ابنا: قال محمد حسن محمد جواد في رسالة سربها من العنبر رقم 6 في سجن جو المركزي إلی ابنة أخته الصحفية سميرة رجب أن الشعب البحريني: لا يزال يرزح تحت قيود الاستبداد والدكتاتورية والاضطهاد، ولا أزال أنا - خالك - أقضي تحت أقسى أغلال الظلم، وقد حكم علي القضاة الجائرون ظلما حكما يصل الى خمسة عشر عاما دون جرم سوى أني طالبت كغيري بالحرية والاصلاح وحقوق الانسان وكل ذلك بالطرق السلمية حسب المعاهدات الدولية ودون استخدام للعنف أو اي اسلوب يخالف السلمية.
وأوضح في هذه الرسالة: قد واجهت أنا والكثير من المعتقلين الأبرياء أبشع وأقسى وأشد وأرعب وأعنف صور التعذيب من التعليق من يداي ومن قدماي كالشاة والتحرش الجنسي ومحاولة اغتصابي والسب والشتم وسحبي من لحيتي التي شابت من الذوبان في ساحات النضال ناهيك عن الوقوف في زنزانة كالقبر في السجن العسكري لمدة ما يقارب الاربعة أشهر.
وبين محمد حسن محمد جواد: لقد قضيت أربعة أشهر مريرة لحد الموت تحت التعذيب والتنكيل القاسي، فقضيت شهرين بدمائي التي جعلت لحيتي تتحول من بيضاء الى حمراء من دون استحمام أو صلاة فكنت أصلي بعيني اثناء التعليق والتعذيب ومن دون وضوء أو طهارة ونزل وزني لما يقارب الثلاثين كيلوغراما. مخاطباً سميرة رجب: ثم تأتي لتقولي أن النظام قد قدم الكثير في طريق الإصلاح؟ فكأنك لست من هذا الوطن الجريح؛... وها أنت كأنك لست ممن يسمع ويرى ومن ثم تقولين في قناة الـBBC أن الشعب لا يريد تغيير رأس الفساد رئيس الوزراء؟!
و قال: إن هذا النظام لا يريد الإصلاح ولا يفكر به أصلا، وكل ما يقوم به هو مزيدا من الدجل والخداع والانتهاكات.
وتسائل: فأين لجنة حقوق الانسان التي انشأها هذا النظام والتي لم تقم حتى بزيارتنا في السجن؟ ولم تبذل جهدا لتحسين أوضاعنا المزرية؟ فأين الصلاح؟ وأين ما تنادين به في وسائل الإعلام ؟ أكرر أين الإصلاح؟
وأكد محمد حسن محمد جواد علی أن: هذا النظام قد وجدناه لأكثر من 40 سنة قائما على الخداع والدجل والاتهامات الباطلة، ...وبعد كل هذه المسيرة المطالبة بالإصلاح وبالطرق السلمية يأتي من يحكم علينا أحكاما جائرة تصل الى المؤبد ودون دليل غير الحقد الدفين الذي يحمله هذا النظام وأعوانه وغير ما سطروه من اتهامات وسوى ما قاله وما انتزع من اعترافات مزورة من هذا المعتقل أو ذاك تحت وطأة التعذيب وكل ذلك أيضا دون أي جناية.
كما حذر سميرة رجب من أن أزلام النظام البحريني قد جعلوها جسرا لمصالحهم، مؤكداً: أؤكد لك بأني وسائر أخواني المناضلين لا يمكننا السكوت عن هذه المفاسد العظيمة والانتهاكات الجسيمة وسنواصل طريقنا الذي اخترناه؛ فطريقنا طريق الحق والعدالة.
وناشدها: عودي الى رشدك وترفعي عن هذا الطريق الوعر الذي ورائه حساب عسير وطريق مظلم وشائك ووقوف طويل أمام الله يوم الحساب.
................
انتهی/182