ابنا: قال أقرباء الشهيدين (الخنيزي والسكري) إنهما توفيا مختنقين بالغازات السامة التي تلقى على منازلهم وأحيائهم يوميا ودون توقف، وسواء كانت هناك تظاهرة أم لم تكن، وأضافوا "علاوة على ذلك فإن وزارة الصحة لا تقوم بإصدار شهادة الوفاة الحقيقية، وتخفي جرائم السلطة في قتل الناس داخل بيوتهم، رغم أن كل الظروف والأعراض تؤكد تماما بأنهم ماتوا مختنقين".وأكد أهالي الشهيدين أن البحرينيين يموتون خلف ستار من الصمت في بيوتهم الآمنة بسبب هذه القنابل المصنعة في الغرب وخصوصا في بريطانيا وأمريكا، ما يوضح زيف ونفاق هذه الأنظمة التي تدعي احترامها لحقوق الإنسان.
من جهة أخرى أظهر مقطع فيديو صوّر في قرية من قرى شارع البديع يوم أمس قوات الأمن النظامية وهي تقتلع وقاء بلاستيكي ملفوفا على جهاز المكيف الهوائي لأحد البيوت، وضعه أصحاب البيت لمنع تسرب الغاز إلى داخله، وذلك في إتمام لأركان جرائم القتل المتعمدة التي تمارسها هذه القوات في حق أهالي القرى والمناطق المعارضة بإطلاق الغازات السامة على بيوتهم وخنقهم.وكانت مصادر قد نشرت خبر لجوء رجال الأمن الباكستانيين إلى سفارتهم طلبا للتدخل عند السلطات البحرينية، حتى يسمحوا لهم باستخدام أسلحة أخرى غير مسيل الدموع، الأمر الذي يثبت بأن استخدامهم هذه القنابل هو بهدف القتل والقمع لا لتفريق الحشود، خصوصا مع اكتشاف تركيبة غازاتها السامة والقاتلة!.
أبناء السكري: اغتالوا والدنا في بيته تحت جنح الظلام
كان الحاج سعيد السكري (60 عاما) قد استشهد يوم الثلاثاء الماضي في منزله بمنطقة إسكان عالي، وقال أبناؤه إن وضع المنطقة تلك الليلة كان يعج بالفوضى نتيجة اقتحامها من مليشيات موالية للنظام قامت بإطلاق الرصاص الحي فيها على المنازل لإرعاب الأهالي، كما قامت بتخريب وتكسير سياراتهم أمام مرأى رجال الأمن.وقالوا إن أصوات الطلق كانت تتعالى من هذه الميليشيا وكذلك من قوات الشغب التي كانت تقمع تظاهرة في القرية العالي، ثم اتجهت إلى منطقتهم المحاذية وبدأت بإطلاق كثيف وقياسي لقنابل الغاز السامة التي لم تعد وظيفتها إسالة الدموع. وبحسب الأهالي فإن السحابات كانت منتشرة بشكل ضخم جدا في القرية وقوة الرائحة الخانقة والتسرب فاق التصور. وقال أبناء الشهيد إنهم لم يستطيعوا النوم في غرفهم تلك الليلة لانتشار الرائحة في البيت بشكل كبير، وانتقلوا إلى غرفة بعيدة عن الشارع، مضيفين أن والدتهم لم تستطع أن ترجع إلى البيت لصعوبة وصولها، أما الوالد فقد ذهب للنوم مبكرا في غرفته التي تعرضت كما غرفهم إلى انتشار الغازات الخانقة بكثافة.
يتابع أبناء الشهيد "كسرنا باب الحمام، وكان الوالد متمددا، فحصنا نبضه وإذا به متوقف، كما أن جسمه كان باردا!"وجه الحاج السكري كان ممتلئا ببقع سوداء غريبة، أكد لهم المستشفى وفاته لكن الطبيب قال لهم إنه توفي بالسكتة القلبية! وفي مشهد متكرر اعترض أبناء الشهيد وطلبوا انتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة، ليكون سبب الوفاة فيما بعد "توقف في الدورة الدموية والتنفسية" وهو ما يكتبه الطبيب الشرعي هناك في كل حالة اختناق وتسمم بمسيلات الدموع، دون أن يشير إلى التفاصيل والمسببات!
أقيمت مراسم ختام عزاء الشهيد في منطقة النعيم المحاذية لدوار اللؤلؤة هذا اليوم، لكن مداخل المنطقة أغلقت من الصباح، كما هوجمت مسيرة العزاء "اغتالوا والدي في جنح الظلام، ثم ضربوا مسيرة تشييعه ونحن في المقبرة، وبالغازات الخانقة أيضا، لم نستطع أن نتلق التعازي فيه حتى" أحد أبناء الشهيد مصرحا.
................
انتهی/212