تكتسي جولة الرئيس الإیراني «الدكتور محمود أحمدي نجاد» في أربع دول باميركا اللاتينية هي فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا والاكوادور، أهمية مميزة سياسياً واستراتيجياً، كونها تتم وسط أجواء اورواميركية – صهيونية تحاول الايحاء للرأي العام العالمي بأن الجمهورية الاسلامية دولة معزولة عن المجتمع الدولي.
كما تأتي الجولة في خضم الحرب النفسية الاعلامية التي تقودها واشنطن ابتغاء خلق بلبلة وازمة مفتعلة يتمنى صناع القرار في العالم الغربي عبثاً ان تترك أثراً مخيفاً على صلابة الموقف الاسلامي الايراني داخلياً وخارجياً.
اللافت في هذا السياق هو حملة التحريض التي استبقت الزيارة على لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية "فيكتوريا نولاند" وذلك بدعوة دول اميركا اللاتينية الى عدم توطيد علاقاتها بأيران بدعوى " ان الوقت غير مناسب لتعزيز التعاون الاقتصادي أو الأمني مع طهران".
واضح ان الوقاحة الاميركية قد جاوزت كل الاطر والمعايير العادية فضلاً عن الدولية، باعتبار أن البيت الابيض لم يبق أي ستار يخفي به صورته المثيرة للنفور والكراهية و الادانة أمام الرأي العام العالمي.
فمن المعروف أن العلاقات بين ايران ودول الجولة اللاتينية تفوق في مستوياتها أي علاقة بين دولة ودولة أخرى في هذا العالم ، باعتبار ان هذا الخماسي التحرري النضالي، یعد من حيث السياسة والاقتصاد والأمن قوة دولية ثالثية يشار اليها بالبنان , وازاء ذلك يبدو موقف واشنطن سخيفاً الى ابعد الحدود اذا ما أدركنا حقيقة عدم خضوع ايران والبلدان اللاتينية المزارة، للاملاءات الاميركية فضلاً عن انها تكافح بكل نبل وشرف وقداسة من أجل كبح جماح الغطرسة الاميركية ليس على مستوى بلدانها فحسب بل العالم اجمع.
والذي يحتمل التأويل هنا، شيء واحد وهو أن حكومة الولايات المتحدة غارقة حتى الثمالة في دوامة جنون العربدة حتى انها لم تعد تميز الأمور على حقيقتها ، فلا الجمهورية الاسلامية آبهة بالزوابع السياسية والاقتصادية والاعلامية الاميركية الرامية الى اخافة ايران، ولا الدول اللاتينية المعنیة هي من الضعف حتى تؤثر في قراراتها السيادية تصريحات الناطقة باسم الهذيان والعنجهية في واشنطن.
الثابت ان زيارة الرئيس احمدي نجاد الى بلدان اميركا اللاتينية هي جولة طبيعية تستند إلى ارضية القانون الدولي وشرعية ميثاق الامم المتحدة التي تضمن تقوية وتعزيز التعاون بين الدول والحكومات والشعوب وتطوير العلاقات العالمية – العالمية ، خلافاً لسلوكيات اميركا التي تشتهي سياساتها شيئاً فتجري الرياح الدولية في مسارات معاکسة غير مكترثة بهذه المواقف التي هي في مجملها خرقاء وحاقدة ولاتقيم معنى للمدنية والحضارة ، ولا لأصول اللياقة واللباقة التي تحظى باحترام البشرية كافة.
المهم ان تصريحات السيد رئيس الجمهورية قبل توجهه الى اميركا اللاتينية اكدت على متانة العلاقات بين ايران من جهة وفنزويلا ونيكاراغوا وكوبا والاكوادور من جهة أخری؛ لأنها علاقات قائمة على التعاون الايجابي والاحترام المتبادل والاهم من كل ذلك انها علاقات مجبولة على ثقافة شعوب مناهضة للاستكبار والامبريالية ورافضة لنظام الهيمنة الاميركية في العالم.
...................
انتهی / 101