ابنا: تعودنا كثيرا السماع الى عقد القمم العربية التي تناثرت فقرات وبنود محاضرها على آذاننا ما أفقدها لذة الاستماع الى قراراتها فأوجعت بذلك عقولنا التي تحاول دون جدوى فهم الحقائق ومدى قدرة العرب ودولهم على صنع القرارات وجرأة تطبيقها على الارض ليثبتوا أنهم يمتلكون القرار السياسي فيما يخص الواقع العربي كدول وشعوب وجغرافيا ممزقة وكذلك فيما يخص الإطار الدولي والاقليمي بما هو حدود الممكن من الدول القريبة الى جغرافيا الوطن العربي ، فكله كان تمنيات واحلام يتقدمها اهتمام غير طبيعي بما تتضمنه كل قمة عربية وخصوصا الاعلام الاصفر الذي يسوّق لداعميه والذي بات اليوم يضاهي مسليمة الكذاب في وصفه القادة العرب عندما يقول صرح جلالته! او قال فخامة الرئيس! او نوه دولة رئيس وزراء الدولة الفلانية! ،، بأننا تباحثنا في الامر الكذائي المطروح على طاولة الحوار وسوف نتخذ القرار بذلك ، او أننا نتحاور وسنصل الى قرار يُرضي الشعب العربي .
نمنا طويلا ونحن ننتظر على أن نسمع حلا لقضية فلسطين وصحونا فوجدنا أنفسنا لا زلنا نراوح في مكاننا وانتهت كل قممهم على مدى العقود الطويلة الماضية ولا نرى سوى البذخ في صرفيات عقدها وتبويس اللحى والهمس بين القادة العرب (ولا نعرف ما يقولون طبعا، ربما انهم يتهامسون بينهم على ان الشعوب العربية قلوبهم طيبة يصدقون ما نقول لهم وبما نضحك به عليهم فتراهم نيام ) قد يكون ذلك ؟ وقد لا يكون ذلك وانما يتهامسون بينهم في هموم شعوبهم ومعاناتهم وكيفية السبل لحلها ،يعني تبادل الخبرات والمعلومة فقد يجدون الحل عند تبادل الآراء بينهم!!!!! هل تصدقون ذلك؟ لا أدري أنا !! .
نيَف من الزمن والعراق يئن بجراح الموت البطيء الذي مورس بحقه ظلما وعدوانا نتيجة السادية البشعة في القتل والتنكيل التي مورست مع أبرياء شعبه من قبل حثالات شعوبكم التي ربما تعلمون بها تمام العلم لأغراض ما في نفوسكم تجاه الواقع الجديد في العراق ومحاولة احراق كل ورقة يمتلكها أبناء هذا البلد للنهوض بالديمقراطية الحقيقية وبناء أسس دولة المؤسسات التي يحكمها القانون والدستور وهي تحتكم الى القواعد الجماهيرية بانتخابات قل نظيرها في مؤسسات دولكم الحاكمة والتي رأينا جذوتها اليوم وهي تنطلق في شوارع مدن بلدانكم لتسحق أنظمة جثمت على صدورها عقودا طويلة من الزمن ، وخشيتكم من ذلك دفعت بكم مستقتلين الحفاظ على عروش مماليككم واماراتكم التي صادرت عقول الكثير من مفكريكم ومثقفيكم فأخرست السنتهم عن المطالبة بحقوقهم مثل باقي الشعوب في العالم او على الأقل بمن يحيطون بكم وقريبون منكم ،، وربما مملكة البحرين - التي كانت دويلة قبل ان يرصعوا لها تاجا بالذهب – مع احترامي لشعبها هي أحد المتوجسين على ذهاب العرش نتيجة صحوة ووقوف أبناءها الذين فاض بهم ما مورس بحقهم من قتل وتنكيل واستهداف وتغريب وتغيير ديمغرافي سكاني وما الى ذلك من أسباب كثيرا ما أوجعت هذا الشعب المظلوم حيث تحكمهم عائلة مالكة جاءت بها اتفاقية سايكس بيكو فتوجتهم على رقاب هؤلاء الناس لتكون عضوا في جامعة الدول العربية ومنذ عشرات السنين وهي تجلس على كرسي العضوية وممثلة برئيس وزراءها طيلة الفترة الماضية ولا زالت ، فماذا قدمت البحرين طيلة تلك الفترة المنصرمة سواء للواقع العربي او الدولي من قرارات مصيرية؟ وهل قامت على حل مشكلة الشعوب المقهورة والمحتلة والتي تأن تحت وطأة جلاديها !!!؟ وفي حسبة بسيطة ودون أي تردد لا شيء سوى الابتسامات التي تتوزع بينهم وبين الرؤساء العرب الآخرين وكما قلنا ربما انهم يضحكون علينا!!
اليوم وقد وصلنا الى موعد عقد القمة العربية في بغداد التي تم تأجيل استحقاقها هذا بسبب تدخل بعض الدول الخليجية تحديدا لمزاجية ملوكهم ومحدودية تفكيرهم كونهم يريدون دولة ونظاما يحكم العراق وفق مسير عربة سياساتهم في المنطقة وفي النهاية تكون على شاكلتهم في القمع والاستبداد الذي يمارسونه في التسلط وعدم التحرش بعروشهم الفرعونية،لقد كان واضحا أن دولة مثل البحرين بصغرها اضافة الى توأمتها قطر يحاولان المسك بزمام المبادرة لالغاء عقد القمة في بغداد الشهر المقبل وذلك للموقف العراقي الذي كان ولا يزال مناصرا للشعب البحريني في ثورته العارمة التي هزت عرش السلاطين المتحكمين بهم حيث صرح نائب رئيس مجلس النواب البحريني عادل المعاودة قائلا((هناك سببان هو ان الحكومة العراقية وتدخلها السافر الذي لا تتحلى بالحكمة ولا بالسياسة ولا باللباقة في شؤون البحرين الخاصة ويتصف بنفس طائفي بغيض ، كنت أعتقد أن السبب اكبر من ذلك ،، ثم يضيف ، أن العراق الان مختطف من النظام الايراني ودعا الدول الخليج الفارسي وباقي الدول العربية الى عدم حضور القمة في بغداد )) أقول هنا ربما تحذو بعض الدول الخليج هذا الكلام الغير منطقي والغير دبلوماسي والذي لا يتحلى بالحنكة السياسية واللباقة التي يطلبها هذا السلفي المتطرف الذي يتصور نفسه وكأنه يتحدث من جامع ويصدر فتاوى كما هي الفتاوى التي مارسها اخوانه السلفيين المتطرفين في عدد من دول الخليج الفارسي الاخرى واستخدمت في قتل العراقيين ،، اذن هي سلفية بحرينية اخذت زمام المبادرة من شيخهم في قطر القرضاوي الذي كان يفتي طيلة السنوات الماضية منذ أن بكى على فقيده "صدام " الذي سماه شهيدا!!! بقتل العراقيين بحجة الصفوية والاحتلال وغير ذلك من الخرافات وأهم ما عنده اطلاقه احتلال الصفويين للعراق وها هو اليوم يقول تبيعه الشيخ السلفي المعاودة نفس ما كان يردده استاذه القرضاوي أن العراق مختطف من قبل الصفويين وهو بذلك لا يتدخل في الشأن العراقي وحسب وانما يتجاوز كل الحدود الدبلوماسية والاخلاق السياسية عندما يصف حكومة انتخبها الشعب العراقي بكل أطيافه وتجمع في تشكيلتها كل الألوان والأطياف السياسية العراقية ،، ألا يدل ذلك على الحقد الأعمى الذي يمارسه بعض المتسلطين على رقاب شعوبهم؟
ما اريد قوله الظاهر ان الفتاوى السلفية للمتشديين لا تحتاج بعد الان الى مواقع الكترونية مرتبطة بها او وسائل اعلامية مجهولة لايصالها الى أتباعهم من العقول المفككة بل سنسمعها من تحت قبة برلمانات بلدانهم التي يحكمونها اليوم لاننا نلحظ ان المد السلفي التكفيري الذي يواكب الربيع العربي تربع على مقاعد البرلمان وعزل الشباب الثائر بدمه من اجل تغيير الانظمة بعيدا يتسكعون بالشوارع دون الوصول الى اهدافهم ، فأي مفارقة هذه عندما ستكون دار الفتيا السلفية فضاءات البرلمان!!!
.............
انتهی/182