ابنا: بمناسبة عيد الغدير المجيد عيد الله الأكبر عيد آل محمّد عليهم السلام عيد الإنسانيه جمعاء وهو أعظم الأعياد .أنّ الإنسان الناضج لو تجرد عن المسألة الخلافيه التي لم توثق بالمصادر لذا لم تعد الأوهام والافكارالحاقده على اهل البيت ورسالتهم النبوية ذي أهميه من الناحيه ألتاريخيه وخاصة عندما يتعلق الامر بإمامة وخلافة الإمام علي –ع- من بعد رسول اللّه (ص) ألمعززه بالوثائق والثابت الذي لايقبل الشك بالحديث والنصوص ألقرانيه . وخاصة الخصوصية الكامنة في قول الرسول (ص) وهو أمر لا خلاف فيه وان يحاول البعض زج تداخل العامل السياسي بسبب العمّق الخلافي والطائفية وهذا لايجوز الخلاف فيه حيث لايجوز الاجتهاد في محضر النص والموقف محسوم ومن الناحية ألقانونية والشرعية .فليس من المعقول ولا من المألوف أن ينزل رسول اللّه (ص) وهو في طريق عودة الحجيج إلى بلادهم ويأخذ بيد أمير المؤمنين عليّ (ع) وأمام هذا الحشد الكبير ويشهر ولايته (ع) عليهم كولايته (ص) عليهم، إعلاناً وإشهاراً ويأمرهم أن يبلّغ الشاهد الغائب... ثمّ يتزاحم المسلمون على عليّ (ع) ليهنئوه بالولاية... ولا يزيد هذا الأمر كله على التذكير بفضائل عليّ (ع) وردّ الاعتبار إلى الإمام عليّ (ع) . كما لايمكن قبول التشكيك في دلالة الحديث والموقف والحشد الكبير الذي أشهر فيهم رسول اللّه ولاية الإمام عليّ (ع) يومئذٍ على المسلمين. وهو دعاء خاص يتضمن معنى إعلان إمامة الإمام علي بن أبي طالب (ع) على المسلمين. رسول اللّه (ص) هذا الإعلان والإشهار لولاية الإمام علي (ع) بالدعاء لمن يواليه: (اللهم والِي من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله) .في يوم الغدير الأغر بشر النبي الكريم (ص) المسلمين عن خلافة أمير المؤمنين (ع) له، مما أوجب طاعته على المسلمين كافة وتعززت المكانة الإلهية في قلوب الناس لما إستند إليه الإمام –ع - من زوجته فاطمة (عليها السلام)، وإبنه الإمام الحسن (ع)، وسيد الشهداء الحسين بن علي (ع)، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات المرموقة في الإسلام أمثال عبد الله بن جعفر وعمار بن ياسر وقيس بن سعد وعمر بن عبد العزيز والمأمون الخليفة العباسي وهذا الإستشهاد على سبيل المثال لاعلى سبيل الحصر فضلاً عن إقرار بعض معارضيه كعمرو بن العاص وغيره. وبناء على هذا إستُدل بحديث الغدير ابتداء من عصر الإمام نفسه وكان أتباعه في كل عصر يعتبرون الحديث من أدلة الإمامة والولاية وقد خاطب الإمام خصومه قائلا أناشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وأنصر من نصره، ليبلغ الشاهد الغائب " فأجاب الجميع: كلا، لم ينل هذه الفضيلة أحد غيرك يا أبا الحسنين . ولم يقتصر إستدلال الإمام بهذا الحديث على الوقاع النبوية وكان أمير المؤمنين (ع) يخطب في الكوفة ويطلب أن ينهض كل من كان حاضراً في الغدير وسمع حديث النبي ووصيته لي بالخلافة ليشهد بذلك والذي ينهض فقط من سمع الحديث بنفسه من النبي لا من سمعه نقلاً عن الآخرين بالرغم من مضي مده على الواقعه فنهض حينئذ ثلاثون رجلاً، وأدلوا بشهاداتهم حول سماع حديث الغدير وبعد مرور أكثر من خمس وعشرين سنة على واقعة الغدير فضلاً عن أن بعض أصحاب النبي (ص) لم يكونوا متواجدين في الكوفة وربما أحجم والبعض أحجم عن الشهادة لأسباب خاصة .وقد ذكر المرحوم العلامة الأميني في كتاب الغدير مصادر متعددة لهذا الحديث، فعلى من يروم الإطلاع عليها مراجعة الكتاب المزبور وتعزيزا لولاية أمير المؤمنين أجتمع مائتا شخصية كبيرة من المهاجرين والأنصار في عهد عثمان في مسجد النبي (ص) ليتباحثوا ويتحاوروا حول مواضيع شتى، فانساقوا في الحديث حتى وصلوا إلى فضائل قريش وكان أمير المؤمنين جالساً يصغي لما يقولون، فأقبل القوم عليه فقالوا: يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم ؟ وبعد إصرارههم تحدث بحديث قائلا إن الله أمر رسوله عز وجل (ص) بخاصية في بعض المؤمنين وعامتهم أن يعلمهم ولاة أمرهم وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم فنصبني للناس بغدير خم، ثم خطب فقال: أيها الناس، إن الله عز وجل أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبي، فأوعدني لأبلغها ثم خطب الناس فقال: أيها الناس، أتعلمون أن الله عز وجل مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم ؟ وكان رسول الله قد قال: قم يا علي فقمت، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فقام سلمان الفارسي فقال: يا رسول الله، ولاؤه كماذا ؟ فقال النبي (ص): ولاؤه كولائي، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه وللتاريخ لم يكن الإمام علي هو الوحيد الذي إستدل بحديث الغدير على أحقيته بالخلافة من غيره، بل إن زوجته الكريمة كذلك خطبت ذات يوم لتبين حقوقها وحقوق زوجها، فخاطبت أصحاب النبي (ص) وقالت: أنسيتم يوم الغدير حيث قال أبي لعلي: " من كنت مولاه فهذا علي مولاه وقد ذكرت هذا الإستدلاء للربط بين الأحداث من الناحية التاريخية .وفي واقعة يقال لما قرر الإمام الحسن (ع) الصلح مع معاوية قام أحد الخطباء قال: أكرم الله أهل البيت بالإسلام وإصطفانا على عباده وطهرنا من كل سوء إلى أن قال: سمع الجميع النبي يقول لعلي أمير المؤمنين : أنت مني بمنزلة هارون من موسى، كما شاهد كافة الناس النبي يرفع يد علي في غدير خم وهو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .وقال الإمام الحسين (ع) في حديث حضره عدد كبير من صحابة النبي (ص) في مكة: " أسألكم بالله هل سمعتم أن النبي نصب علياً خليفة وولياً للمسلمين في غدير خم وقال: فليبلغ الحاضر الغائب ؟ " فأجاب الجميع: نعم.بالإضافة إلى كل ذلك فان حشداً من صحابة النبي (ص) كعمار بن ياسر وزيد بن أرقم وعبد الله بن جعفر والأصبع بن نباتة وغيرهم إستدلوا بهذا الحديث على خلافة الإمام فهنيئا للإسلام والمسلمين وللإنسانية جمعاء بعيد الغدير الأغر عيد العدل والمساواة والمحبة والإخاء عيد التعايش السلمي بين كل الشعوب ألمحبه للسلام أعاده الله سبحانه وتعالى عليكم باليمني والبركة وشكرا.___________________المصادر: 1-المناقب للخوارزمي، ص217 وغيره.2-الغدير، ج1، ص153- 170.3- فرائد السبطين، الباب 58 ؛ الموارد الثلاثة، استشهد الامام أمير المؤمنين (ع) حديث الغدير في الكوفة في يوم الرحبة، وفي الجمل، حديث الركبان، في حرب صفين أيضاً.4- ينابيع المودة، ص482.5- سماحة آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي.6- مدخل إلى دراسة نَصّ الغَدير / سماحة العلامة الشيخ محمّد مهدي الآصفي
.............
انتهى / 214