في ميدان دوار اللؤلؤة، وفضته باستخدام القوة، ووفقاً للرواية الرسمية فأنها بدئت هجومها من على الجسر الذي يطل على الدوار من الجهة الشمالية مستخدمة المنحدر العشبي الجانبي ممر للنزول إلى داخل منطقة ميدان دوار اللؤلؤة.بينما وفقاً لروايات بعض من حضر الحدث، فأن الهجوم بدء بإطلاق القنابل المسيلة للدموع بكثافة من على الكوبري ونزول أعداد كثيفة لاحقاً، وكذلك وجود فرقة من رجال الأمن تتقدم بشكل متزامن من الطريق الموجود أسفل الجسر والقادم من جهة الشمال الشرقي والذي يؤدي إلى نقطة نهاية الجسر والإشارات الضوئية الموجودة عند نهاية الجسر، وكانت تطلق القنابل المسيلة للدموع بكثافة، وتكشف الإصابات التي وجدت في وقت مبكر، عن استخدام قوات الأمن للرصاص الانشطاري (الخرطوش/الشوزن) منذ وقت مبكر لعملية فض الاعتصام، وحتى قبل حدوث تماس ما بين المعتصمين ورجال الأمن.الشهيد بات ليلته تلك مع المعتصمين في أحدى الخيام التي نصبت في ميدان دوار اللؤلؤة مع مجموعة من أبناء قريته، وكانت الخيمة موجودة في داخل الدوار من الجزء الذي يقابل الطريق القادم من جهة مركز سيارات الإطفاء المجاور، وكانت أقرب الخيام للجزء الذي خصص لخيام النساء في الدوار.عندما استيقظ الشهيد، رفض الهروب وتوجه لخيام النساء لحمايتهم، وتجادل مع احد الأشخاص في هذا الشأن، فقرر الأخير المغادرة وبقى الشهيد.بعد فترة قصيرة من بدء هجوم قوات الأمن على المعتصمين، شاهد احد المعتصمين فرقة من رجال الأمن متوجهة للدوار من جهة الشرق، وعلى ما يبدوا بأنها كانت قادمة من الطريق الفاصل ما بين محطة البنزين والسوق المركزي (جنوب شرق الدوار) أو من الطريق الفاصل ما بين السوق المركزي والجسر العلوي، وفي أثناء تقدمها كان لا يزال هناك عدد كبير من المعتصمين، ولازال كثير منهم يركض في كل الاتجاهات، وهي لم تكن بعيدة عن الناس التي كانت تسعى لمغادرة الموقع.في هذه الأثناء شوهد الشهيد وهو بالقرب من خيم النساء المجاورة للخيمة التي كان نائماً فيها وهو يقف بوضع المتألم في مواجهة هذه الفرقة الأمنية، وقد كانت في هذا الوقت قد وصلت داخل الطريق المحيط بالدوار في الجهة المقابلة لأسواق المنتزه ولا تبعد عن موقع وجود الشهيد كثيراً. وفقاً لما تظهره شهادة الوفاة، فأن الشهيد توفي في أثناء نقله إلى مستشفى السلمانية وقبل أن يصل إليه، وأعلنت وفاته بشكل رسمي من قبل الطبيب المسئول في الساعة 3.45 فجراً، أي في وقت مبكر جداً من هجوم قوات الأمن على الاعتصام لفضه، بما يظهر بان إصابته كانت قاتلة.وجدت على جسده آثار كرات الرصاص الانشطاري (الخرطوش/الشوزن) منتشرة في الصدر والبطن والظهر، بعض هذه الآثار متقاربة، وحدد الأطباء بأن هذه الكرات اخترقت الصدر والأحشاء الداخلية، وصدرت شهادة الوفاة وقد دون بها بأن الوفاة ناتجة عن إصابة بطلقات نارية رشية في الصدر والظهر.موقع سقوط الشهيد وبعده عن الفرقة الأمنية التي كانت مواجهة له بحسب ما نقل عن مشاهدات بعض المعتصمين، تؤكد بأنه لم يكن في وضع الاعتداء على رجال الأمن، ووقت سقوطه الذي يعتبر مبكر من هجوم قوات الأمن على المعتصمين، وفي بداية وصولها لأرض الميدان، يقدم مؤشر على أن هذه الفرقة كانت تستخدم بندقية الرصاص الانشطاري (الخرطوش/الشوزن) بغرض تفريق المتجمهرين وليس للدفاع ضد هجوم تعرض له رجال الأمن من قبل بعض المتجمهرين الذين رفضوا الانصياع للأوامر بفض الاعتصام وفقاً للرواية الرسمية.يؤكد تقرير اللجنة الملكية لتقصي الحقائق، هذه المؤشرات، إذ يشير في الفقرة 912 عند توثيقه لحالة الشهيد بأن الطبيب الشرعي أن الإطلاق تم على الشهيد من مسافة تتراوح ما بين 5 أمتار و10 أمتار. ...................انتهی/212