وفقاً لما أفادته وکالة أهل البیت(ع) للأنباء ــ ابنا ــ بعث «سماحة الشیخ محمدحسن أختري» الأمین العام للمجمع العالمي لأهل البیت(ع) رسالة إلی «سماحة الشیخ راشد الغنوشي» بمناسبة فوز "حزب النهضة الإسلامية" في الانتخابات التونسة، کما رد الغنوشي علی هذه الرسالة.
ودعا أختری في رسالته الغنوشي إلی زیارة إیران، فعبر الغنوشي من إیران بـ "بلده الثاني" وسأل الله أن یوفقه لهذه الزیارة في مستقبل قریب.
وفیما یلي نص هاتین الرسالتین:
- رسالة التهنئة للشیخ أختري
بسم الله الرحمن الرحیم
صاحب الفضیلة و السماحة الشیخ الأخ المجاهد الاستاذ السید راشد الغنوشي المحترم
زعیم حزب النهضة الإسلامیة ـ تونس
السلام علیکم و رحمة الله و برکاته ؛
یسرني أن اتقدم الیکم بالإصالة عن نفسی و نیابة عن اخوانی فی المجمع العالمی لأهل البیت علیهم السلام في طهران بالتهنئة و التبریک علی الفوز الکبیر و النجاح العظیم الذي حققه حزبکم العریق في الإنتخابات الأخیرة التی جرت في بلدنا العزیز تونس.
إن فوز حزبکم في أول انتخابات حرة في تونس بعد سقوط الدیکتاتور «زین العابدین بن علي» بعث برسالة إلی العالم و إلی الدول الغربیة و منها الإدارة الامریکیة بالخصوص بأن خیار الشعوب الإسلامیة یکمن فی الرجوع الی الصادقین و المخلصین من المؤمنین لقیادة الأمة و المجتمع و الدولة.
لقد اصبحت تونس بفوزکم الساحق مهد الصحوة الإسلامیة التی خلقت مناخات الربیع العربي والتي أدت إلی بعث الامل و الثقة فی نفوس ابناء الامة فی کل مکان وذلك بقدرتهم علی قیادة الدولة و المجتمع بکل کفاءة و اقتدار.
إننا نری بعد النجاح الممیز للتجربة الإسلامیة في إیران، بان هناك تجربة أخری في هذا الجزء من العالم الإسلامی، تعزز المرجعیة الإسلامیة و تحمي الحریات و تنهض بالإقتصاد و التنمیة و تنفتح علی العالم الإسلامي في شراکة متوازنة و مسئوولة لنشر الإسلام و تطبیق احکامة السمحاء وفقاً لشروط الزمان و المکان و المصالح الإنسانیة و الإجتماعیة و هي تتمثل في ثقتنا الکبیرة بقدرة حزب النهضة الإسلامیة بقیادتکم علی تحقیق تطلعات الشعب التونسی و تطلعات ابناء الأمة فی کل مکان و الذین ینظرون الی تجربتکم بکثیر من الامل و التفاؤل.
و یطیب لنا ان نؤکذ لکم هنا بأننا نضع کل تجاربنا و امکانیاتنا الفنیة و البشریة و المعنویة تحت تصرفکم من أجل تحقیق التنمیة المشترکة بین بلدینا؛ وانطلاقا من مبدأ تعزیز الوحدة بین الشعوب الإسلامیة و تعاضدها.
إننا علی ثقة تامة بان خبرتکم الطویلة في میدان الصراع الحضاری الشامل و فی مواجهة مؤامرات اعداء الإسلام و المسلمین في افتعال النعرات و الفتن الطائفیة و المذهبیة سوف ینعکس علی صورة انجازات عظیمة ستحققها تونس الشقیقة تحت قیادة حربکم العتید.
لقد تابعنا باهتمام کبیر هذا الحدث التاریخی الذی شهدته بلادکم العزیزة تونس و جمیعنا یدرك حجم التحدي المطروح علیکم حیث ان تجربتکم تحت نظر العالم و هی ستکون التجربة الرائدة علی کل الساحات و فی مختلف المناطق و هو تحدی اساسی اخر یقع علی کاهلکم.
کما لاریب ان ثورتکم الشعبیة في تونس و هي تحاول تلمس طریقها إلی الرؤیة الإسلامیة ستواجه صعوبات و تحدیات اضافیة خصوصا بعد تصدی کل القوة الخیرة و المؤمنة لقضیة فلسطین و القدس الشریف الاولی القبلتین و ثالث الحرمین الشریفین و تحریرها من دنس الصهاینة الخبثاء، و لکن خیار شعبکم لکم هو سندکم الحقیقی فی تطبیق منهجکم و برنامجکم الرسالي والأخلاقي في حزب النهضة الإسلامیة ذلك «و إن کره العلمانیون».
إننا نتطلع الی أطیب العلاقات مع الشقیقة تونس و معکم و مع حزبکم المظفر من اجل المزید من العمل المشترک لخدمة قضایا امتنا المصیریة منها تحقیق التنمیة المستدامة في المجتمعات الإسلامیة انطلاقا من مبادئ الوحدة الإسلامیة و کل مبادئ التعاون و التعاضد بین الشعوب الإسلامیة.
کما یسعدنی ان انتهز هذه الفرصة المبارکة لأتقدم بدعوة سماحتکم لزیارة بلدکم الثانی الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة لتبادل و جهات النظر من أجل تعزیز العلاقات الثنائیة بین البلدین الشقیقین فی کل المجالات المطلوبة.
مرة اخری لکم خالص التهنئة و التبریک مؤکدین لکم استعدادنا التام للتعاون الشامل بین بلدینا لما فیه خیر و نماء شعبینا المسلمین.
«و تعاونوا علی البر و التقوی و لا تعاونوا علی الإثم و العدوان». و تفضلوا بقبول فائق الإحترام و التقدیر.
أخوکم ـ محمد حسن أختري
الأمین العام لمجمع العالمی لأهل البیت علیهم السلام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- رد رسالة التهنئة للشیخ الغنوشي
بسم الله الرحمن الرحیم
فضیلة الشیخ محمدحسن أختری الموقر
الأمین العام للمجمع ا