لايزال النقص الاخلاقي، سببا في تعنت اميركا والدول الاوروبية وكندا، في تعاملها مع الحقوق المشروعة لأمم الارض ومنها الحق في امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية.
في هذا المضمار واجهت الجمهورية الاسلامية الايرانية ومازالت حربا نفسية واعلامية شعواء، تعكس حجم انعدام القيم الاخلاقية والحضارية في ادبيات الخطاب الغربي الرافض للاحتكام للغة العقل والمنطق والحقانية ، عندما ترتبط القضايا بمصالح الدول الناهضة وتطلعاتها العادلة التي تكفلها القوانين والمعاهدات العالمية، والتي يتشدق الاميركيون والاوروبيون بأنهم هم الذين وضعوا مبادئها واسسها بدعوى حماية الامن والسلم الدوليين.
لقد شهد العالم نهاية العام 2011، حملة غربية مسعورة على ايران، لا ينطبق عليها أي من المعايير الحضارية والمدنية السليمة البينية، وتنفر منها ثوابت ما يسمى بـ "الشرعية الدولية"، وقد خيل لواشنطن والعواصم الاوروبية أن مثل هذه الضغوط والمواقف التحريضية والاستفزازية، يمكن ان توقع الاثر المنشود على مستوى تراجع طهران عن مبادئها ومكاسبها ومواقفها الراسخة.
بيد أن الايام والشهور والسنوات الماضية اظهرت العكس تماما، فقد كانت الجمهورية الاسلامية بمستوى التحدي، وكانت مواقفها الفولاذية خير رادع للغة الغطرسة والعربدة الاستكبارية، وانكشف للعالم ان ما تعلنه ايران، ليس مجرد كلام للاستهلاك المحلي او تصريحات دعائية يراد منها التغطية على هواجس التهديدات الغربية سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
فبقراءة مسيرة التطورات والمستجدات الاقليمية والدولية ، يمكن القول ــ وبلا ادنى ترديد ــ ان الاستراتيجية التصعيدية الاميركية الاوروبية، ضد الجمهورية الاسلامية، شأن امثالها في السابق، باءت بالفشل الذريع، وقد اكد قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الخامنئي (دام ظله العالي) هذا المعنى في حديثه (يوم الاحد الماضي 01/1/2012 ) للطلبة الجامعيين المقيمين في ا وروبا حين خاطبهم سماحته بالقول: (لاحظوا ان الاجراءات المعادية لايران في الصعد السياسية والامنية والاقتصادية، تؤول كلها الى الفشل.. ان انتصار الثورة الاسلامية والروح المعنوية الفذة للامام الخميني (قدس سره) في التوكل على الله واحترام الشعب، عززا عامل الثقة في نفوس الايرانيين كافة، وعبآهم للتحرر من مختلف اصناف الحظر والحصارات والعقوبات المادية والنفسية، والمشاركة في حل المشاكل وازالة المصاعب والعقبات التي تعترض المسيرة النهضوية والعلمية والصناعية بالبلاد... ان العدو ورغم كثرة سياساته وسلوكياته المعادية والمتعددة الجوانب ضد الجمهورية الاسلامية، نجده دائما ما يسقط في اخطاء مواقفه، وتكون الهزائم من نصيبه في نهاية الامر.)
على صعيد متصل تحدث السيد سعيد جليلي امين المجلس الاعلى للامن القومي، بما يعزز كلام السيد القائد (دامت بركاته)، وذلك في كلمته بملتقى السفراء ورؤساء البعثات الايرانية في الخارج، فقد صرح جليلي قائلا: "ان موازين القوى بدأت تنقلب عكسيا على الكيان الصهيوني واميركا اللذين باتا يتكبدان اضرارا جسيمة في المنطقة، لدرجة ان هذا التغيير ترك آثارا سلبية على علاقات واشنطن وتل ابيب مع سائر اطراف المجتمع الدولي".
وبشكل عام يتابع المراقبون راهنا رجحان كفة الجمهورية الاسلامية في المعادلات الاقليمية والدولية فضلا عن تعاظم قدراتها الذاتية في مضمار صيانة الامن القومي، وهو ما تجلى مؤخرا في اجراء (مناورات الولاية 90) في مياه الخليج الفارسي وبالقرب من مضيق هرمز باستخدام احدث الاسلحة الدفاعية المصنعة داخليا ، اضافة الى اندحار التحالف الغربي في حربه الناعمة في ما يتصل بالبرنامج النووي الايراني التنموي، فضلا عن هزيمته النكراء في العراق في اعقاب جلاء القوات الاميركية من هذا البلد المسلم والجار والشقيق، الشيء الذي حفر جروحا عميقة في نفوس الغزاة الذين احتلوا ارض وادي الرافدين في اذار 2003 وفي اذهانهم الف حساب وحساب، فاذا بهم يجبرون على الانسحاب منها نهاية عام 2011، وقد رجعوا مخزيين بخفي حنين، وقبلها بـ "رمية حذاء" في وجه رئيسهم السابق جورج بوش الابن، هدية من الشعب العراقي الابي.
في غضون ذلك يحاول الاوروبيون تدارك اخطائهم الفادحة، من خلال الاقبال على ايران والتظاهر بالاستعداد للتباحث بشأن مطالبها العادلة، ولاسيما الاستمرار في تطوير قدراتها النووية السلمية وعقد مفاوضات بين مجموعة (5+1) وطهران ودون شروط مسبقة ، كما جاء على لسان المسؤولة عن السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي كاترين آشتون، في دلالة واضحة على عجز وتخبط الحملات الغربية المكثفة في زعزعة المواقف الايرانية الصلبة المستندة الى قوة الايمان وعزيمة الشعب اللتين تشكلان معا سدا منيعا في مواجهة الاعداء، تحت ظل التوجيهات السديدة للولي الفقيه الامام الخامنئي (حفظه الله تعالى).
فسماحته كان ومايزال ضمانة ارتقاء المسيرة الاسلامية الواعدة الى مراتب العزة والشموخ و التالق، وقد غدت الجمهورية الاسلامية بفضل قيادتة الربانية المخلصة ، منارا لابناء الصحوة الاسلامية المعاصرة وثوراتهم التغييرية، و زخما لصمودهم الرائع في التصدي للاستكبار الاميركي – الاسرائيلي وقوى الثورة المضادة .
................
انتهی/ 101