ابنا: يطل علينا سعادة الدكتور وسماحة الشيخ يوسف القرضاوي بين الحين والآخر بفتوى دينية جديدة لا تنم للاسلام بصلة لا من قريب ولا من بعيد مما ادى الى اختلاط الحابل والنابل ، والحق والباطل على الامة الاسلامية في شرق الارض وغربها وتشابه عليها البقر ليدفعها بذلك نحو الانحراف والنفاق والتفرقة والطائفية والمذابح الداخلية خدمة لمصالح الاسياد.
وقد اخذ بفتاواه المخالفة للشريعة الاسلامية المحمدية والمنسجمة مع الاسلام الأميركي الذي يغزو العالم العربي والاسلامي بهدف تدمير الأمة التي حملت رسالة الاسلام الحنيف وإنطلقت تدعو اليه وتبشر به حتى أبواب الصين، ليقول للناس بلسان حاله "اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة"!!.
فكان أول من أفتى بحلية التحالف والتآزر مع غير المسلمين من الديانات الاخرى حتى الكفار معتبرا اولئك أخوة المؤمنين المسلمين محرفا بذلك قوله تعالى "انما المؤمنون أخوة" سعيا منه الى تمييع وأماتة عقيدة الولاء والبراءة لدى الشعوب الاسلامية ، وقال:"إن مودة المسلم لغير المسلم لا حرج فيها مضيفاً :إن العداوة بين المسلمين وبين اليهود من أجل الأرض فقط (فلسطين)لا من أجل الدين مفسراً قوله تعالى:"لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا" أن هذا بالنسبة للوضع الذي كان أيام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وليس الآن، في الوقت ذاته يستدل بآخر الآية نفسها على قرب النصارى الآن من المسلمين!، وادعى أن الجهاد إنما هو للدفاع عن كل الأديان لا عن الاسلام فقط !!.
ومنذ أن بدأت الصحوة الاسلامية تعصف بالعالم العربي خصص الشيخ القرضاوي رعايته الأبوية وكل جهوده وفتاواه وتصريحاته لتبرير الغزو الغربي لأقطار عربية واسلامية، فدعا الى الإقتداء بالمجلس الوطني الليبي الذي جاء الى الحكم في ليبيا بدعم القنابل والاسلحة الغربية المدمرة بعد أن أعاث الطاغية المقتول "القذافي" الفساد في ليبيا واباح دماء شعبه، فهرع الى طرابلس لكم أفواه الشعب الليبي الذي أخذت اصواته تتعالى تنديداً بالتدخل القطري السلفي الصهيوني في شؤونهم الداخلية وإحتجوا وشتموا وحذروا "حمد" من التدخل في شؤونهم وهم مجرد وكالة محروقات لبيع النفط والغاز وليبيا بلد ضارب في التاريخ ويملك تاريخا بطوليا في مقاومة الغزاة البريطانيين والفرنسيين والإيطاليين وحتى الأميركيين وحققوا إنتصاراتهم بأرواح شهدائهم ودمائهم وليس بدعم أموال بترول دول مجلس التعاون الخليجي سعيا منها باستبدال الطغاة بمندوبين ساميين غربيين.
ومن هناك افتى بوجوب إحتلال سوريا وتدميرها إذا ما فشلت قطر وجامعتها العبرية بفرض مبادرتها التي صاغتها أميركا والعدو الصهيوني باموال دول مجلس التعاون ، فيما أباح للأخيرة إقامة قواعد عسكرية للجيوش الصليبية الأميركية فوق أراضي هذه الدول، الى جانب توصيته للاحزاب الاسلامية (الوهابية والسلفية) في البلدان العربية التي يعصف بها الربيع العربي ب"التعاون والتعامل بحكمة مع الاستعمار الغربي الجديد والعدو الصهيوني "،وذلك تلبية لطلب ولي نعمته الذي منحه الجنسية القطرية "لورنس العرب" الجديد المتصهين الشيخ حمد الذي بلغ أمارة قطر بعد إنقلابه وخلعه لوالده، وصار مفتيا للإمارة يبرر لها كل مواقفها من إستضافتها للقاعدة الأميركية الكبرى التي أسهمت الإسهام الكبير في غزو العراق وافغانستان وتدميرهما ونهب ثرواتهما واستباحةدماء شعبيهما ، وحتى اعلان أميرها تبنيه الفكر الوهابي خلال افتتاحه مؤخراً مسجد "عبد الوهاب" في الدوحة.
كما انه برر ودون استحياء أو خجل تعامل نظام آل خليفة الدموي للمواطنين في البحرين وعلى خلفية طائفية ليتهم الشارع البحريني من سنة وشيعة والذي يطالب بالعدالة والمساواة والحرية والديمقراطية بانها اضطرابات طائفية، ولم يدعم الانتفاضة الشعبية في المنامة ليعيد للذاكرة فتاواه وتصريحاته الطائفية التي دعمت الارهاب والقاعدة واجرامها الذي احرق الاخضر اليابس في العراق وحصد ارواح مئات آلاف المواطنين الابرياء فيما انتقد اعدام الطاغية المجرم "صدام" واعتبره طائفياً.
وقد رآى سعادة الدكتور القرضاوي أرضاً خصبة لأفكاره الانحرافية والنفاقية في البلدان العربية تشهد صحوات اسلامية وصعود الاسلاميين للحكم ، والذي أوصاهم بان يتعاملوا مع الغرب و"اسرائيل" وتبني الوسطية والاعتدال على غرار محور "الاعتدال العربي" في تعاملها السياسي مع ما اسلف ذكره وكذلك عدم فرض القيم والرموز الاسلامية على السياح في بلدان تعتمد على السياحة مثل تركيا ، فتمسك البعض منها ممن كان يعرف بتمسكه الشديد بالقضية الفلسطينية ليعلن وبكل صلافة ووقاحة (التيار السلفي المصري) بانه سيبقى على اتفاقيات الذل والعار التي وقعها المعدوم "السادات" والفرعون "مبارك" اذا ما تولت السلطة في مصر تلبية لارادة الدرهم القطري الذي دعمها في الانتخابات التشريعية ، لتكون هي الاخرى نسخة طبق الاصل لنظام الحكم في تركيا.
وتمادى شيخ الشريعة ورائد مسيرتها الأموية – العثمانية الجديدة في فتاواه الهزيلة والمخجلة حتى تعدى كل الحدود واطلق سهم حقده وبالعلن على الاسلام المحمدي الأصيل عندما أفتى وقبل ايام قلائل بأنه "على المسلمين أن يقفوا إلى جوار تركيا وضدّ اتهامها بالظلم بعد إقرار مجلس النواب الفرنسي لقانون يُجرّم إنكار إبادة الأرمن، قائلاً أن الإسلام لا يُمكن أن يُبيد الحيوان فكيف يُبيح إبادة البشر"؟! وكأن تركيا العلمانية أضحت تمثل الاسلام برمته متجاهلا الكثير من الدول العربية التي تتعرض لمخططات الاعداء والصليبين الحاقدين مثل لبنان والعراق وسوريا ، متجاهلاً من أن هذا البلد الذي يرى فيه الاسلام ويفتي داعما بهذه الشدة له كان بلداً محتلاً لأرض عربية وهي لواء الاسكندرونة السوري عام 1939 أي قبل أن يوجد الكيان الصهيوني هذه الغدة السرطانية في منطقتنا العربية والاسلامية.
وهنا يكمن بيت القصيد للاسلام الذي جاء به القرضاوي للأمة في ان التطبيع والمساومة مع العدو الصهيوني الغاصب والمحتل ، والتعاون والتآزر مع الاستعمار الغربي الكافر الجديد ، والاطاحة بأنظمة الصمود والمقاومة أمر ليس جائزا بل حتى ضروريا وواجبا دينيا لابد للجميع الالتزام به ارضاء لأبناء العم من بني صهيون واكمالاً للدور التركي – القطري الجديد في تمزيق صفوف الأمة الاسلامية الموحدة في مقارعة الكفر والظلم والفرعنة والدكتاتورية والاستبداد والاستعمار والانحراف الحديث تحت يافطة دعم مطالب الشعوب ودمقرطتها غربياً أو ما يسمى بـ"مشروع الشرق الاوسط الجديد".
هذا ناهيك عن مساعي الرعوية الأبوية في ادخال الانحراف على خط الاسلام المحمدي الاصيل من الناحية الثقافية أيضاً ، فها هو يعلن رفضه القاطع لفصل النساء عن الرجال في الجامعات والمؤتمرات والمحاضرات معتبرها ليست من الاسلام، وأنه لا بد من كسر هذا الحاجز بين النساء والرجال ، ولا بد من اعطاء فرصة لرؤية شاب فتاة فيعجب بها،ولا بد للمرأة من الاشتراك في التمثيل والمسرح وهو ما تروج له الافلام والمسلسلات والفضائيات التركية التي أخذت تعصف بالعالم العربي والاسلامي يميناً وشمالا مما دفع بالكثير من علماء الدين وعلم النفس الى تحريمها لدورها الكبير في تمزيق وتشتيت الانسجام العائلي عبر ترويجها الواسع للاباحية والدعارة والعلاقات الجنسية الخلابة وهو الدور الذي اوكلته الصهيونية العالمية للساسة الاتراك للقيام به عبر شاشاتهم الفضائية.
كما ان الشيخ القرضاوي يعتبر من أشهر الدعاة "الشرعيين" الى الغناء والملاهي وهو يقر في الكثير من كتبه أن الغناء حلال ، وينكر على الفنانين الذين يعتزلون الفن ، ويبارك الذين يلبسون الصلبان ويظهرونها ، ويتبجح باستماعه المتواصل ومتابعته الدائمة لأغاني "فايزة أحمد وشادية وأم كلثوم وفيروز"وغيرهن ، وداعماً لتولي المرأة منصب الولاية العامة للمسلمين ، واجازته للربا ، واباحته الغناء والملاهي والمسلسلات العاهرة وإسبال الثياب والسفور وبيع الخمر والخنزير ونقل أعضاء الخنزير للمسلم و... غيرها من الفتاوى التي يستحي القلم من ذكرها فكيف بكاتب هذا المقال !!.