وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ تزامناً مع الحادي والثلاثين من كانون الأول 2011 تحل الذكرى الحادية والعشرون لتأسيس المجمع العالمي لأهل البيت(ع)، وبهذه المناسبة صدر بيان هام فيما يلي نصه:
بسم الله الرحمن الرحیم
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالارضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشكَاةٍ فِيهَا مِصبَاحٌ المِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ کأَنَهَا كَوكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرقِيَّةٍ ولا غَربِيَّةٍ يَكَادُ زَيتُهَا يُضِيءُ ولَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نورٌ عَلَى نُورٍ يَهدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشاءُ... (نور ـ 35)
شهدت العقود الأخيرة من القرن العشرين حالة من الضياع عصفت بالإنسانية. فقد عاش الإنسان عصر الاضطراب، وتعب من النظريات المادية، وأنهكته الحروب والصراعات المتتابعة، فنراه يتنقل من ظلمات "مذهب" لغياهب "مذهب" آخر، دون أن يرى بصيص نور في نهاية هذا النفق المظلم.
وفي سنوات الضياع تلك عاش العالم الإسلام أسير الاستعمار والاستثمار العالمي، ورزح الشيعة حالهم حال ملايين المسلمين تحت نير الحكام الظلمة، وتسلط قوى الاستكبار العالمي.
ولقد شاء الله سبحانه في تلك الظروف الحالكة أن يتم نعمته على عباده، ويشع نوره على البسيطة، فانتصرت الثورة الإسلامية بيد أتباع أهل البيت(ع) في إيران الإسلامية، فكانت بركان نور أضاء غياهب ليل جاهلية الحضارة المعاصرة المدلهم، وأقلقت القوى الاستكبارية، فأشرق نور الله مرة أخرى على قلوب المؤمنين بحاكمية الإسلام، فبزغت شمس الحكم الإسلامي من جديد.
ولقد حققت الثورة الإسلامية المباركة آمال المستضعفين في المعالم من جميع القوميات والأديان، وكان تأثيرها الأكبر على المسلمين، والشيعة بنحو أخص، هذا التأثير الذي ساهم في بعض روح النهضة التي نشاهدها اليوم في البلدان الإسلامية من مصر وتونس واليمن والبحرين والسعودية وغيرها من البلدان.
ومن بركات هذه الثورة هو تأسيس المجمع العالمي لأهل البيت(ع). حيث تأسست في 31 كانون الأول من عام 1990، على يد النخب من أتباع أهل البيت(ع) من مختلف البلدان، وتحت إشراف مرجعية الشیعة و ولي أمر المسلمين.
والآن في (31/12/2011) نعيش الذكرى الحادية والعشرون لتأسيس المجمع العالمي لأهل البيت(ع) وبهذه المناسبة ندعو جميع أعضاء المجمع والمحبين له إلى النقاط التالية:
1. المجمع العالمي لأهل البيت(ع) طوال فترة عمله نشط في سبيل تنظيم شؤون الشيعة في العالم. و«حماية ودعم تأسيس العشرات من مجامع أهل البيت(ع) والمؤسسات الإسلامية» ، «إقامة خمس مؤتمرات عالمية بمشاركة المئات من أعضائه من أكثر بلدان العالم»، و «إقامة الملتقيات العالمية والاقلیمیة والمحلیة المتنوعة».
2 . في الظروف الراهنة التي يسعى فيها النظام الدولي إلى سلب هوية الجيل الجديد للأمة الإسلامية يسعى المجمع العالمي لأهل البيت(ع) إلى إحياء "هوية الجيل الإسلامي الصاعد"، وضمهم تحت مظلة معارف القرآن الكريم والعترة الطاهرة، والفطرة الإلهية.
3. المجمع العالمي لأهل البيت(ع) قام بخطوات كبيرة رغم قلة الإمكانيات المتاحة في سبيل خدمة الأمة الإسلامية فكريا وثقافيا وعلميا وتربويا، من قبيل إصدار وتأليف آلاف الكتب، والنشريات، والبرامج، وبـ 40 لغة عالمية حية.
4. يرى المجمع العالمي لأهل البيت(ع) أن من الضروري التقدم بالشكر الجزيل لكل الشخصيات والمؤسسات التي ساعدت خلال فترة الـ 21 سنة المنصرمة وبمختلف المجالات. خصوصا الشكر الجزيل لولي أمر المسلمين «سماحة آية الله العظمی الإمام الخامنئي» حيث كان المجمع ومنذ اليوم الأول لتأسيسه وإلى يومنا هذا تحت ألطاف عنايته الأبوية الرشيدة.
5. المجمع العالمي لأهل البيت(ع) ومع انطلاق العقد الثالث من عمره يناشد جميع أتباع أهل البيت(ع) في مختلف البلدان إلى مد يد العون له. وهذه المؤسسة تناشد كل عشاق النبي الأكرم(ص) وآله الطاهرين من كل القوميات والأعراق إلى مساعدة المجمع العالمي لأهل البيت(ع) في سبيل الوصول إلى الأهداف السامية التي يسعى لتحقيقها.
المجمع العالمي لأهل البيت(ع) شجرة مباركة لا شرقية ولا غربية، تحت ظل ولاية الفقيه، يسعى جاهدا إلى نشر نور الله في كل بقاع المعمورة، ونشر معارف الثقلين ليكون ذلك مصداقا للآية الشريفة "نور على نور".
وقُل اعمَلُوا فَسَيرَى اللّهُ عَملَكُم ورَسُولُهُ وَالمُؤمنُون
المجمع العالمي لأهل البيت(ع)
6 صفر 1433 ـ 31 كانون الأول 2011
........................
انتهى/ 114 ـ 101