ابنا: فرضت قوات الأمن طوقاً شاملاً على المنامة التي يسعى المعارضون إلى وضعها ضمن رقعة الجغرافيا التي تشملها احتجاجاتهم. وتواجدت بكثافة على المنافذ الرئيسة المؤدية إليها، كما سعت بشكل مبكر إلى قمع المحاولات الأولى لتمركز المحتجين في عدد من المواقع وتشتيتهم.
إلا أنهم تمكنوا من النفاذ بأعداد كبيرة من واسطة الأزقة الفرعية، وإعادة تنظيم صفوفهم. وحال تدخل قوات الأمن الاستباقي دون انطلاق المسيرة المركزية لتحل مكانها مسيرات موضعية في الأحياء سرعان ما تطورت إلى اشتباكات استمرت حتى وقت متأخر من الليل. فيما أغلقت جميع المحال في السوق القديم أبوابها بشكل مبكر. وقال نشطاء إن قوات الأمن اعتدت بشكل وحشي على "مجموعة من النساء المشاركات، وشوهدن وهن مطروحات أرضاً قرب مأتم بن زبر". كما قامت ب"الاعتداء على 4 شبان تمكنت من إلقاء القبض عليهم إثر ملاحقتهم في شارع الإمام الحسين (ع)، بواسطة السكاكين، حيث شوهدوا وهم ينزفون، فيما راح يتناوب عدد آخر من عناصر الأمن على ركلهم بقسوة".
وشهدت العاصمة عمليات كر وفر استمرت حتى وقت منأخر من الليل قبل أن تضاعف قوات الأمن أعدادها بشكل كبير، حيث استعادت السيطرة عليها.
وسجل وقوع إصابات كثيرة في أوساط المشاركين أغلبها بواسطة رصاص الشوزن الذي يبدو أن وزارة الداخلية أعطت عناصرها صلاحيات واسعة باستخدامه عقب ما يعرف بعملية "قبضة الثائرين" التي شهدت تصعيداً في المواجهات وأساليب التحدي السياسي.
تمكن المحتجون من التمركز أكثر من مرة عند مسجد مؤمن ومأتم حسن محمود، وإعادة الانطلاق في مجموعات جابت أحياء مختلفة من العاصمة. وشهد شارع الإمام الحسين (ع) عمليات كر وفر واسعة، كما حاولت قوات الأمن السيطرة عليه عبر 4 حملات نفذتها، مستخدمة أسلحة الشوزن والطلقات المطاطية، إضافة إلى قنابل الغاز الخانق والقنابل الصوتية. كما قمعت أيضاً أكثر من محاولة للتمركز عند مسجد الخواجه. وشوهدت قوات الأمن بأعداد كبيرة، وهي في حالة استنفار كامل عند القلعة وشارع الكنيسة. وتمكن المعارضون من استعادة السيطرة على الساحة المحاذية إلى مسجد مؤمن بعد انسحاب قوات الأمن.
.................
انتهی/212