ابنا : على الرغم من الحرب الاعلامية المكثة التي تشنها السلفية ضد المذهب الشيعي الأثنى عشري الا ان المواجهة الحقيقية لن تكون بين الشيعة والسلفية بل بين السلفية والسنة.
فبرغم كل المساعي الكبيرة التي تبذلها السلفية لاظهار نفسها انها تنتمي الى مذهب أهل السنة لكن سرعان ماتكشف الايام أن الفاصلة بين السنة والسلفية واسعة الى حد المواجهة العسكرية وهو الشيئ الذي حصل في العراق.
فقد تمكن السلفيون أول الأمر من خداع سنة العراق بانهم يريدون جهاد المحتل والدفاع عن قيم أهل السنة أمام التمدد الشيعي لكنهم سرعان ماكشفوا عن حقيقة ضمائهم واختلافهم الواسع في الفكر والعقيدة والمذهب عن أهل السنة الذين ينتمون الى الفكر المعتدل والى العقيدة الوسطية والى فقه متين يستجيب لمتطلبات العصر بخلاف الفقه السلفي الذي لايتماشى مع روح العصر ولاينسجم مع روح الاسلام وهو عدواني في بعده الانساني اذ انه يميل الى التشدد والقتل والذبح والتكفير لأتفه الأسباب، وقد ضجت المملكة السعودية وهي المعقل الرئيسي للسلفية الوهابية بالفوضى التي حدثت لديهم نتيجة التكفير حتى أن هذا التكفير طال المفكرين والكتاب والصحفيين ولم يسلم منه حتى ميكي ماوس مما استدعى السياسيين في البلد الى اطلاق شعار المرحلة وهو مواجهة "فوضى الفتاوى" وقد اتسعت دائرة الفوضى في المذهب السلفي المغاير للمذهب السني الى درجة ان الشباب من طلبة العلوم الدينية أخذوا يصدرون الفتاوى ويبيحون دماء المسلمين وهم الذين لم يحوزوا على علم حقيقي وليس لهم دين ثابت حيث ان كل يوم لديهم فتوى يتراجعون عنها بعد أشهر أو حتى بعد أيام.
صحيح أن المذهب السلفي يعتمد على شعارات عاطفية يحاول من خلالها كسب الشارع السني كشعارات الدفاع عن الصحابة ونساء النبي والسيدة عائشة لكن سرعان ماسيكتشف السنة البون الشاسع بينهم وبين السلفية هذا الشيئ هو الذي حصل في العراق حيث أن أهل السنة هم الذين طردوا السلفية من المناطق التي سيطروا عليها وهو نفس الشيئ الذي يحصل في البلدان العربية بعد الربيع العربي ، حيث عبر الاخوان المسلمين عن نيتهم التحالف مع السلفية لكنهم اكتشفوا عدم امكانية تحقيق مثل هذا التحالف للاختلاف الشاسع في الفكر والمنهج والفقه والعقيدة بين السنة والسلفية.
وبخلاف ماتحاول السلفية أن تصوره بان مواجتها الرئيسية مع الشيعة لكنها في الواقع لديها حرب مع السنة في كل بلد السنة فيه أكثرية فالسلفيون في الصومال يقتلون السنة هناك وفي باكستان يعملون الشيئ نفسه وفي أفغانستان كذلك وفي اليمن يحصل نفس الشيئ، فالسلفية في العراق تحاول أن تتلبس بلبوس السنة الا انها في مناطق أخرى ترتدي ثياباً مختلفة "لأن الغاية لديهم تبرر الوسيلة" .
وعلى الرغم من اننا في بداية الطريق لكننا نلاحظ مدى التناقض الحاصل بين السنة والسلفية وكلما تقدم الزمان وكلما دخلنا في التفاصيل السياسية كلما ازداد الاختلاف وتعمق بينهما فالمواجهة الحقيقية هي ليست بين السلفية والشيعة بل هي بين السنة والسلفية هذا الشيئ سيحدث في ليبيا وفي مصر وفي كل البلدان العربية التي سيصعد اليها الاسلاميون.
.........
انتهی /214