انهت مناورات الولاية 90 عملياتها الجهوزية والتعبوية بنجاح باهر شرق مضيق هرمز بالخليج الفارسي في خطوة تؤكد تعاظم القدرات البحرية والجوية والبرية، وما صاحب ذلك من انزال مجموعة من البارجات و الغواصات الايرانية الصنع و دفعة من الصواريخ عالية الدقة و بعیدة المدی والمضادة للرصد والتشويش، الى حيز الاستخدام والاختبار و التفعیل.
لقد حققت هذه المناورات النوعية اهدافها المرسومة على مستوى فحص الاستعدادات الدفاعية للجمهورية الاسلامية أمام العالم، وايصال رسالة الى قوى الاستكبارالامیرکی - الغربی مفادها، ان الخليج الفارسي هومنطقة نفوذ ايرانية ــ بلا جدال ــ وان من يحاول العبث بالامن الخليجي الذي هو جزء لا يتجزأ من الامن الاسلامي العام فإن عليه ان يتحمل اوزار هذه اللعبة الخطرة وعواقبها غير المحمودة في كل الابعاد والاتجاهات.
على صعيد متصل اعلنت طهران بكل اخوة واخلاص ان المناورات لا تستهدف ايا من دول ا لمنطقة، بقدر ما تمثل باقة محبة وسلام الى الاطراف التي تشترك معها باواصر الجيرة والعقيدة والجغرافيا والتاريخ ؛ اذ لا يصدق أي عاقل بان تحشد الطاقات الكبرى في هذه المناورات لاخافة من تتقاسم الجمهورية الاسلامية معهم التعايش الابدی ووحدة المصير، ونحن وإیاهم فی مواجهة العدو المشترك، أي اسرائيل وحماتها الغربيين الذين اشعلوا منطقة الخليج الفارسي والعالم الاسلامي عموما بغزواتهم ومغامراتهم العسکریة الطائشة وعملياتهم الارهابية الوقحة ومازالوا يفعلون، تحقيقا لمآربهم الاستكبارية واطماعهم الجهنمية التي لا اول لها ولا آخر.
الثابت ان هذه المناورات العملاقة من حیث الامکانات والمترامية الاطراف من حیث المساحة اعطت تصورا واضحا لمن يعنيهم الامر عن العزيمة الفولاذية والارادة الراسخة للجمهورية الاسلامية قيادة وحكومة وشعبا ، مثلما ارسلت اخطارا صريحا للقوى الغربية التي تظن خطأ ان لها اليد الطولی في مجريات هذا العالم الفسيح. ولقد جاء التحذير الذي وجهه القائد العام للجيش الجنرال عطاء الله صالحي الى واشنطن من مغبة عودة حاملة الطائرات الاميركية الى الخليج الفارسي، تجسيدا لعقيدة ايران الاستراتيجية الرافضة للاستفزاز، والمتأهبة لمجابهة التهديدات بكل حزم وصرامة.
في غضون ذلك ترجمت الدبلوماسية الايرانية صلابة الموقف الاسلامي الرسالي، لطهران في مضمار التصدي للضغوط والعقوبات الاميركية والاوروبية ولاسيما المحاولات الغربية لحظر صادرات النفط الايراني، وعزل الدول التي تتجاوب مع طهران في هذا المضمار وكذلك على مستوى التعاملات المالية والنقدية.
فقد اكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية السيد رامين مهمان برست في مؤتمره الصحفي الاسبوعي الثلاثاء 3/1/2012، على ان شعبنا لن يترک العقوبات الاميركية ضد المصرف المركزي الايراني طی النسیان، كما ان ذلك لن يفت في عضد هذا الشعب و لن يثنيه عن المضي قدما في مسيرته الواعدة، كما صرح بأن هذه الضغوط ستعطي زخما اكبر للايرانيين من اجل تجاوز الصعوبات الماثلة بشموخ وعزم لايلين وبما يدفع عملية التطور والابداع في البلاد اشواطا مضطردة نحو الامام.
ومن الواضح ان التجاذبات الاخيرة بين ايران والتحالف الغربي ــ الاسرائيلي، افرزت فوق السطح مجموعة من المعطيات والنتائج منها مايلي:
1 ــ ان سیاسة الحرب النفسية والاعلامية وعمليات عرض العضلات التي طبقتها القوى الاستكبارية لزعزعة الموقف الاسلامي الايراني ذهبت في خبر كان، انطلاقا من رد طهران الحازم الذي انعكس في مناورات (الولاية 90) وقبل ذلك في اصطياد طائرة الشبح الاميركية (آر ـ كيو 170) ، وحض الجمهورية الاسلامية ايضا على عرض آخر منجزاتها التسليحية الدفاعية وصواريخها البعيدة المدى القادرة على تعطیل تقنیات الحرب الالكترونية والرادارية الحديثة .
2 ــ فشل السلوكيات الاميركية والاوروبية على مستوى تلغيم الاجواء الخليجية وتكريس نظرية (ايران فوبيا) لاسيما بالنسبة لدول الجوار التي تعي تماما تفاصيل هذه الاستراتيجية العدوانية الخبيثة، وتثق بحسن النوايا الايرانية في المعادلة الاقليمية، على الرغم من محاولات الغرب واسرائيل افتعال الفتن والشحناء والنزاعات في منظومة الامن الاسلامي العربي ــ الايراني.
3 ــ نزول الغرب عند المطالب المشروعة للجمهورية الاسلامية فيما يتصل بالبرنامج النووي السلمي، ودعوة السيدة كاترين آشتون المتحدثة باسم مجموعة (5+1) الى اجراء مفاوضات غير مشروطة مع طهران من اجل التوصل الى تفاهم يرضي الطرفين ودون ان ينقص ذرة من الثوابت السيادية الايرانية.
باختصار ان المواقف المتغطرسة والصاخبة للتحالف الغربي ــ الصهيوني تحولت الى زوبعة في فنجان، فالصادرات النفطية الايرانية لن تتأثر بفعل العقوبات نظرا للحاجة العالمیة للطاقة، كما ان القوى الاستكبارية اعجز من ان تتحكم بامدادات البترول و الغاز في منطقة الخليج الفارسي لسبب مهم وهو ان الجمهورية الاسلامية هی التی تمثل حجر الزاوية في تأمين هذه الامدادات باعتبارها الضمانة الحقيقية لحماية الامن والاستقرار في هذه المنطقة.
....................
انتهی / 101