ابنا: إصطفت عربات الأمن البحریني في منتصف المشهد، لا يستسلم، كان يلح على حياته حتى الرمق الأخير، السيارة نفسها لما تزل تلاحقه، صاروا ثلاثاً الآن، رابعة كانت تقلّ شرطة مدنيين، جميعها تلاحقه، أربعة على واحد وشرطي، ضاق الفضاء العجيب، ضاق أكثر، لما يزل يعدو، الفتى الستراوي لايريد الوقوف مقهوراً أمام بندقية قاتله، تعلّم أن يكون قاهراً، هكذا كان، سيّداً، حرّاً، عنيداً، ظلّ يناوشه، ويناوش الموت معه، حتى آخر الشوط.
وهو لما يزل يعدو، غير أن قاتله، وهذه المرة فقط، كان أسرع، فاقت قوامه المسرع الشجاع مركبة القتلة، مركبتان ضاع بينهما، انطحنت عظامه. لاتنقل الكاميرا ما جرى بعد ذلك. غير أن الأكيد أن الفتى الستراوي أحجم عن العدْو، لم يعد ممكناً، الكثرة غلبت الشجاعة، اقتادوه. الفتى الستراوي انطفأ في غرفة القتلة!
...............
انتهی/212