ابنا :ان الانسان فـــــــــي المنظورة الفكرية الربانية وفي شرائع السماء هو خليفة الله في الكون فالله سبحانه وتعالى هو الخالق وهو الكمال المطلق ، فقد كرم الانسان او اعطى له صلاحية الكمال لذا عليه يتوجب على الانسان ان يكون في قمة مكارم الاخلاق وفــي قمة السمو الروحاني والنفسي وكما قيل في الحديث القدسي ( تخلقوا بأخلاق الله ) فالله سبحانه وتعالى له الكمال المطلق فهو في قمة السمو وهذا يفوق تفكيرنا .
والشريعة المقدسة وضعت مختلف الاساليب لتهذيب الانسان والسير به نحو الكمــــــــال ومن تلك الطرق طريقة القدوة فالامام الحسين عليه السلام الذي بلغ مراتب سامية من الكمال اصبح قدوة لمن اراد السلوك الى الله سبحانه وتعالــــــــــــى ، ونجد ذلك واضحا في زيارات الامام الحسين عليه السلام والتي تعتبر مدرسة سلوكية متكاملة للانسان فنجد عباراتها تجعل من الزائر متأثرا بمن يزور ويشعر بأهمية الطهارة الروحية والمادية لذا علينا ونحن الان سائرين فــــي طريق الحسين ان نتحلى بالصفات النموذجية والمثل العليا التي تحلــــى بها امامنا عليـــه السلام ولنجعل من قضية الحسين القضية الاستثنائية الكونية بل الربانية نورا نستضيء به وقدوة لاجيالنا القادمة وليرى العالم الملايين الزاحفة فــــي طريق الحسين عليـــــه السلام ومن مختلف ارجاء المعمورة لتجديد نشاط الامة ، فظاهرة المسير الحسين عليه السلام والتي تتكرر كل عام هي من اقرب الطرق الى تنشيط الامة وعدم خمولها فهي طريق سلوك روحاني تربط الامة بقيم الحسين عليه السلام الذي يمثل بدوره مجمل السلوك الربانية ، ورغم ان زيارة الحسين عليه السلام مستحبة الا انها تحتاج الى جهد نفسي عظيم لذلك اعطيت ثوابا عظيما .
اننا نجد وعلى مر العصور ان اعداء الثورة الحسينية من الطاغيت يحاولون اطفاء تلك الثورة فكانوا يرغبون في عدم التأثير بالحسين عليه السلام لذا حاولــــوا مرارا وتكرارا منع هذه الزيارة بل والغائها حتى وصل الامر الى محاولة هدم والغاء قبر الحسين عليه السلام فلولا انها تمثل معنى سياسي وهو رفض للطغاة ومعنى ثوري وهو استنكار للظالمين لما منعــــــوا الزيارة ، فزيارته عليه السلام تمثل مظهر من مظاهر التمرد ضد الظالمين والتأثر بثورته ومبادئه رغم كل الظروف وفي كل الأزمنة ، والدليل علــى ذلك المسيرة السنوية للملايين من الموالين لتلك الثورة رغم التهديدات والتفجيرات وسقوط الشهداء علــــى ايدي عناصر واحفاد الكفرة الفجار ،وسيبقــــــى شعارنا ..
امشي اليك توسلا خطواتـــــي واعدها اذ انهــــــا حسناتـــــــي وودنت لو الطريق الــــى كربلا من مولدي سيرا لحين مماتــــي لأنادي في يوم الحساب تفاخرا افنيت في حب الحسين حياتـــــــي
..........
انتهی /214