ابنا: تأتي المحاكمة الرمزية بمبادرة من هيئة كوالالمبور لجرائم الحرب التابعة لمؤسسة بردانا العالمية للسلام التي يرأسها رئيس الوزراء الماليزي الأسبق محاضر محمد الذي كان من أشد المعارضين للحرب على العراق. وستستمر جلسات الاستماع أربعة أيام وستكون جلسات المحاكمة مفتوحة للجميع.
وقال محاضر الذي أطلق جلسات المحاكمة اليوم إن "الزعيمين السابقين سيحاكمان بتهمة ارتكاب جرائم ضد السلام العالمي, وبتهمة الإعداد والتخطيط لغزو العراق في مارس/آذار 2003 وهو ما يشكل خرقا وانتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي". وأضاف أن المحاكمة تحمل قيمة رمزية, "فإذا ثبت أنهما مذنبان فسنسعى لأن يكونا شخصين غير مرغوبين عالميا", مستدركا بأن نتائج المحاكمة لن تؤدي إلى سجن الزعيمين السابقين.
وأفادت بيانات المحكمة أنه إذا ثبتت إدانة بوش وبلير فإنه سيتم إدخال اسميهما في سجل رمزي يسمى "سجل مجرمي الحرب".
كما ستقوم المحكمة بمحاكمة عدد آخر من المسؤولين في الإدارة الأميركية إبان فترة الحرب على العراق مثل ديك تشيني نائب الرئيس السابق جورج بوش ووزير الدفاع السابق دونالد رمسفيلد والمدعي العام السابق ألبرتو غونزاليس، وذلك بتهم ارتكاب جرائم حرب وتعذيب ضد المدنيين في العراق.
وتتكون محكمة كوالالمبور من سبعة أعضاء من بينهم اثنان من القضاة المتقاعدين من المحكمة العليا في ماليزيا وناشط السلام ألفريد لامريمونت من الولايات المتحدة والمحامي نيلوفر بهاغوات من الهند.
ويرأس فريق هيئة الادعاء القانوني الدولي البرفيسور جورديال نيجار, ومن أعضائها أستاذ القانون الدولي فرانسيس بويل من الولايات المتحدة.
انتقادات لاذعة:وكان رئيس الوزراء الماليزي الأسبق محاضر محمد قد وجه انتقادات لاذعة لمروجي الحروب, واعتبر أن الحروب أصبحت موردا خصبا للمال.
وقال محاضر في كلمة له أمس الجمعة في افتتاح مؤتمر دولي تحت عنوان "الربيع العربي" ومعرض للصور حول "تجريم الحروب" في العاصمة الماليزية كوالالمبور، إن "الحرب مفيدة وجيدة لرجال الأعمال, فقتل الناس بالأسلحة الفتاكة مفيد لقطاع الأعمال".
وأضاف في كلمته التي غلب عليها التهكم "ارفضوا السلام, ارفضوا المفاوضات, ارفضوا التحكيم والمحاكم, فقط اذهبوا للحرب اقتلوا الناس, اقتلوا اقتلوا اقتلوا.. هذا هو الطريق الوحيد لحل النزاعات".
واعتبر أن "الحرب لا يمكن إلغاؤها أو اعتبارها جريمة ضد الإنسانية, لأنها مربحة وهي التي تعطي القوة والمكانة للدول القوية". وقال "هؤلاء الذين يرتكبون جرائم قتل جماعية شاملة يسمون أسلحتهم وجيوشهم قوات دفاع, لكن من الواضح أنها لا تستخدم فقط للدفاع, وإنما هي مجهزة للهجوم والغزو ومفاجأة أعدائهم".
...............
انتهی/182