ابنا: إن للدكتور (القرضاوى) كامل الحرية فيما ذهب إليه ؛ رغم خلافنا معه ، ورغم رأينا فى دوره الجديد فى خدمة " السلطان " الخليجى والأمريكى وليس فى خدمة القرآن ، هو حر فى رأيه ومواقفه ، ونحن لن نحاكم الرجل أو نحاسبه ، فحسابه عند ربه فيما قال أو فعل ، أما اليوم فنحن عاتبون عليه ، وعلى غيره من علماء وساسة الإسلام والعروبة ، الذين رغم علمهم ورغم ادعاءهم الحديث باسم الإسلام وباسم الثورة ، نجدهم يكيلون بمكيالين ، فهم يؤيدون ثورات بعينها حتى لو كان أصحابها قد جاءوا على دبابة أمريكية ، ونسقوا علناً مع الـ C.I.A وحلف الناتو كما هو الحال فى (سوريا وليبيا) ؛ نجدهم فى الوقت ذاته يصمتون بل وأحياناً يهاجمون ثورات أخرى حقيقية مثل ثورتى اليمن والبحرين ، وكأن الأمر مقصوداً ومرتباً ، أن يصمت علماء الإسلام ، وفى مقدمتهم القرضاوى ، وأن تصمت جماعة الإخوان المسلمين ومن صار فى ركابها من تيارات إسلامية ، فى الوقت الذى يغزو جيش السعودية البحرين ، وتقوم نفس الدولة (السعودية) بإفشال الثورة اليمنية وتُهرب على عبد الله صالح إلى أمريكا وتبادر بسرقة مكتملة الأركان للثورة فى اليمن ، وتجرى عليها عملية تجميل سطحية تجمل بها وجه النظام القديم ، مشابهة تماماً لعملية التجميل التى أجريت لعلى عبد الله صالح فى الرياض !! هذا مع اليمن ، أما البحرين فلم ينطق الشيخ القرضاوى وعلماء (السلطان) الخليجى والأمريكى ، على مجازر النظام البحرينى والجيش السعودى ضد الثورة البحرينية المستمرة منذ عام كامل ، بل وأصدروا فتاوى تطعن فى الثورة ، وتصفها بالمذهبية ، فى سلوك يخالف كل شىء عرفناه عن آداب الخلاف فى الإسلام ، بل ويخالف ما سبق وأصدره القرضاوى نفسه من فتاوى ودراسات سابقة تدعو إلى رأب الصدع والحوار بين المذاهب ودرء الفتن المذهبية (وسنعرضها كاملة فى مقالات قادمة) .
وفى أحدث المواقف الغائبة للقرضاوى الذى يتزعم ما يسمى بالاتحاد العالمى لعلماء المسلمين ، هو صمته ، وصمت العديد من علماء الإسلام والساسة الكبار ، على جريمة النظام البحرينى ضد شعبه وتحديداً ضد النساء ، فأين هو - الشيخ القرضاوى - ولماذا صمت ؟ وهل هذا هو الإسلام الذى تعلمه ويُعلمه ؟ ولكن قبل الاستطراد فى التساؤلات دعونا نقرأ أحدث ما جرى فى البحرين من خلال بيانات الثوار المعارضين هناك والذين قدموا عشرات الصور والوثائق التى تؤكد اعتداءات قوات الأمن البحرينية على المرأة هناك وأن الاعتداء يتكرر باستمرار .
ولقد أكد بيان صادر عن جمعية الوفاق الوطنى الإسلامية فى البحرين ومعها 6 جمعيات ومنظمات حقوقية بحرينية ؛ على أن " مستوى الانحطاط والسقوط الأخلاقى لقوات الأمن البحرينية تجاوز الحدود ، وكشف عن فساد العقيدة الأمنية ، خاصة عندما اعتدى بالضرب والسحل والسجن للمرأة البحرينية " .
وذكرت الوفاق بأن " اعتداء قوات الأمن على المرأة البحرينية تكرر فى جسارة مقصودة وممنهجة تعكس مستوى السقوط الذى تعيشه الأجهزة الأمنية غير الوطنية والتى تعج بالأجانب والمرتزقة (يعنى من جنسيات غير بحرينية !!) الذين لا يوقفهم عن ممارسة إجرامهم دين ولا إنسانية ولا مواطنة لأنهم يفتقدون لذلك ، وأن هذه الحكومة التى قتل فى عهدتها 60 شهيداً وعشرات الآلاف من الانتهاكات الإنسانية الصارخة لم تحرك ساكناً ؛ لدليل قاطع على أنها حكومة لا تمثل الشعب وفاقدة لتمثيله ولثقته ولشرعيته وبذلك لا يمكن على الإطلاق أن تستمر هكذا حكومة فى إدارة البلد بعقلية الإرهاب والتخويف للأشخاص والانتقام من شعب يمتلك من الوعى ما يتجاوز به هذه السلطة بمسافات " ، ونشرت قوى المعارضة الأخرى وثائق وصور عن اعتداءات موسعة للأمن البحرينى على المرأة ، وإهانتها بما يتنافى مع أبسط القيم الأخلاقية والإسلامية .. ترى ما هو رأى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين (!!) د. يوسف القرضاوى ، فى هذه الجرائم التى ترتكب فى البحرين ضد المرأة ، وضد المعارضة ؟ ولماذا لا يؤكد (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) ورئيسه - شديد النشاط والهمة فى إصدار الفتاوى التى لا تفيد الأمة - الثورة هناك ؟ هل هو الكيل بمكيالين أم يا ترى هى أوامر حاكم قطر ومشيخيات الخليج(الفارسي) المحتل ؟ أسئلة لا تبحث - مجدداً - عن إجابة بل عن ضمير إسلامى يقظ !!
............
انتهی/182