وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
السبت

١٠ ديسمبر ٢٠١١

٨:٣٠:٠٠ م
283451

شعر لمظفر النواب حول أبي عبدالله

يطافُ برأسك فوق الرماحِ

 

قصة من الدخول صلاةٍ تعمُ

والحمائمُ أســــــــراب1  نور تلوذ

بريحانةٍ

أترعتها ينابيعُ مكة أعذب ما

تستطيع

ولستُ أبالغ أنك وحيٌ تأخّر بعدَ

الرسولُ

من المسك للروح أجنحة وفضاء

كأني اعلو ، ويجذبني أنّ ترابك

هيهات يُعلى عليهِ

 وبعض التراب سماءٌ تضيء العقول

ليس ذا ذهباً ما أُقبِّلُ

بل حيث قَبَّلَ جدُّك من وجنتيك

ودرّ2  حليبُ البتول

لم يزل همماً للقتال ترابُك    

اسمع هول السيوف

 ويوشك طفل ضريحك أن يتبلـّـج3 

عنك

أراك بكل المرايا

على صهوة4  من ضياء

وتخرج منها فأذهل انّك اكثرُ منّا

حياةً

ألستَ الحسين ابن فاطمةٍ وعليٍ

لماذا الذهولْ ؟

تعلَّمتُ منك ثباتي

وقوة حزني وحيداً

ولم يك أشمخ منك وأنت تدوسُ

عليك الخيول

من بعيد ورأسُك كان يُحَزُّ

حريقَ الخيامِ

فاسبلتَ5  جفنيكَ  

فوق الحريق حناناً

وتمَّ الكتاب

فدمعك كان ختامَ النزول  

وبايعك الدهرُ

وارتاب في لمسه الموتُ

ممّا يراك بكل شهيدٍ

فأين نرى جنـّــة لتوازنَ هذا مقامك

هل كنت تسعى اليها حثيث الخطى

أم تـرى جنةُ اللهِ كانت تريدُ اليك

الوصول

واقفٌ ها أنا وشجوني ببابك

ما شاغلي جنّة الخلد

ولا أستجير من النار

لكنـّـني فاض قلبي بصوتك

تستمطرُاللهَ قطرةَ ماءٍ

تـُطيل وقوفك ضد يزيد الى الآن

لله ما بتاريخنا من مغول

 وذرىً فيه ليس تـُطالُ

وعنها انحدارُ السيولُ

إننا في زمان كثير الفروع

 وفي كل فرع لنا كربلاء  

وكشّف إحدى وعشرون عمرو بن

عاصٍ ونصفُ

نعم ثم نصف

يفتـّـش روث6  بني قينقاع

ويرضى قرْاد7  الحلولِ

اذا كان ترضاه يوماً قرادُ الحلولِ

هرَمَتْ في مصافحة الذلِّ كفٌ

فمن سوف يرمي بها للكلاب

وأحسبُ أنّ الكلاب تقيءُ8

لفرط نجاستها

لاتخونُ الكلابُ

ولاتتباهى لفرطِ خصاها

لعنْتُ زماناً

خصى العقل فيه يقودُ فحول

العقول

لدى الرأس منك

أمامَ الشهادةِ عهدٌ على عاشق

كبرياء السماوات في ناظريك

نقاومُ

نعرف أنّ القتال مرير

وأنّ التوازن صعبُ

وأنّ حكوماتنا في ركاب العدو 

 وأنّ ضعاف النفوس انتموا للذئاب

وعاثت9  ذئابٌ من الطائفية

تفتك10  بالناس

ما أنتَ طائفةٌ

 إنما أُمةٌ للنهوض تواجه ما سوف

يأتي

إذ الشرُّ يعلنُ دولته بالطبول

لستُ أبكي

فإنك تأبى بكاء الرجال

ولكن ذَرَفتـْـني11  أمام الضريح عيوني

يطافُ برأسك فوق الرماحِ

ورأسُ فلسطين أيضاً

يُطاف به في بلاد العروبة

أمّا العراقُ فينسى

لأن ضريحك عاصمةُ الله فيه

وَجُودُ بنيه

أقلُّ من الجود بالروح جودٌ خجول

وطني

رغم كل الرزايا

يُسلُّ على الموت كل صباحٍ

 ويغمد12  في الحزن كل مساءٍ

وينهض ثانية

والصباحاتُ بين يديه بطاقات

عرس

وتبقى الثريّا معلقةٌ فوقه

اُسوة بالثريّات فوق ضريحك

يا ربِّ نوّرْ بتلك الثريات وجهي

وبالطلع والرفقة الثابتين على

الدرب

عرضاً وطول

يا ربّ انت لابدَّ ياربّ تغفر للكفر

إن كان

حُراً أبيّاً  

وهيهّات تغفر للمؤمنين العبيد

ذلك فهمي

وانتَ ضماني على ما أقول

ها أنا عرضةٌ للسهام

 التحاقاً بموقفك الفذ13

يوم ترجلـَّـتَ14  بين الرماح

كأنك أنتَ الذي فوق كل خيول

الزمان

فما وقفة العزّ يوم الطفوف من

الأمس بل للزمان جميعاً

وهذا العراق وقد رجلته جيوش

 الحصار

وحيداً يصول

كأن العروبة ليس ترى

كيف يُحتزّ15  رأسُ العراق

وتقطـّـعُ أوصاله

ويزيدُ يطوفُ به في البلاد

وواهٍ من الانكسارِ المرير

بعين الرجال

 يمدون أيديهم

لزمان همُ أكرموه

ولم أر مثل العراق كريماً خجول .

 

 

1  اسراب: السرب: قطیع من الظباء و الجواري و القطا

2  در: در اللبن و الدمع و نحوهما یدر ویدر درا و درورا اذا حلب فاقبل منه علی الحالب شيء کثیر، کثر و سال

3  يتبلج: ينير و يضيء   یتدلج: یسیر و یرتحل، یؤخذ

4  صهوة: مایتخذ فوق الروابي من البروج في أعالیها، و اعلی کل جبل: صهوته

5  اسبلت: أسبل، المرأة اسبلت ذیلها أي ارسلته

6  روث: رجیع ذات الحوافر

7  قراد: اقرد الرجل أي ذل وخنع، و القراد:دویبة بعض الابل

8  تقيء: القيء: ما خرج من البطن من طعام او شراب الی الفم وغلب علی الغم

9  عاثت: عاث:أسرع في الفساد

10  تفتک: الفتک، ارتکاب ما تدعو الیه النفس من الجنایات، و ایضا: ان یأتی الرجل صاحبه وهو غار غافل فیشد علیه فیقتله

11  ذرفتني: ذرفت عینه دمعا: سال منها الدمع

12  يغمد: اغمدت السیف: أدخلته في غمده، أي في غلافه

13  الفذ: الفرد، النادر

14  ترجلت: مشي راجلالإ نزل عن دابته

15  يحتز: یقطع


انتهی/125